الشابة المسلمة تتفوق فى مينيسوتا على اليهودية المخضرمة فيليبس كاهين حينما فرت الطفلة الصومالية ذات الثمانية أعوام «الهان عمر» من الحرب الأهلية فى بلادها، إلى معسكر للاجئين فى كينيا، مكثت به أربع سنوات، ثم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وضعت أمام عينيها حلمًا كبيرًا: «سأكون واحدة من أشهر السياسات فى بلاد الأحلام». هكذا حدثتها نفسها، حتى أصبحت على مقربة من اقتناص عضوية الكونجرس عن الحزب الديمقراطى من السياسة اليهودية المخضرمة «فيليس كاهين» ذات ال79 عامًا، لولاية مينيسوتا. شابة لم تبلغ منتصف الثلاثينيات، مسلمة وترتدى الحجاب، فى مجتمع لا يمكن القول بأنه منفتح كليًا تجاه المسلمين وفى حال فوزها ستكون أول نائبة مسلمة فى الكونجرس، هو أمر مرجح نظرًا لأنها ستتنافس مع مواطنها عبدالمالك عسكر نوفمبر المقبل، الذى يخوض الانتخابات ضدها عن الحزب الجمهورى ذى الشعبية المنخفضة فى الولاية. تاريخ مهني وقال موقع «وورلد نت ديلي» إن «الهان» عملت محللة سياسية وتشغل حاليا منصب مديرة مبادرات السياسات فى تنظيم المرأة، المعنى بتمكين الأمريكيات من أصول إفريقية من تبوء مناصب قيادية مدنية. وبدأ اهتمام «الهان» بالسياسة فى سن ال14 عندما كانت تعمل مترجمة لجدها فى المؤتمرات الحزبية المحلية للدعوة إلى التغيير، وهو ما جعلها تقع فى «حب الديمقراطية».. حسب قولها. ولاية «مينيسوتا» شهدت صولات وجولات الفتاة الطموحة، ويقول سياسيون عنها إنها بارعة فى جذب فئات وأصوات جديدة من المؤيدين، خاصة أنها اهتمت بقضايا ذات تماس مباشر بحياة الناس مثل تطوير التعليم وحماية البيئة ومناهضة التمييز العنصري. كما ساعدت التركيبة السكانية لولاية «مينيسوتا» اللاجئة على إحراز شعبية، فالولاية أصبحت تقطنها كتلة كبيرة من المسلمين جراء موجات الهجرة من مناطق النزاعات فى العالم. وتحمل السياسية الصاعدة درجات علمية رفيعة فى إدارة الأعمال والعلوم السياسية والدراسات الدولية وتلقت الأوسمة والجوائز المتعددة، وتعيش وزوجها أحمد هيرسى وأطفالهما الثلاثة حياة مستقرة. أصابع الإخوان على أن الصعود السياسى للفتاة الصومالية المسلمة، لم يمنع حملات التشكيك من النيل منها، فثمة آراء تربط بينها وجماعة الإخوان، الذين يدعمون مرشحات لتلميع صورتهم إزاء حريات المرأة. ويقول الدكتور مارك كريستيان وهو إمام سابق ونجل أحد أعضاء الجماعة فى مصر: إن الاخوان يدفعون المسلمات لتولى مناصب فى الولاياتالمتحدة، فى تكتيك لخداع الغرب بأنهم لا يضطهدون النساء. وقالت «الهان» ل«جارديان» البريطانية: «لم أخش من ارتداء الحجاب على مسيرتى السياسية، ولم أعتقد أنه سيمثل عائقًا أمام أحلامي.. كل ما فى الأمر أننى متسقة مع نفسي، ومن هذا المنطلق أدافع عن حقوق المثليين وأدعم عدم تجريم الإجهاض». ولم تتطرق اللاجئة السابقة إلى موقف الإسلام من القضيتين، واكتفت بقولها: «أنا أعبر عما أؤمن به، ولا أنسى أننى مسلمة، لكن هذا أمر يتصل بالعلاقة بينى وبين الخالق». أول أنثى مسلمة وستكون «الهان» أول أنثى مسلمة تدخل الكونجرس، وقد سبقها رجال مسلمون منهم نيك رحال عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطى منذ 1976 بعد نجاحه فى دائرة غرب فيرجينيا الانتخابية 17 مرة متتالية وهو من أصول لبنانية وعمل رئيسًا للجنة الموارد الطبيعية فى المجلس الأمريكي، وعضو لجنة المواصلات والبنية التحتية من العام 2007 حتى العام 2011، أيضا النائب المسلم أندريه كارسون من مواليد 16 أكتوبر 1974 فى إنديانابوليس، وهو من أصول إفريقية ونائب بالكونجرس منذ 13 مارس 2008 عن المنطقة السابعة لولاية إنديانا، ويعتبر ثانى نائب أمريكى مسلم بعد كيث إليسون وهو طبيب أول نائب مسلم يدخل الكونجرس فى 2007، عضو البرلمان عن حزب عمال مينيسوتا الديمقراطى أما داريل عيسى فهو رجل أعمال من أصول لبنانية وهو النائب الحالى عن ولاية كاليفورنيا ويعد أغنى نائب بالكونجرس بثروة تقدر ب355 مليون دولار وهو جمهورى ومعروف بمعارضته سياسات باراك أوباما. ومن ضمن أعضاء الكونجرس المسلمين، الدكتور تشارلز بسطانى، وهو جراح قلب فى ولاية نيو أورليانز دخل الكونجرس عام 2004، وهو من أصول لبنانية، ورغم أنه جمهورى إلا أنه يدعم كثيرا أوباما، ومنهم جاستن عماش وهو عضو الكونجرس عن ولاية ميتشجان منذ 2010 من أصول شامية ويعد أصغر عضو للكونجرس حيث فاز بالمقعد وهو يبلغ من العمر 30 عاما، والنائب ريتشارد حنا وهو جمهورى من أصول لبنانية وفاز بالمقعد عن نيويورك فى 2010.