أطلقت الدكتورة غادة عبدالرحيم، رئيس ومؤسس مبادرة «ولادها سندها»، حملة جديدة تحمل معها الأمل لأمهات المستقبل تحت عنوان «بلاش تجرحوها» لمناهضة ختان الإناث. وبدأت الحملة من محافظة المنيا فى الصعيد، حيث إن العادات والتقاليد تحكمان قضية ختان الإناث، وتستمر هذه العادة السيئة لتضرب صعيد مصر، ويتوارثها الأجيال، وهناك تحدٍ كبير فى مواجهة تلك العادة، خاصة فى ريف صعيد مصر، والتى تشكل خطرًا على فتيات الصعيد، وتدفع الكثير منهن حياتهن بسبب تلك العادة السيئة التى تخالف الشرع والقانون والإنسانية، سواء أجرتها البنت فى المنزل أو عند حكيم الصحة أو العيادات الخاصة. وتهدف حملة «بلاش تجرحوها» إلى وضع برامج جديدة لمناهضة الممارسات الضارة والعنف ضد المرأة وتغيير السلوك المجتمعى تجاه تلك الممارسات، وتنسيق الجهود وتوحيد الرسائل الخاصة بمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعى، بما يضمن تدخلا مؤثرا لمناهضة الممارسات الضارة، والتخلى عن ممارسة عادة ختان الإناث، وعدم ربط العادات والتقاليد بسلامة الفتيات وتقييد حريتهن. وأكدت غادة عبدالرحيم «أن المرأة الصعيدية لها اهتمام خاص، ونعمل على حل مشكلاتها من أجل كسب التأييد المجتمعى لها، وتعميمها فى القرى، والقضاء على تلك الظاهرة التى تجرح مشاعر الأنثى، وتخالف كل الشرائع السماوية، فى ظل ابتعاد نصوص القانون الواضحة عن معاقبة رواد الفكر القديم الذى يكبت حريات البنت المصرية فى قرى مصر قبل مدنها». وأضافت أنه «سوف يتم عمل ندوات توعية وتثقيف للأهالى وللفتيات وعرض أفلام قصيرة، وتوزيع أوراق تندد بالموضوع، بالإضافة إلى ورش عمل لتثقيف الفتاة فى الريف، لتقوم بدورها فى المجتمع باعتبارها شريكا فى التنمية، ولا يقتصر دورها على أن تتزوج وتنجب، فالمرأة الصعيدية هى حمالة آسية، ولديها قدرة على التحمل والجلد، وتقف قلبا وقالبا بجانب الرجل، وهى أم وأب ورب الأسرة». وترتفع نسبة الممارسات الضارة بالإناث فى صعيد مصر وقراها فى بحرى، وما زالت متأصلة فى العقول، ولا بد من فتح باب أوسع للنقاش والحوار حول ختان الإناث خلال حملات تمكين المرأة والمبادرات التى تتبنى قضايا العنف ضد المرأة، حتى نرفع الوعى ضد ممارسة ختان الإناث من خلال أساليب مبتكرة، مثل الرسم، والمسرح، وتدريب الأطباء، والممرضات، لوقف الختان، وتفعيل القوانين، وكسب التأييد المجتمعى، خاصة على مستوى الصعيد، ونشر فتاوى الأزهر وكتابات بعض رجال الدين المسيحى ضد ختان الإناث. وكان الاتحاد النوعى لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل قد نظم مؤتمرا ضخما تحت عنوان «لا لتطبيب الختان» فى اليوم العالمى لختان الإناث 6 فبراير، بالتعاون مع الاتحاد الدولى لطلبة كليات الطب وسفراء الشباب العالمى، ومؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة. وقد صرح الدكتور كريم سلام، مسئول الصحة الإنجابية، بأن «هدفنا هو القضاء على تلك الظاهرة ومناهضة ختان الإناث عبر منظور دينى ونفسى واجتماعى عبر مقترحات وتوصيات للهيئات والجهات المعنية للوصول للهدف النهائى، وهو مصر بلا ختان». وكان مفتى الجمهورية فضيلة الشيخ على جمعة قد أصدر فتوى تدين ختان الإناث فى عام 2007، وأصدر بيانا عن المجلس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، يوضح أن ختان الإناث لا أساس له فى جوهر الشريعة الإسلامية، أو أى من أحكامه الجزئية. ووافق مجلس الشعب المصرى على تجريم ختان الإناث فى قانون العقوبات من خلال الحكم بالسجن لمدة 3 أشهر كحد أدنى، وسنتين كحد أقصى أو دفع غرامة تتراوح بين 1000 جنيه مصرى كحدٍ أدنى و5000 جنيه مصرى كحدٍ أقصى فى عام 2008. وأطلق اتحاد أطباء النساء والولادة المصرى بيانا بأن ما يطلق عليه ختان الإناث ليس من الممارسات الطبية المعترف بها ولا تتضمنه المناهج الطبية فى كليات الطب، إلا باعتباره إجراء يجب منعه، كما لا تتضمنه البرامج التدريبية للأطباء بعد تخرجهم، إلا بسرد مضاره والتوصية بعدم إجرائه، وبذلك لا يوفر القانون الحماية لمن يمارسه من الأطباء، مثل تلك التى يتمتعون بها عند ممارسة مهنة الطب والجراحة.