عندما أصدرت مؤسسة (كاسبيرسكي) العالمية لنظم الأمن الرقمي بيانا في يونيو الماضي ينفى قيامها أو حتى "نية قيامها" بمساعدة أية حكومة في العالم في أعمال التجسس الرقمي لم يكن ذلك من فراغ، فقد كشفت دورية (انتلجس اونلاين) المتخصصة في الشأن الاستخباراتي أن إسرائيل كانت وراء قرار الإدارة الأمريكية بحظر استخدام برامج مكافحة الفيروسات (كاسبيرسكي) كوسيلة لتأمين حواسيب الحكومة الأمريكية. وذكرت الدورية الأمريكية أن تل أبيب قد أسدت "نصيحة أمنية " للولايات المتحدة بشأن الاشتباه فى ارتباط الجهة المنتجة لهذا البرنامج بالاستخبارات الروسية. و تعد كاسبيرسكى مؤسسة متعددة الجنسية تتخذ من لندن مقرا لها، لكنها وفقا للرواية الإسرائيلية ترتبط بعلاقات عمل مع الكريملين برغم تواجدها في خارج موسكو، وقد بدأ تداول كاسبيرسكى المضاد للفيروسات في أواخر التسعينيات بعد أن طوره خبير الأمن الرقمي الروسي الأصل إيجوين كاسبيرسكى الذي حمل البرنامج اسمه وطرح عشرات الملايين منه في الأسواق عبر مؤسسة "كاسبيرسكى للأمن الرقمي". وعلى ضوء "النصيحة الإسرائيلية" أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية منشورا تحذيريا بالكف عن استعمال برنامج "كاسبيرسكى" لمقاومة الفيروسات في حواسيب جميع الإدارات الحكومية الأمريكية وايد الكونجرس الأمريكى هذا الإجراء بحماس شديد. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية واسعة الانتشار أن خبراء أمن البرمجيات الإسرائيليين نجحوا في اختراق حسابات مؤسسة "كاسبيرسكى" العملاقة وتبين لهم وجود علاقات ارتباط عملياتي بينها وبين موسكو وأن عملاء من الاستخبارات الروسية يعملون في هذه المؤسسة.. بينما ذكرت صحيفة (تايم) الأمريكية أن الاستخبارات الإسرائيلية وثقت عمليات تجسس رقمى "وقتية " تتم عبر برامج "كاسبيرسكى" تقوم بها الاستخبارات الروسية لاختراق الملايين من أجهزة الحاسب التي تستخدم هذا البرنامج فيقوم هذا البرنامج بنسخ ونقل الملفات المحفوظة رقميا بشكل تلقائي لحظة بلحظة.
