سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالعزيز حسين المشرف على تحديث بيانات السكان ل"البوابة نيوز": الأميون أكثر صدقًا في التعداد.. والمتعلمون مراوغون.. وهدف التعداد كشف خصائص السكان وطبيعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية
اللواء الجندى طلب من البابا تواضروس ووزير الأوقاف حث المواطنين على المشاركة أكد الدكتور حسين عبدالعزيز، المشرف على التعداد السكانى بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أستاذ الاقتصاد والإحصاء بجامعة القاهرة، والمستشار الإقليمى بصندوق الأممالمتحدة للسكان للمنطقة العربية سابقًا، أن هدف التعداد السكانى توفير خريطة بيانات دقيقة عن السكان وخصائصهم، لمتخذ القرار السياسى والاقتصادى عن وضع خطة التنمية لضمان وصول الخدمات إلى المناطق المحرومة، وقال فى حواره مع «البوابة» إن الجهاز خاطب البابا تواضروس ووزيرالأوقاف لحث المواطنين على أهمية المشاركة فى التعداد.. وإلى نص الحوار. ■ هل هدف التعداد هو معرفة عدد السكان فقط؟ - تجرى الدول التعداد السكانى لتضع أمام الحكومات معلومات كاملة عن حجم ونوعية رأس المال البشرى السكان، والذى يعتبر من أهم الثروات التى يمتلكها المجتمع، كما يقدم إجابات دقيقة عن عدد الأسئلة الأساسية التى نحتاجها، فهدف التعداد هو عدّ السكان، فهو لن يضيف جديدا بالنسبة للعدد، بل يؤكد ما إذا كانت حسابات الساعة السكانية صحيحة، وهذا هو المتوقع، أم لا، ولكن الهدف الحقيقى من التعداد كشف خصائص السكان وطبيعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وغيرها فى المجتمع. فالهدف معرفة كم يبلغ عددنا، ومن نحن من حيث التوزيع العمرى والنوعى والمستوى التعليمى والمهنى والنشاط الاقتصادي، وأين وكيف نعيش من حيث المساكن بجميع أنواعها، ومدى وصول المرافق الأساسية، مياه الشرب، الكهرباء، الغاز ومدى توافر وسائل الاتصال الحديثة، وما نوعية وطبيعة الأنشطة الاقتصادية والخدمية والطوعية الجارية فى المجتمع والمنشآت بأنواعها، وبالتالى الإجابة على هذا الأسئلة تضع أمام المخططين ومتخذى القرار الصورة الرقمية الدقيقة للمجتمع على مختلف المستويات. ■ كيف يمكن للجهاز المركزى للتعبئة العام والإحصاء والدولة تحقيق ذلك؟ - يتطلب ذلك إجراء حزمة متكاملة من الأنشطة فى إطار تعداد السكان والإسكان والمنشآت، من حيث تعداد السكان وتعداد المبانى والسكان، وتعداد السكان مجمل عملية جمع البيانات الديموجرافية والاقتصادية التى تخص فى فترة زمنية معينة جميع الأفراد سواء كانوا مصريين أو أجانب فى الدولة، أو فى جزء محدد منه تحديدا دقيقا، وتصنيف هذه البيانات وعرضها وتحليلها ونشرها وتوزيعها بأشكال متعددة، ويؤكد ذلك على التغطية الشاملة والتزامن والعد الفردى والدورية. ومن حيث تعداد المبانى وهو مجمل عملية جمع البيانات عن جميع المبانى والواحدات السكنية وغير السكنية وشاغليها فى الدولة أو فى جزء محدد منها. ■ هل رفض غير المتعلمين التعامل مع التعداد؟ - على العكس تمامًا، الأميون كانوا أكثر تعاونًا وصدقًا، وأقل مراوغة من المتعلمين، وتقر الدراسات هذا الوضع، ونحن على علم مسبق به، ونحاول التعامل معه. فالمتعلمون يخشون مردود منح تلك البيانات، رغم أننا نؤكد عليهم أن سريتها حق مكفول ومحمى بالقانون، ولا يجوز استخدامها فى غير الغرض الإحصائي. ■ ما الأسباب التى تساعد فى إنجاح التعداد؟ - يوجد عدد من المرتكزات التى تساعد فى إنجاح التعداد، منها أن توجد منظومة متكاملة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعداد، ووجود عناصر بشرية مؤهلة بشكل جيد وقادر على تنفيذ مهمة جمع البيانات وتعاون وتجاوب المجتمع بجميع أطيافه. فبناء منظومة تكنولوجيا متكاملة لإجراء التعداد وفقا للأسس العملية الإحصائية المستقرة دوليًا وبناء آليات تكنولوجيا متابعة تنفيذه من خلال الخرائط الرقمية والتطبيقات الإلكترونية لجمع البيانات وإدارة العمل والتابلت وشبكات نقل البيانات ومركز البيانات، وتأمين هذه البيانات ودعم المستخدمين والتواصل الفورى مع المستغلين. ■ كيف تعمل المنظومة التكنولوجية والتطبيق الإلكتروني؟ - تعمل من خلال تنظيم وتشغيل التطبيق الإلكترونى الذي يقوم على الميكنة الكاملة لدورة العمل وإدارة وتنفيذ جميع أعمال التعداد خلال مراحل التخطيط والإعداد وجمع البيانات ومتابعة العمل واستخراج النتائج عبر أجهزة التابلت والإنترنت ويعتمد على استخدام الخرائط الجغرافية المكانية حتى مستوى المبني. ■ ما الخرائط الرقمية.. وكيف تستخدم؟ - تم إنتاج خرائط جغرافية رقمية محدثة لجميع المناطق الحضرية والريفية فى البلاد لضمان الدقة والتغطية الشاملة لجميع المناطق، خلال أعمال التعداد، وذلك على المستويات المختلفة وتجهيز خرائط رقمية جاهزة للتحميل على التابلت للعناصر البشرية العاملة فى التعداد خاصة المفتش والمعاون، واستكمال عملية الإسناد المركزى والخرائط لفرق العمل الميدانية. ■ وهل يوجد تفتيش على طرق استخدام هذه الخرائط؟ - يوجد حوالي2537 مفتشًا يقومون بالإشراف على المعاونين واعتماد أية تعديلات على خرائط العمل لمناطقهم وعدد حوالى 31 ألف منطقة معاون وفقًا للمستهدفات المحددة لمراحل التعداد المختلفة سوء المبانى أو الواحدات والأسر والمنشآت، وكذلك استخراج الرقم التنظيمى للخدمات لجميع الوحدات السكنية وغير السكنية. ■ وهل توجد استجابة من المواطنين؟ - ما زالت هناك حالة من عدم الاستجابة من المواطنين، خوفا من كشف بياناتهم، وكلما زاد مستوى التعليم ازدادت المشكلات فى إعطاء المعلومات لمندوبى التعداد. عزاؤنا الوحيد فى ارتفاع تكلفة عملية التعداد هو أن البند الأساسى الذى يحصل على نصيب الأسد من ميزانية التعداد هو بند الأجور للعاملين والمشاركين. ■ وما أدوات جمع البيانات؟ - يتم استكمال تعداد2017 من خلال ثلاث مراحل مختلفة من البيانات منها حصر المبانى ومكوناتها وتوفير البيانات ومرحلة حصر السكان والظروف السكانية، وتوفر بيانات تفصيلية عن الأسر والمعيشة والأفراد وخصائصهم من خلال استمارتين، استمارة مختصرة ويتم تطبيقها على حوالي 90٪ من الأسر المعيشية التى تم حصرها، وفى مرحلة حصر المبانى ومكوناتها 26 سؤالا واستمارة مطوالة وتضم جميع أسئلة الاستمارة المختصرة وبعض الأسئلة الإضافية وتطبق على عينة عشوائية منتظمة تمثل حوالى 10٪ من الأسر المعيشية 41 سؤالا، ويتم فى هذا المرحلة تجميع بيانات استمارة القاطنين بالمساكن العامة مثل الفنادق والسجون والأديرة والدور الخاصة بفئات معينة واستمارة حصر المنشآت وتوفر بيانات تفصيلية عن المنشآت العاملة والمغلقة مؤقتا. ■ هل واجهتم مشاكل مع المشاركين فى التعداد؟ - بالفعل واجهنا مشكلة فى الاستجابة لمبادرة المشاركة فى التعداد، وكنا أمام عجز فى القوى البشرية، المطلوبة لإجراء التعداد، خاصة من سكان القاهرة الكبرى، الذين لم يشعر أغلبهم بجدوى المبادرة، أو العائد المادى المقابل لها، كانوا يحتاجون أعمالا أكثر سهولة، وغير مدركين لأهمية المشاركة فى التعداد.. وعلى العكس تماما وجدنا مبادرات كثيرة من شباب الصعيد والوجه البحرى، لدرجة أننا استعنا بعدد منهم بعد الإيفاء باحتياجات محافظاتهم كعدادين احتياطى، لسد العجز فى محافظاتالقاهرة الكبرى. ■ هل طلبتم دعما من شيخ الأزهر والبابا تواضروس؟ - بالطبع .. فقد قام رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء اللواء أبوبكر الجندى بلقاء البابا تواضروس، وطلب منه التأكيد فى الكنائس على المواطنين على أهمية المشاركة فى التعداد، كما خاطب وزير الأوقاف للتنويه على المواطنين بذلك فى خطب الجمعة، بالإضافة إلى الحملات الدعائية فى الصحف والطرق ووسائل المواصلات والراديو والتليفزيون.