المصريون في "قبضة" إنفلونزا الطيور

حسام الحارونى وعلى جمال ورشا الجمال وحسنى دويدار وفاطمة جابر وسمير إبراهيم ومحمود عبدالعال وإسلام نبيل
مرة أخرى عادت إنفلونزا الطيور والخنازير لفرض نفسها على المصريين فى موسم الشتاء الحالى، مما دفع الأطباء إلى التحذير من خطورة نشاط فيروسهما فى هذه الفترة من العام، مشددين على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة حيال هذا الأمر، ومنذ أن ظهر وباء إنفلونزا الطيور والخنازير، وهو يحصد معه الأرواح بين فترات للكمون والهجوم بشراسة على المواطنين، ويعد فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة فترة لنشاط المرض بقوة. وتتجدد المخاوف الآن من تفشى مرض «إنفلونزا الطيور والخنازير» فى مصر، مع إعلان وزارة الصحة رصد ما لا يقل عن 400 بؤرة إصابة بالفيروس، فى مختلف المحافظات خلال عام 2016، وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن إجمالى عدد الحالات التى أصيبت بإنفلونزا الطيور بلغت خلال العام الماضى 144 حالة فى 20 محافظة توفى منهم 41 حالة بمعدل وفاة 28٪. وأكدت اتخاذها كل الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار فيروس «إنفلونزا الطيور - A/H5N1» وأعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، إعلان حالة الطوارئ لمواجهة مكافحة مرض إنفلونزا الطيور، خصوصا فى الموسم الشتوى الحالى الذى ينشط فيه الفيروس، بالتقصى النشط فى محافظات مصر، للوقوف على الموقف الوبائى، بمشاركة 250 طبيبا بيطريا.
وأكد الدكتور رشوان شعبان، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، أن الجو البارد يعد بيئة مناسبة لنشاط الفيروس إذا لم تتخذ تدابير الوقاية منه، مضيفا أن البرودة وحدها ليست السبب فى وجود المرض، لكن هناك وجود أسباب أخرى كوجود طيور لم تحصن بالمصل الواقى ضد الأمراض، واختلاط أصحاب المناعة الضعيفة بالطيور، أو المصابين بأمراض كالسكر والقلب والحوامل. وأضاف أنه إذا تمت تربية الطيور تحت إشراف طبى جيد، وتم التعامل بحذر، فلن تكون هناك إصابة بالفيروس وستتم السيطرة عليه بسهولة، قبل أن تتضاعف الأعراض وتؤدى إلى الوفاة.
وحذر الدكتور طه عبدالحميد، أستاذ الصدر والحساسية بطب الأزهر، من انتشار المرض فى هذه الفترة، وأكد أهمية الوعى الصحى، والبعد عن تربية الطيور بشكل كامل والاحتكاك بها، أو حتى تربية العصافير والببغاوات فى المنزل، وذلك لتلاشى خطورة التعرض لفيروس إنفلونزا الطيور. ولفت إلى أنه من يلاحظ إصابته بأعراض هذا الفيروس وهى الكحة والعطس، عليه أن يذهب إلى الطبيب فى أسرع وقت، وذلك لمعالجته فى بدايته.
وقال الدكتور صلاح سلام، نقيب أطباء شمال سيناء، إن فيروس إنفلونزا الطيور دائما ما يوجد فى الشتاء، وذلك لوجود الجو الذى ينمو فيه هذا الفيروس أكثر من غيره، مشيرا إلى أنه لا بد من وجود وسيط فى التعامل بين الطيور والمربين بها لعدم الإصابة بالمرض.
