وصل، اليوم الأحد، إلى مطار اللد، وفد أمريكي يتكوّن من 300 شخص، للمشاركة في مراسم الاحتفال بنقل السفارة الأميركية إلى القدسالمحتلة، غداً الإثنين، بحسب ما أوردت صحف إسرائيلية. وبينما لن يحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المراسم، يترأس الوفد نائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان، ويضم أيضاً جاريد كوشنر المستشار الخاص لترامب، وزوجته إيفانكا ترامب، بالإضافة إلى وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين، والعشرات من أعضاء الكونجرس الأمريكي، علماً أنّ عدد الذين وجهت لهم دعوات رسمية للمشاركة في المراسم من إسرائيل والخارج، لم يتعد 800 شخص. وبحسب صحف إسرائيلية، فإنّ 30 سفيراً من أصل 86 سفيراً أجنبياً وُجهت لهم الدعوة للمشاركة في المراسم، أعلنوا قبولهم الدعوة، ومن بينهم سفراء رومانيا والمجر والنمسا والتشيك، الذين كانت حكوماتهم وراء إحباط المبادرة الفرنسية، الجمعة، لإطلاق بيان رسمي باسم الاتحاد الأوروبي، ضد الخطوة الأمريكية، وهو ما شكّل عملياً إنجازاً دبلوماسياً لإسرائيل، التي تمكّنت من شقّ وحدة الاتحاد الأوروبي، ومنع صدور بيان سياسي متفق عليه باسم دول الاتحاد الأوروبي، ضد الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة إسرائيل. وقرر ترامب، في 6 ديسمبر 2017، إعلان القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها، ما أشعل غضباً في الأراضي الفلسطينية، وتنديداً عربياً ودولياً. وقالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، إنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية، ستجري مساء، حفل استقبال للوفد الأمريكي، أعلن غالبية سفراء دول الاتحاد الأوروبي مقاطعتهم له. ولفتت الصحيفة، إلى أنّ شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اتخذت إجراءات مكثفة في القدسالمحتلة، حيث تعتزم نشر الآلاف من أفراد الشرطة وحرس الحدود في أنحاء المدينة، ونصب حواجز بالقرب وعلى مشارف الأحياء والقرى العربية التي ضمّتها حكومة الاحتلال لمناطق نفوذ بلديتها، ولا سيما قرية حي جبل المكبر؛ المتاخمة للموقع الجديد للسفارة الأميركية في القدسالمحتلة. وتأتي هذه الاستعدادات أيضاً، تحسباً لمظاهرات فلسطينية مضادة، لا سيما أنّ الشخصيات الوطنية والإسلامية في القدسالمحتلة، أعلنت سوية مع "لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل"، عن نيتها تنظيم مظاهرة احتجاج رافضة للخطوة الأميركية. ومن المقرر أن تجري المظاهرة، بعد ظهر غد الإثنين، بالقرب من المبنى الذي يستخدم حالياً قنصلية للولايات المتحدة، وسيتم تحويله رسمياً مقراً للسفارة الأميركية في حي "أرنونا" الاستيطاني في الشطر الغربي من المدينة المحتل منذ عام النكبة 1948. ومن المقرر أن تتواصل حالة الاستنفار والتأهب، في الأيام التي تلي نقل السفارة الأمريكية للقدس، خاصة بعد غد الثلاثاء، الذي يصادف الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية وإعلان قيام دولة إسرائيل. في غضون ذلك، أكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، أنّ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس "ليس مرتبطاً بعملية مقايضة لمواقف إسرائيلية"، مضيفاً، في حديث مع صحفيين أجانب، أنّ القرار "مبني على مصالح أمريكية، وهو يخدم الولاياتالمتحدة". وزعم فريدمان أنّ الخطوة "ستخلق فرصة لدفع المسيرة السلمية على أساس الواقع وليس التهيُّؤات"، معرباً عن ثقته من أنّ هذه الخطوة "ستؤدي لاستقرار أكبر على المدى البعيد"، على حد زعمه. وكان فريدمان قد قال، في فيديو نشر بتغريدة على "تويتر"، الجمعة، "اعتدنا نحن اليهود أن نقول: العام القادم في القدس، والآن نقول: هذا العام في القدس".