قال الدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي، إن الجامعة العربية خرجت من اجتماع وزراء الخارجية العرب بموقف موحد أكد أن الاستفتاء المزمع عقده بشأن انفصال إقليم كردستان العراق يخالف القانون والدستور، ونادت الفرقاء أن يلتزموا بالموقف العراقي الدستوري القانوني. وأشاد الجعفري، إن هذا الموقف من قبل الجامعة العربية وكذلك موقفها الممتاز تجاه وجود القوات التركية في العراق حيث شجبت التدخل الذي حدث بالعراق وطالبت تركيا بالانسحاب الفوري وعدم تكرار ذلك مستقبلًا. وحول خيارات الحكومة العراقية في التعامل مع استفتاء كردستان، أكد الجعفري ضرورة الالتزام بالدستور واللجوء لتطبيقه فهو ضمانة لوحدة الصف العراقي، وقال: "لن نحيد عن الدستور الذي عالج كل المشكلات واتفقت إرادة السياسيين العراقيين عليه"، مشددًا على ضرورة الاحتكام له. وأكد أن خيار الحكومة العراقية هو الإصرار على تطبيق الدستور، مشيرًا إلى أن المادة الأولى من الدستور العراقي أكدت على وحدة الصف العراقي وعدم التفريط بسيادة العراق وعدم تجزئته، ونحن مصرون على هذا الشيء. وردًا على سؤال هل خيار القوة أو الخيار العسكري لفرض الدولة سيطرتها مطروح في مسألة استفتاء كردستان.. قال "إن شاء الله نلجأ للحل السلمي والحوار السياسي لإطفاء أي مشكلة من شأنها أن تعرض العراق للتصدع". وردًا على سؤال عما إذا كانت هناك مادة في الدستور العراقي تتحدث عن إمكانية إجراء استفتاء على انفصال جزء من البلاد، قال إن العراق متجاوز مسألة الاستفتاء، ومواد الدستور العراقي تشير بشكل مباشر إلى الحفاظ على سيادة العراق ووحدته حيث يركز الدستور على مسألة الانتخابات الدورية، فهذا الاستفتاء بهذا الشكل مخالف للدستور العراقي. وردًا على سؤال حول وضع الشخصيات الكردية المشاركة في الحكومة العراقية في حال إتمام الاستفتاء، قال إنه ليس هناك أحد سيستهدفهم بالعملية السياسية العراقية، بالعكس فهم مواطنون عراقيون لهم الحق في ممارسة دورهم وأخذ حقوقهم بالكامل، وإرادة الحكومة العراقية هي الحفاظ على هذه الحقوق. وحول وضع كركوك في حال إجراء الاستفتاء، قال إن كركوك مدينة عراقية متنوعة بتنوع مجتمعها، فمن الطبيعي أن نحترم خصوصيات كركوك، فهي باقة ورد منوعة تتنوع بإرادة الشرائح العراقية الموجودة بها، ففيهم أكراد وتركمان وعرب وفيهم سنة وشيعة وهم يساهمون سويًا في إبراز كركوك كمدينة عراقية. وبالنسبة للحرب على داعش، قال إنه منذ خاضت القوات العراقية الحرب ضد داعش حققت انتصارات ممتازة بدأت في الأنبار ونجحت في مواجهتهم بفضل وحدة الصف السياسي من جانب، ووحدة إرادة القوات المسلحة العراقية من جانب آخر، حيث التحمت القوات المسلحة العراقية بوزارة الداخلية والدفاع وكذلك الحشد الشعبي وكافة القوات المسلحة العراقية حققت هذا النصر وهذا انعكس على الإرادات الدولية حيث وقفت لجانب العراق وساندته دول متعددة ليحقق نصرًا ممتازًا. وفيما يتعلق بالعلاقات "المصرية - العراقية"، قال الجعفري: "نحن نرحب بعقد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق، ونتمنى أن يعقد اجتماعها قريبا خاصة أن الظروف مناسبة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز العلاقات بين البلدين". وأضاف أن مصر مؤهلة لتؤدي دورا في ملف إعادة الإعمار والاستثمار بالعراق، خصوصا أن دور مصر في العراق كان ناشطًا منذ زمن بعيد، وكان هناك أعداد كبيرة من المصريين موجودين بالعراق واكتسبوا ثقة المواطن العراقي، وأردف قائلًا: "نتمنى أن تأخذ مصر دورها وسترون حجم الاستجابة العراقية لمصر". وقال: "إن باب الاستثمار في العراق مفتوح ومصر دولة منتجة وتحظى بثقة المستهلك العراقي وبإمكانها أن تدخل مجال الاستثمار بالعراق، خاصة كثيرا من دول العالم تستثمر لدينا، فمن باب أولى مصر أن تكون في مقدمة الدول المستثمرة". وحول السياحة العراقية لمصر، قال الجعفري: "إن مصر سباقة في مجال السياحة وهي مجال اقتصادي مهم ونسعى لتعزيز التعاون في هذا المجال". وحول الخلافات "السعودية - الإيرانية"، قال: "لا نزال نتطلع للانسجام في الموقف السعودي الإيراني، ونعتقد أن الخلافات الموجودة قابلة للحل والعراق مستعد لتقديم ما يستطيع لتنقية الأجواء"، مضيفًا "إيران والسعودية وكذلك تركيا جيران للعراق ولذلك نحن مستعدون للعب دور مهم لتنقية الأجواء والحفاظ على العلاقات بين الدولتين".