بينما أكدت وزارة الصحة والسكان مراقبتها للموقف الوبائى لفيروس إنفلونزا الطيور فى جميع أماكن تقديم الخدمة الصحية على مستوى الجمهورية من خلال الإدارة العامة للوبائيات والترصد، للإبلاغ عن أى حالات مشتبهة بها لأخذ عينات منها وفحصها. وأشارت الوزارة عبر بيان رسمى صادر عنها إلى وجود تعاون مع الطب البيطرى التابع لوزارة الزراعة فى الإبلاغ عن البؤر المصابة فى الطيور على مستوى القرى والمراكز والمحافظات. وأوضحت الوزارة أنه قد تم الاشتباه فى إصابة عدد 1024 حالة بإنفلونزا الطيور منذ نوفمبر 2015 حتى الآن، حيث جاءت جميعها سلبية للإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور، مؤكدة عدم وجود أى حالات بشرية.
ولم يشهد المرض انتشارا موسعا فى العاصمة، حيث أكدت وزارة الصحة وقوع حالة وفاة جديدة، وهى لسيدة تبلغ من العمر 36 عاما من محافظة القاهرة، وبذلك يصبح إجمالى عدد حالات الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور، وكان محافظ القاهرة قد قرر إغلاق فصل دراسى بمدرسة «منارة القاهرة الإسلامية» بنات التابعة لإدارة شرق مدينة نصر لمدة 15 يوما لظهور حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير لإحدى الطالبات بالمرحلة الابتدائية وإرسالها إلى المستشفى لتلقى العلاج والاطمئنان على حالتها، ومن جانبه صرح الدكتور يسرى بيومى، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، أن مديرية الصحة بسوهاج رفعت حالة الطوارئ من بداية موسم الشتاء تحسبا لاستقبال أى حالات لإنفلونزا الطيور، وأكد أن سوهاج خالية تماما من إنفلونزا الطيور، وأنه تم استقبال 27 حالة كان مشتبها فى إصابتهم بإنفلونزا الطيور، لكن التحاليل الطبية أكدت سلبية العدوى، وأنهم مصابون بإنفلونزا موسمية عادية من أعراض برد الشتاء، وأضاف أننا نتابع جميع مستشفيات سوهاج عن قرب، خصوصا الوحدات الصحية فى القرى والمراكز الأقرب لتعامل المواطنين واختلاطهم مع الطيور، وأضاف أنه مخصص خط ساخن بين جميع الوحدات والمديرية لسرعة التعامل فى حالة وجود أى اشتباه لعدوى، وأن مستشفيات حميات سوهاج بمراكزها على أتم استعداد لاستقبال الحالات الحرجة، وعن المريضة المتوفاة فى حميات طهطا نفى إصابتها بإنفلونزا الطيور، وقال إنها كانت مصابة بالتهاب رئوى نتيجة تعرضها للإنفلونزا الموسمية، مما أدى إلى وفاتها. كما انتابت محافظة أسيوط حالة من الذعر والهلع سادت الأوساط الشعبية وصاحبتها حالة من الاستنفار بأجهزة المحافظة، وإعلان حالة الطوارئ بجميع مستشفيات المحافظة إثر بلوغ عدد الوفيات بالإنفلونزا الموسمية «إنفلونزا الخنازير» بأسيوط طبقا للدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، 13 حالة وفاة، وإصابة 60 آخرين بالأعراض، وتأكد إيجابية الأصابة، وأكد أنور تمكن 5 حالات من الهروب من مستشفى الصدر، رغم إصابتهم بالمرض، مما قد يعرض المخالطين بهم للإصابة، كما أعلنت محافظة الشرقية حالة الطوارئ بمديريتى الصحة والطب البيطرى، عقب عودة مرض إنفلونزا الطيور والخنازير، وشهدت المحافظة حالة من القلق، خصوصا بعد وفاة الطفلة ريهام السيد جمعة التى تبلغ من العمر عامين مصابة بأعراض صعوبة فى التنفس وألم فى الصدر وقىء حاد وتوفيت متأثرة بتلك الأعراض، بينما أصيبت حالتان لطفلة ورجل خلال الأيام الماضية، وأكد الدكتور عصام فرحات، مدير الطوارئ بمديرية الصحة بالشرقية، أن الطفلة «آية محمد جمعه» 11 عاما المصابة