سلطنة عُمان تشهد فعاليات فنية بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني

تحتفل سلطنة عمان يوم غد "الاثنين" بالعيد الوطني الثالث والأربعون حيث تتواكب مع الاحتفالات فعاليات مبهرة اكتست بطابع يعكس تميز الإبداعات العمانية المهمة التي تنطلق إشعاعاتها من السلطنة والتي يتابعها باهتمام الفنانين والنقاد في مختلف دول العالم . كان في مقدمتها مهرجان الأغنية العمانية .
وأسدل الستار عن الاحتفال الذي أقيم على هامش ذكرى العيد الوطني ال 43 تحت رعاية فاتك بن فهر آل سعيد أمين عام وزارة التراث والثقافة العمانية الذي سلم جوائز البلابل الذهبية والفضية والبرونزية وحصلت الفنانة عائشة الزدجالية والشاعر مسعود الحمداني والملحن عبد المنعم الفارسي على جائزة البلبل الذهبي عن أغنية " الغريبة " ، وحصل منذر المعولي والشاعر عبد الله العريمي والملحن حمود الحرش على البلبل الفضي عن أغنيته " وعدك وين " ، وحصل عيسى البلوشي والشاعر عادل العوادي والملحن عبد الله الراسبي على البلبل البرونزي عن أغنية " خوفي عليك " .
وكانت فعاليات مهرجان الأغنية حسبما ذكرت وكالة الانباء العمانية قد انطلقت تحت رعاية الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية بحضور كوكبة من فناني سلطنة عمان والوطن العربي وعشاق الكلمة واللحن والموسيقى والذي استضاف عددا من كبار الفنانين منهم عوض حليس ويعقوب نصيب وليلى بنت نصيب وتركي الشعيبي وباسم الحوسني والمصرية كارمن سليمان والمغربيتان سلمى رشيد وسلمان حميد ودنيا بطمه وجميلة واللبنانى زياد خوري والمصرى أحمد جمال الحائز على المركز الثانى فى مسابقة "آراب أيدول " وراكان .
قال خالد بن عمربن سعيد المرهون وزيرالخدمة المدنية في كلمته خلال حفل الافتتاح أن الموسيقي أحد الموروثات الثقافيِة التي أبدع فيها الإنسان ، ومن هذا المنطلق فقد جاء مهرجان الأغنية العمانية ليلبي الطموحات والآمال المعقودة عليه من خلال دفع واستمرارية الإبداع الفكريِّ للإنسان واكتشاف المواهب والعناصر القادرة على ترسيخ ذلك الإبداع .
وطالب الوزير الفنانين العمانيين الشباب بضرورة التحلي بالثقافة والمعرفة الكافيتين للتعامل مع الأغنية بشكل احترافي وإعادة البريق للأغنية العمانية الذي اختفى في ظل الهجمة الكبيرة من الفضائيات الخارجية التي تبث مختلف الأغاني.
وقال سعيد بن سلطان البوسعيدي مدير المهرجان أن التاريخ الفكري العماني غنياً بكنوزه الثقافية وقد ارتبط الإنسان العماني ومنذ القدم بجوانب ثقافية مختلفة أتاحت له جانبا من جوانب التعايش مع الأخر وأسهمت في إثراء الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع العماني.
وأضاف أن المجال الفني والموسيقي هو الأخرأحد تلك المجالات التي أبدع الإنسان العماني فيها فتعددت الفنون الموسيقية العمانية مما حدا بالفنان العماني أن ينهل من ذلك الإرث وبلورته في صورة فنية حديثة تتمثل في الكلمة واللحن والأداء.
وقال إن المتتبع لمسيرة مهرجان الأغنية العمانية خلال السنوات الماضية يلمس مزيدا من التطوير والتحديث ، منوها بأن المهرجان يأتي بحلة جديدة في ما يتضمنه من برامج ومضامين حيث تنوعت المشاركات وأدخلت برامج جديدة على ليالي المهرجان كما تم استقطاب الخبرات الفنية واستضافة وسائل إعلامية مختلفة والعمل على التسويق والترويج الخارجي.
أشار إلى الأهمية الكبيرة التي يمثلها المهرجان في ضخ دماء شابة جديدة في الساحة الغنائية العمانية فضلاً عن الدور الكبير الذي يضطلع به في مجال الحفاظ على هوية الأغنية العمانية وما تتميز به من مقومات أصيلة متمثلة في الكلمة واللحن والأداء .
شهدت أولى ليالي المهرجان الأولى تكريم الشاعر ذياب بن صخر العامري والفنان يعقوب نصيب والشاعر الراحل ناصر بن علي البلال والفنان الراحل عبد الله بن مبارك الصفراوي .
