وكأن ثورة لم تقم.. لم يجد المصريون طوال 40 عاما من يعبر عن أزماتهم أو يشعر بهم، وظل الوضع الاقتصادي يسوء أكثر وأكثر، تنقلنا الحكومات من نُقرة لحفرة لبئر، تزداد الأسعار ونسب الفقر.. يخرج الملايين للشوارع شعارهم الأول "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".. ولكن يا ثورة ما تمت. فحكومة الجنزوري انتهجت نهج نظيف، وانتهجت حكومة قنديل نهج الجنزوري، وانتهجت حكومة الببلاوي نهج حكومة قنديل، كأنه منهج دراسي ثابت لا يتغير. جميعهم اعتمدوا على سياسات إنمائية رأسمالية، لا تخص الفقراء في شيء، كل الاستثمارات كانت تتوجه "للعقارات" تاركة التجارة والصناعة والمستثمرين في مهب الريح وغلاء المواد الخام باستمرار. اتفق الجنزوري وقنديل والببلاوي في وجهين الفشل الاقتصادي وانعدام الغطاء الأمني بالشارع. واشترك الببلاوي والجنزوري في كونهم رجلا اقتصاد ماهرين، ولكن ثبت العكس، غير أن هشام قنديل كان متفرد من نوعه!. فالحكومات التي توالت على حكم مصر لم تكن يوما ما حكومات ثورية تؤمن بثورة الشعب ومطالبه المعلنة، بل كانت حكومات تسير أعمال، وفقا للسياسة القديمة، سياسات الحزب الوطني.