باشتباه بفيروس إنفلونزا الخنازير فى مدينة أبوكبير تم تحويلها إلى عناية الأطفال بمستشفى خاص، ولا تزال حالتها الصحية مستقرة حتى الآن. وأوضح فرحات أن المستشفى المركزى استقبل الطفلة المصابة وهى تعانى من أعراض فشل فى التنفس وفقدان للوعى، وجاء ذلك بعد وفاة ابنة عمها بنفس الأعراض، كما أصيب شخص يدعى «عبدالسلام عبدالغنى» 43 عاما ومقيم بقرية منشية صدقى بمركز أبوكبير بأعراض الفيروس، وتم نقله إلى مستشفى العبور الخاص فى مدينة الزقازيق، وتلقيه الإسعافات الطبية اللازمة، وأعلنت مديرية الصحة بالشرقية حالة الاستعداد لمواجهة مرض الإنفلونزا الموسمية «الخنازير- h1n1»» حيث تم إعداد غرفة عمليات بالمديرية لتلقى أى إخطارات بوجود إصابات، كما تم الدفع بعدد من الحملات للكشف عن أى بؤر داخل المحافظة، وقال الدكتور خالد فوزى، مدير إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة بالشرقية، إن عدد الحالات التى تم عزلها للاشتباه فى إصابتها بالإنفلونزا الموسمية «H1N1» منذ شهر سبتمبر الماضى وحتى الآن 173 حالة، وتأكد إيجابية 76 حالة حتى الآن، لافتا إلى أنه لم يتم سوى تسجيل حالة وفاة واحدة للطفلة ريهام السيد جمعة، وأوضح «فوزى» أن المحافظة خالية حتى الآن من الإصابات بالمرض.
الجدير بالذكر أن محافظة الشرقية كانت من المحافظات الأولى العام الماضى فى الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور، الأمر الذى دفع مديرية الصحة إلى عمل مسح شامل للقضاء على الفيروس، وسرعة التعامل معه عند ظهوره، كما ارتفع عدد الوفيات من المصابين بفيروس إنفلونزا الخنازير بشمال سيناء والبحيرة خلال شهر، وبلغ عدد الوفيات حتى الآن 18 شخصا والمصابين 133.
وأعلنت محافظة شمال سيناء إصابة شخص بإنفلونزا الخنازير فى مستشفى العريش، و6 حالات فى انتظار وصول نتيجة عينات الفحص، وتم احتجاز 19 حالة بمستشفى بئر العبد المركزى، بينهم 3 حالات تبين إصابتها بإنفلونزا الخنازير، و7 حالات فى انتظار وصول نتيجة عينات الفحص، ومن جانبه أعلن الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، إصابة 130 شخصا بفيروس إنفلونزا الخنازير منذ أوائل الشهر الحالى، مشيرا إلى وفاة 6 حالات من المصابين بعد تدهور صحتهم، إثر إصابتهم بإنفلونزا الخنازير، كما أكد الدكتور شريف صبحى، مدير إدارة الرعاية الحرجة والعاجلة بمديرية الصحة بالفيوم، وفاة حالة لطفل بمرض إنفلونزا الطيور، يبلغ من العمر سنة و3 أشهر، وأشار إلى أن الطفل يدعى «محمد.م.ع» 15 شهرا، من حى الصوفى فى مدينة الفيوم، وهو مصاب بشلل دماغى دخل مستشفى الفيوم العام، يعانى من التهاب رئوى حاد واشتباه فى إصابته بمرض إنفلونزا الطيور، وقام مستشفى الحميات بالفيوم باستقبال 7 حالات يشتبه فى إصابتهم بالفيروس الموسمى إنفلونزا الخنازير، وأخذ عينات للتأكد من مدى إصابتهم بالفيروس، حيث جاءت النتائج مؤكدة إصابة ثلاث حالات بالفيروس الموسمى بنسبة 100٪ بينما جاءت نتائج الحالات الأربع الأخرى ضعيفة، نظرا لسرعة الكشف عن الفيروس قبل انتشاره وسيطرته على خلايا الجسم، كما صرح الدكتور أيمن خضارى، وكيل وزارة الصحة بقنا، أن مديرية الصحة رفعت حالة الطوارئ من بداية موسم الشتاء، تحسبا لاستقبال أى حالات لإنفلونزا الطيور الذى أكد أن قنا خالية تماما من إنفلونزا الطيور، وأنه تم استقبال 10 حالات كان مشتبها فى إصابتهم بإنفلونزا الطيور، ولكن أكدت التحاليل الطبية سلبية العدوى.
