قال الأنبا مارتيروس، الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد، ورئيس لجنة المصنفات الفنية المسيحية بالكنيسة القبطية، إن الصليب بمثابة محور اهتمام من بداية عصر الرسل، يرسمونه على لوحات ليكون أمام أعينهم، ويذكرهم بفداء المخلص، وبولس الرسول فى رسالته للعبرانيين: «أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا!» آية (غل 3: 1)، وأضاف أنه من العادات الموروثة لدى المسيحيين، أن يضعوا صورة الصليب بالمنازل وأعلى حامل أيقونات بالكنيسة، ومرورا بذلك، ونظرا للاضطهاد الشديد خلال القرون الأربعة الأولى، كان حبهم للصليب يظهرونه أمام من يضطهدونهم سواء الرومانيين أو اليهود. وكانوا يستخدمون فى صورة رمزيات من الحروف اليونانية التى تشير للصليب، أو فروع الشجر التى على هيئة صليب، أو المرساة الخاصة بالسفينة والتى أيضا على شكل صليب، وترمز للاستقرار وفداء الله للبشرية. وتابع، أن الإمبراطور ثيودرا فى القرن السادس الميلادى، صنع أكبر صليب ووضعه على جبل عالٍ بأورشليم، وينظره جميع العابرين والمسافرين والوافدين وكان مصنوعًا من الجواهر والأحجار الكريمة، أما كنيسة القيامة والتى بنيت على القبر المقدس، وكان ملقى بجوارها الصليب، الذى اكتشفته الملكة هيلانة، وأخذت الصليب وحفظته فى كنيسة القيامة، ثم سرق من قبل الفرس، ثم قطع أجزاء ولا يزال محفوظًا الجزء الأفقى منه بكنيسة الصليب فى روما، وكان الصليب بمثابة محور للنزاع بين الملوك؛ لأن الكل كان يهدف للحصول على قطعة منه وتصارعوا عليه من أجل ذلك.