إذا كنت من محبى «الصحيان بدرى» لممارسة الرياضة، فمن المؤكد أنك ستجد ضالتك فى «إيفينتات» ركوب الدراجات التى ينظمها عدد من الشباب أسبوعيًا. ستبدأ فى النزول من بيتك يوم الإجازة لتشارك الآخرين نشاطهم وتركب دراجة لمسافة وذلك كفيل بتنشيط جسمك وعضلاتك، لعلها تصبح عادة وتعتمد على الدراجة فى انتقالاتك اليومية توفيرًا للوقت والمال أيضًا، خاصة فى ظل الزيادات الكبيرة فى أسعار البنزين والمترو أيضًا، إلا أن الأمر لن يجدى نفعًا مع أسعار الدراجات ليتحول شعارك إلى «مش هنركب عجل تانى». محمود السيد طبيب امتياز، يسكن فى إحدى العمارات القديمة بمنطقة حدائق القبة، اعتاد منذ وصوله القاهرة على ركوب الدراجات مرة أسبوعيًا مع أصدقائه من مصر الجديدة وحتى ميدان التحرير، حيث يذهبون لتأجير تلك الدراجات 8 ساعات بقيمة 80 جنيها، ولكن تحولت فى الفترة الأخيرة قيمة الإيجار إلى 110 جنيهات، وعند محاولة شراء دراجة لقضاء المشاوير والاستعاضة عن كل المواصلات ب«العجلة» فوجئ بأن أقل سعر للعجلة فى مصر هو 570 جنيها. يقول «السيد»: «لم أتوقع يومًا أن العجلة التى كنا نشتريها يوما ما ب200 جنيه، يأتى اليوم لكى أجد أقل سعر لها 570 جنيها، حاولت أن أشتريها توفيرًا للأسعار التى تأكل فلوسى حرفيًا، وأصبح حتى يوم اللعب بالعجلة صعب المنال، لأننى لست من الأغنياء الذين يستطيعون دفع 110 جنيهات أسبوعيًا من أجل تنشيط العضلات، سأبدأ بالجرى فى الشارع، فذلك أرخص ويحقق نفس الفائدة». ويقول هاشم السيد، طالب بالثانوية العامة، والده مدرس لغة عربية بالمرحلة الابتدائية بإحدى مدارس الوراق، إنه اعتاد منذ أن وعى على الدنيا أن يرى والده راكبًا دراجته المكتوب عليها «نصر» يذهب بها للمدرسة ويعود بها، ويقضى بها كل مشاويره. وأضاف: «منذ نحو شهر، اكتشفت أننى أصرف كل فلوسى على المواصلات، بين المدرسة والدروس والبيت، ولذلك قرر والدى شراء دراجة لى، واكتشفنا فجأة أن الدراجة التى اخترتها ثمنها 720 جنيها». وأكد عامر النورى، كهربائى بمنطقة بولاق الدكرور، الذى باع دراجته منذ نحو 5 سنوات، نظرًا لضيق الحال، وأنه فى الوقت نفسه لا يستخدمها كثيرًا، حيث يقول: «بعت دراجتى لظروف مالية مررت بها ضمن عددا من الأشياء فى البيت استغنيت عنها بسبب الظروف نفسها، بعد أن اشتريتها ب180 جنيها، واستغنيت عنها مقابل 150 جنيها». وتابع: «منذ نحو ستة أشهر، بعد أن زادت أسعار المواصلات، قررت شراء عجلة مرة أخرى، واكتشفت أن العجلة المستعملة فى مصر بحالة جيدة تتخطى حاجز ال400 جنيه، وهو ما لا يمكن تحمله، فأنا أشترى العجلة كى أوفر ثمن المواصلات وليس لزيادة الديون، وظلت النتيجة واحدة.. لن أركب عجلة مرة أخرى».