توفي أمس الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، عن عمر يناهز 94 عامًا، في أحد مستشفيات المهندسين بالجيزة. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن المكتبة كانت قد بدأت بالاتفاق مع الدكتور بطرس غالي قبل وفاته على توثيق حياته وأعماله الفكرية والعلمية والسياسية من خلال مشروع "ذاكرة مصر". وأشار إلى أن هذه المبادرة تنطلق من سعي المكتبة لتوثيق حياة وأعمال أحد أبرز الدبلوماسيين المصريين والذي ترك خلفه تاريخًا طويلًا من الإنجازات. فقد عمل الراحل أستاذًا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة (1949- 1977)، ثم عمل مديرًا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي (1963-1964). وشغل منصب وزير الدولة للشئون الخارجية في عهدي السادات ومبارك. وأضاف سراج الدين أن غالي، الدبلوماسي المصري المميز، تولى منصب أمين عام الأممالمتحدة (1992 – 1996) ليصبح أول عربي يتولى هذا المنصب، ولم تمتد رئاسته لفترة ثانية بسبب استخدام الولاياتالمتحدة لحق الفيتو بعد انتقادها له. ترأس «غالي» منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأممالمتحدة. ثم كان آخر مناصبه رئاسته للمجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر، والذي استقال منه عام 2011. وقال الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية والمشرف على مشروع "ذاكرة مصر"، إن المشروع قد وثق لتاريخ العائلة البطرسية التي أنجبت العديد من الشخصيات التي شاركت في صنع أحداثًا فاصلة في تاريخ مصر منذ الثورة العرابية مرورًا بتوقيع اتفاقية السودان وثورة 1919 واتفاقية 1936 وصولا إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد، ووصول واحد من أبنائها إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصري وعربي يصل إلى تلك المكانة المرموقة. وألمح عزب إلى أن العائلة قدمت العديد من الشخصيات بداية من الجد الأكبر غالي بك نيروز، وعميد العائلة بطرس باشا غالي أول رئيس وزراء من أصول مصرية وأول رئيس وزراء قبطي في تاريخ مصر، ومريت بك نجيب غالي؛ مهندس العلاقات بين الكنيستين المصرية والإثيوبية خلال فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، والدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
