على مدى ثلاثين عامًا خاض الإريتريون نضالاً مسلحًا ضد الاحتلال الإثيوبى تحت قيادة عدد من الرموز الوطنية منها الرئيس الحالى أسياس أفورقى، الذى سرعان ما تحول بعد سيطرته على السلطة بعد استقلال إريتريا إلى دكتاتور جعل بلده بمثابة سجن كبير، حتى صار يضرب به المثل فى القارة السمراء. ولد أسياس أفورقى، الذى ينتمى إلى أقلية التيجراى، فى العاصمة الإريترية أسمرة فى العام 1946م، والتحق فى العام 1965 بجبهة تحرير إريتريا التى انطلقت فى العام 1961 بقيادة الزعيم الوطنى حامد عواتى، ولكنه ما لبث أن انضم إلى الجناح المنفصل عنها فى العام 1972 تحت اسم «قوات التحرير الشعبية»، التى انفصل عنها فى العام 1977 ليكوّن الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا. فى العام 1993 نالت إريتريا الاستقلال عن إثيوبيا، ليصبح أفورقى أول رئيس للبلد المستقل، على أمل إجراء انتخابات رئاسية وهو ما لم يحصل حتى الآن، إذ أقدم المناضل السابق على القضاء على رفاق الكفاح وزج بهم فى السجون متهمًا إياهم بالعمالة لإثيوبيا. الاعتقالات الكبيرة فى صفوف النخب الإريترية دفعت عشرات الآلاف من المواطنين إلى الهجرة خارج البلاد باتجاه أوروبا وأمريكا وأستراليا. بحسب تسريب سابق لموقع «ويكيليكس»، وصف تقرير أمريكى الأوضاع فى إريتريا تحت حكم أفورقى بالسوداوية، مشيرًا إلى أن «الشبان الإريتريون يواجهون مستقبلاً مجهولاً وخدمة إلزامية لا نهاية لها، ورواتب بالكاد تُبقى الناس على قيد الحياة».