أما فى أسيوط فقد وصل عدد الوفيات بالإنفلونزا الموسمية «إنفلونزا الخنازير» حتى الخميس الماضى وطبقا لمصدر بمديرية الصحة بأسيوط إلى 13 حالة، معظمهم بمدينة أسيوط، وأعمارهم تتراوح ما بين 8 سنوات حتى 70 سنة.
وقال المصدر إن 57 عينة تم إرسالها إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة، أثبتت إيجابية إصابة أصحابها بالمرض، وتم حجزهم بمستشفيات الحميات والصدر وأسيوط الجامعى ويخضعون للعلاج عدا 5 حالات تمكنوا من الهروب من مستشفى الصدر، رغم إصابتهم بالمرض، مما قد يعرض المخالطين بهم للإصابة.
فيما أصدر المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، أواخر الأسبوع الماضى، تعليماته المشددة لمسئولى الصحة والطب البيطرى والطب الوقائى لتكثيف حملات الترصد الوبائى فى أى مكان تظهر فيه حالات إصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية «H1N1» بمختلف قرى ومراكز المحافظة وضرورة المتابعة الطبية والوقائية. وأوضح المحافظ أن نتائج التحاليل أثبتت إيجابية إصابة 53 شخصا بمرض الإنفلونزا الموسمية، مشيرا إلى وفاة 10 حالات منهم بمستشفيات أسيوط الجامعية والحميات وصدر أسيوط، وشفاء 13 حالة، وخضوع 30 حالة للعلاج. وأكد محافظ أسيوط استمرار حالة الطوارئ التى تم إعلانها مع بداية موسم الشتاء 2015/2016 بجميع المستشفيات والوحدات الصحية على مستوى المحافظة وتشكيل غرفة عمليات على مدار 24 ساعة، لتلقى أى بلاغات عن أى حالات اشتباه أو إصابة، والتنسيق مع غرفة عمليات مجلس الوزراء، لمتابعة أى مستجدات قد تطرأ، واتخاذ أعلى درجات الحذر، ومتابعة وترصد الموقف الوبائى.
وأشار الدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، إلى توافر عقار التاميفلو بجميع مستشفيات الصحة وأسيوط الجامعية، لافتا إلى أنه تم أخذ عينات من جميع الحالات التى تصل إلى المستشفيات وإرسالها إلى المعامل المركزية بالقاهرة، للتأكد من إيجابية أو سلبية العينات مع إعطاء جميع الحالات المشتبه بهم العلاج اللازم، لحين وصول نتائج العينات، مشيرا إلى أن حالات الإصابة المؤكدة بلغت 53 حالة بمختلف مستشفيات الصحة وأسيوط الجامعية من مختلف الأعمار مع خضوع 30 حالة للعلاج المكثف. وأضاف الدكتور محمد عبدالخالق، مدير إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة، أنه تم توسيع دائرة الاشتباه بغرف ترصد وسحب عينات للحالات المشتبه بها، بالإضافة إلى متابعة المخالطين للحالات التى يتم الكشف عنها بالعزل داخل الغرف الموجودة بمستشفيات الحميات والصدر داخل نطاق المحافظة.