أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، أن الهجرة النبوية مليئة بالدروس العظيمة يأتي في مقدمتها حسن التوكل القائم على الأخذ بالأسباب والتخطيط والتدقيق، مشيرًا إلى أن "بناء المسجد فور وصول النبي إلى المدينة أكيد على أهميته ودوره الحيوي في حياة الأمم والشعوب. وأضاف وزير الأوقاف في مقال له اليوم بمناسبة ذكرى حلول العام الهجري الجديد، أن "الهجرة النبوية رسخت أسس التعايش السلمي بين البشر على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وقبائلهم، عن طريق المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار على ما كان بينهم من إحن وثارات بدّلها الإيمان بالله إلى أخوة ومودة ورحمة، ومصداقًا لقوله تعالي: "وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم". وتابع: "أن وثيقة النبي التي أعدها الرسول تعد أعظم وثيقة بشرية في تاريخ الإنسانية في تأصيل وترسيخ أسس العيش المشترك، فقد أكدت على أن كل من يهود «بني عوف، وبني النجار، وبني الحارث، وبني ساعدة، وبني جشم، وبني الأوس، وبني ثعلبة»، مع المؤمنين أمة، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم، وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه، وأن النصر للمظلوم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وأن من خرج منهم فهو آمن، ومن قعد بالمدينة فهو آمن، إلا من ظلم أو أثم". وأكد وزير الأوقاف أن الهجرة بمعنى الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام قد انتهت بفتح مكة، كما ورد عن النبي حين قال: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية"، مشيرًا إلى أن "الهجرة بمعناها الاسمي تظل باقية، فالهجرة الحقيقية إنما هي تحول إيجابي من الضلالة إلى الهدى، ومن الفساد إلى الصلاح، ومن سيئ الأخلاق إلى صالحها".
