بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوة أهله إلى توحيد الله بعد نزول الوحي عليه، فآمنت به السيدة خديجة أولا ثم أبو بكر وعلي بن أبي طالب وغيرهم وكان يدعوهم سرا ثلاث سنوات في بيت الأرقم بن ابي الأرق وكان يصلي مع على عند الكعبة سرا ذلك أن الصلاة فرضت عليه صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة صباحا ومساء وقيام الليل. بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته الجهرية بأن جمع بني هاشم وأخبرهم أنه رسول الله كما كان إبراهيم أبوهم والنبيون من بعده وأن هناك موت وبعث وحساب وجنة ونار فعاهده عمه أبو طالب على أن يحموه ما كان فيهم لكنه أخبره أنه لا يستطيع أن يؤمن به ويترك دين الآباء والأجداد. أما الدعوة الجهرية العامة فقد وقف على جبل الصفا وأخذ ينادي الأقوام ثم أخبرهم أنه نذير لهم بين يدي عذاب شديد ولكن أبا لهب سبه أمام الجميع فانزل الله تعال "تبت يدا أبي لهب وتب"، وبعدها انفجرت مكة غاضبة مستنكرة أن أحدا منها ينكر عليها دينها، واجتمع كبراؤها وأخذوا يتشاورون فيما بينهم في طريقة يفشلون بها هذه الدعوة التي ستحطم ملكم ودينهم فأخرجوا عليه عدة ألقاب ليحذروا الناس منه فقالوا أنه ساحر وقالوا أنه شاعر وقالوا أنه مجنون ثم جاءوا إليه وأخبروه أنهم قد فضحوا بين العرب بسببه وتشتتوا وتفرقوا بين مكذب ومصدق له وعرضوا عليه الزواج والمال فما كان منه رد إلا أن قرأ عليهم من القرءان الكريم، ثم جعل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرا لدعوته في السنة الخامسة للنبوة ليعلم من أسلم معه دينهم ويقرأ عليهم كتاب الله تعالى، وكل الصحابة كانوا يخفون إسلامهم إلا رسول الله كان يجهر بالدعوة. ثم أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين اشتد عليهم الأذى الهجرة إلى الحبشة حتى ينجو بدينهم، فحاولت قريش اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم عدة مرات بعدما يئسوا من أن يردعه عمه أبو طالب، وبعدها توفي أبو طالب وهم في شعب بني هاشم وبعده بشهرين توفيت خديجة رضي الله عنها، وكان أبو طالب هو السد المنيع للدعوة وخديجة هي الحضن الحنون والزوجة الرؤوم التي يأوي النبي صلى الله عليه وسلم إليها في البيت لتواسيه وتعينه حيث كانت في الخامسة والستين من عمرها والنبي صلى الله عليه وسلم في الخمسين. ذاك العام هو عام الحزن حيث اشتد الحزن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم واشتد قريش عليه في الضيق، فضاق منهم وقرر الذهاب إلى الطائف لدعوتهم. ولكنهم قابلوه بأسوأ مما توقع فبدلا من أن يستقبلوه ويستمعوا له باحترام، طردوه وجعل الأطفال يرمونه بالحجارة حتى نزل الدم من قدميه، وبينما كان راجعا إلى دياره وفي أحد الوديان أخذ يقرأ القرءان فسمعه جماعة من الجن فآمنوا به فانزل الله عليه سورة الجن ليواسيه ويخبره أنه إن لم يؤمن الناس بك فهذه الجان تؤمن بك. عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة حيث اقترب موسم الحج فأخذ يستعد النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل القبائل القادمين ليؤدوا الحج، وبعدها حدقت حادثة الإسراء والمعراج حيث مر النبي صلى الله عليه وسلم بالسماوات السبع ورأى الانبياء والجنة والنار ونعيم بعض من أهل الجنة كماشطة بنات فرعون وأبنائها ورأى صنوفا من عذب أهل النار وفرض الله عليه فيها الصلوات الخمس. ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر إلى مكةالمكرمة وطارده المشركين حتى يقتلوه ولكنهم لم يظفروا به حتى أنهم أنشؤوا مسابقة للإمساك به ولمن يمسك به جائزة عظيمة ومع هذا لم ينجحوا في هذا الأمر. ووصل إلى المدينةالمنورة سالما وفرح به المسلمون هناك وبدأ تأسيس الدولة الإسلامية حيث آخى بين المهاجرين والأنصار وبدأ مشروع بناء المسجد النبوي. ثم تقرر الأذان الذي تعلن به وقت الصلاة. واستمرت قريش تعادي النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته فقامت العديد من الغزوات والمعارك أثناء العهد المدني. وفي إحدى السنوات قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدي العمرة مع أصحابه لكن قريشا منعتهم ذلك حتى العام القادم وذلك حسب صلح الحديبية الذي قام بين أهل مكة والمسلمين. لكن قريشا نقضت الميثاق فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتجهز لفتح مكة وفتحت مكة ودخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حرم من وطنه 13 سنة وعفا وسامح من آذاه من أهلها وأعطى كل من يكون عند الكعبة أو في بيته أو في بيت أبي سفيان الأمان وصعد بلال رضي الله عنه فوق الكعبة وأذن الأذان بعد أن كسرت كل الأصنام حول الكعبة وداخلها. وبعدها بدأت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم خارج حدود الجزيرة حيث بدأ يبعث الرسائل إلى الملوك في الممالك الكبيرة القريبة يدعوهم إلى الإسلام، وبدأت الوفود تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفواجا تعلن إسلامها أو تعلن صلحها وحلفها. وفي السنة العاشرة للهجرة عاد النبي صلى عليه وسلم إلى مكة حاجا حجة الوداع ليعلم المسلمين آخر ركن من أركان الإسلام ويتم تعاليم الإسلام كاملة لأمته وبعدها يعود للمدينة ليقضي آخر أيامه فيها. بدأ المرض يزاول النبي صلى الله عليه وسلم والحمى تزداد عليه وقد كان من أسباب مرضه أثر سم سمه به اليهود لعنة الله عليهم في شاة قدموها له، وصلى بالناس وهو مريض أحد عشر يوما واستمر مرضه ثلاثة عشر أو أربعة عشر يوما ثم وافته المنية وهو في حجر عائشة وعلى صدرها وكانت آخر وصيته هي الصلاة وما ملكت اليمين والنساء. https://www.youtube.com/watch?v=uzxMppUmz90