انطلقت مظاهرات حاشدة أمام مقر السفارة الإيرانية في "لاهاي" العاصمة السياسية الهولندية، بعدما دعت إليها الجالية الأحوازية في هولندا؛ وذلك تضامنًا مع الشعب العربي الأحوازي وما يواجهه من قمع وتجاوزات وحشية تقوم بها السلطات الإيرانية في إقليم الأحواز. وشارك في المظاهرة العشرات من أبناء الجالية العربية وأبناء الشعوب غير الفارسية من المقيمين في هولندا، خاصَّة الأحوازيين الذين جاءوا من مختلف المدن الهولندية، منددين بالممارسات الوحشية التي ترتكبها السلطات الإيرانية ضد الأحوازيين العُزَّل في المدن الأحوازية. ووجَّه أبناء الجالية الأحوازية في هولندا رسالة لأبناء الشعب الأحوازي المنتفِض في جميع المدن الأحوازية، الذي يجاهد في سبيل الخلاص من المحتل الإيراني، مؤكدين استمرار نضالهم الوطني ضد الاحتلال الإيراني، مؤكدين احترامهم وتقديرهم لصمود أبناء الشعب الأحوازي الأسطوري في وجه الآلة الوحشية للأمن الإيراني. وباركت الجالية الأحوازية الانتفاضة الشعبية التي عمَّت جميع المدن الأحوازية ردًّا على تجاوزات إيران، لافتة إلى أن السلطات الإيرانية تُمارس التطهير العرقي ضد الشعب العربي الأحوازي، وذلك من خلال مشاريع استيطانية خطيرة تهدف إلى قلب التركيبة السكانية لصالح الفرس. وشهدت المدن الأحوازية حالة من الغضب الشديد بعد استشهاد الشاب حسن ياسر الغبيشاوي؛ الأمر الذي أشعل غضب أبناء الأحواز لتنطلق تظاهرات عارمة، تطورت لاحقًا إلى اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأجهزة الأمنية الإيرانية كل أدواتها القمعية بما فيها إعلان حالة الطوارئ في المدينة وضواحيها. وقال الناشط الأحوازي هادي الموسوي في تصريح صحفي: إنَّ النظام الإيراني يمارس الإرهاب ضد المواطنين العرب العُزَّل في الأحواز للنيل من صمودهم، ولاستعادة هيبتها أمام ما بات يهدد بقاءها في الأحواز. وحذَّر الموسوي من السياسات التي تنتهجها السلطات الإيرانية في إقليم الأحواز؛ وذلك من خلال بناء السدود، ونقل مياه الأنهار، وتجفيف الأهوار الأحوازية، واصفًا إياها بالمشاريع التي تقتل الشعب الأحوازي ببطء. ودعا الموسوي المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية لإرسال مندوبين للداخل الأحوازي للكشف عن الحقائق الخفية حول انتهاكات حقوق الإنسان، والتطهير العرقي التي يمارسها النظام الإيراني المحتل بحق الشعب الأحوازي الأعزل، ويخفيها بتعتيم إعلامي فريد من نوعه.