أسفرت تفجيرات هزت أمس الأحد مدينة حمص بوسط سوريا، ومنطقة السيدة زينب التي تضم مقاماً دينياً في ريف دمشق، عن وقوع 140 قتيلاً على الأقل، فيما تواصل واشنطن مساعيها لوقف إطلاق النار في هذا البلد. وتبنى تنظيم داعش سلسلة تفجيرات دمشق التي أوقعت 83 قتيلاً على الأقل، كما تبنى تفجيرات حمص التي بلغ عدد ضحاياها حوالي 57 قتيلاً. وتصاعدت وتيرة العنف أمس مع تفجيرين بسيارتين مفخختين وقعا 57 قتيلاً على الأقل في حي الزهراء، وسط مدينة حمص، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن من بين القتلى "39 مدنياً على الأقل، من ضمنهم طفلة و11 مواطنة، فيما لم يعرف إذا كان الباقون من المدنيين أم من اللجان الشعبية والمسلحين الموالين لها". وحصيلة تفجيري حمص هي الأعلى في المدينة منذ التفجيرين اللذان استهدفا مدرسة في حي عكرمة وسط حمص، في أكتوبر2014، وأوقعا 55 قتيلاً، بينهم 49 طفلاً، بحسب المرصد. وتبنى تنظيم داعش التفجيرين وقال في بيان ان عنصرين فيه "استهدفا بسيارتين مفخختين تجمعات للنصيرية المرتدين في شارع الستين بحي الزهراء في مدينة حمص"، في إشارة الى الطائفة العلوية التي تشكل غالبية في الحي المذكور، وينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. ويسيطر النظام السوري على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ مايو2014، بعد خروج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة، إثر حصار خانق تسبب بمجاعة ووفيات. من جانب آخر، قتل83 شخصاً وجرح 170، أمس الأحد، في سلسلة تفجيرات أحدها بسيارة مفخخة، استهدفت منطقة السيدة زينب، التي تضم مقاماً دينياً في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، تبناها تنظيم داعش في بيان لاحقاً. وشهدت المنطقة في 31 يناير الماضي ثلاثة تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، أسفرت عن مقتل 70 شخصاً وتبناها تنظيم داعش المتطرف أيضاً. وتضم البلدة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصداً للسياحة الدينية في سوريا، وخصوصاً من أتباع الطائفة الشيعية، ويقصده زوار تحديداً من إيران والعراق ولبنان رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في السابق. وتأتي التفجيرات الأخيرة فيما تواصل القوى الكبرى مساعيها لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ الجمعة.