بدأت الفقرة الرئيسية للمهرجان بالمسابقة الفنية بين المتنافسين وكانت البداية مع نوره النظيرية التي قدمت أغنيتين الأولى بعنوان " اتفقنا " من كلمات الشاعر محفوظ الفارسي وألحان حمد محفوظ والأغنية الثانية من أغاني الفنانة نوال الكويتية بعنوان " يا شوق " ثم جاء المتسابق الثانى نصر السليمي الذي شارك بأغنية " قصة حسن " كلمات الشاعر عبد الله العريمي وألحان الملحن حمود الحرش .
قدم الفنان نصر السليمي أغنية المسابقة بعنوان " أوصافها " من كلمات الشاعر عبد الله العريمي وألحان حمود الحرش التي تميزت بروعة الكلمة وتفرّد تفاصيلها وجمال الرفيع في اللحن المتميز وقدم أحمد جمال نجم " آراب ايدول " وسلمان حميد وصلاتهم الفنية الرائعة التي استمع إليها عشاق الفن من فترة وأحبوا روعة لحنها وعذوبة كلماتها.
ورعى علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام الليلة الثانية للمهرجان، وتضمن البرنامج فقرة موسيقية قدمتها الفنانة ليلى نصيب ثم غنى المتسابقون منذر العلوي " وعدك وين " كلمات الشاعر عبد الله العريمي وألحان حمود الحرش وغنى عيسى البلوشي " خوفي عليك " كلمات عادل العوادي وألحان عبد الله الراسبي وغنى عبد الله سباع أغنية " آخر خبر " كلمات سالم البدوي وألحان الفنان فتحي محسن ثم قدمت الفنانة دنيا بطمة والفنان راكان وصلة غنائية أطربت بها الحضور من الجماهير .
فى اليوم الثالث أقيمت الفعاليات برعاية الدكتورإبراهيم بن أحمد الكندي الرئيس التنفيذي لمؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان، وتواصلت فعاليات مهرجان الأغنية العمانية وتنافس فيها ثماني مواهب على جائزة البلابل الذهبية والفضية والبرونزية .
وتضمن برنامج السهرة فقرة موسيقية أحياها الفنان القدير عوض حليس والفنان الشاب باسم الحوسني الحاصل على البلبل الذهبي في الدورة التاسعة للمهرجان يليهما عاصم الرحيلي وعادل الفهدي وعائشة الزدجالية واختتم السهرة الفنان زياد الخوري والفنانة جميلة بأغنيات من نتاجهما الفني مساندة للفنانين العمانيين الشباب.
وفى اليوم الأخير صدحت أصوات الفنانين بأعزب الأنغام في سهرة التتويج، حيث قدم الفنان تركي الشعيبي وصلة غنائية من إنتاجه القديم والجديد تفاعل معها الجمهور الذي حضر بأعداد غفيرة ومن بين الأغاني التي أداها الشعيبي " ليت الغرام حاكم " وأغنية من كلمات صاحب السمو السيد فاتك بن فهر بعنوان " إن قلت بأبعد".
في الفقرة الموسيقية الثانية من ليلة الختام صدحت حناجر الفنانين الفائزين الثلاثة بأغانيهم التي شاركوا بها في المسابقة حيث غنى عيسى البلوشي "خوفي عليك"، وغنى منذر المعولي "وعدك وين"، وغنت عائشة الزدجالية "الغريبة" كلمات الشاعر مسعود الحمداني وألحان عبد المنعم الفارسي.
في الفقرة الموسيقية الثالثة ألهبت الفنانة المغربية سلمى رشيد مشاعر الجمهور بتوليفة من الأغاني الخليجية والعربية. وغنت الفنانة المصرية كارمن سليمان مجموعة من الأغاني تنوعت بين إنتاجها الخاص وأغان لمطربين آخرين منها " هلا بالطيب الغالي" و" أوقاتي بتحلو" .
من ناحية أخرى شهد المهرجان حضور عدد من الشعراء والملحنين المشاركين في دورته ومن بينهم الشاعر عبد الله العريمي الذي قال إن هذه المشاركة هى الثانية لي في المهرجان وجاءت تلبية لرغبة الملحن حمود الحرش الذي طلب مني كلمات ، كما جاءت أيضا تلبية لطلب الفنانين نصر السليمي ومنذر المعولي ، وإيمانا مني بقدرات الملحن حمود الحرش حيث كتبت كلمات تتناسب مع قدراته التي أعرفها جيدا فهو يستطيع أن يترجم أحاسيسي وأنا أثق فيه وأتمنى لهذه الدورة التوفيق، كما أتمنى أن يكون العامل الإبداعي هو الحكم وليس اعتبارات أخرى. وحول رأيه في لجنة التحكيم أشار عبد الله العريمي إلى أنها أسماء حقيقية ومتحققة داخل المشهد العماني والخارجي مستدركا بقوله: لكنني في الحقيقة أجهل ما سوف يدور في الكواليس.