أزمة طاحنة يشهدها الحزب الأعرق سياسيًا في مصر "الوفد"، بسبب قياداته، التي على ما يبدو أنها هجرت السياسة لتتفرغ للتفكير في بيع أكبر تراث سياسي بمصر "مقر حزب الوفد". وشهد الحزب إفلاسًا سياسيًا خلال الانتخابات البرلمانية على يد رئيسه الدكتور السيد البدوي، حيث حصد 45 مقعدًا فقط من إجمالي 300 مرشح تم الدفع بهم، وهذه تعتبر نكسة كبرى في عالم السياسية، فلم يقتصر الأمر فقط على الإفلاس السياسي الذي لحق بأعرق الأحزاب السياسية في مصر، بل وصل إلى إفلاس مادى أيضًا، وتوصلت قياداته إلى حل من وجهة نظرهم، وهو بيع القصر الذي يرجع تاريخه إلى مئات السنوات، وشهد تاريخ عمالقة السياسية في مصر، وأهمهم سعد زعلول. بدأت القصة عندما سربت معلومة من داخل الحزب إلى محرر "البوابة نيوز"، أن قيادات الحزب الحالية بدأت بالفعل في بيع المقر من أجل الخروج من الأزمة المالية الطاحنة، وزاد من تأكيد الأمر نشر رامي البنا عضو تيار إصلاح الوفد، منشورًا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يقول فيه: "بيت الأمة يتعرض لمؤامرة للإطاحة بتاريخ الحزب العظيم، المبنى التاريخي الذي شهدت جدرانه على تاريخ الوفد وتاريخ مصر يباع الآن، مطالبا أعضاءه بإغاثة بيت الأمة". في سياق متصل أكد مصطفى رسلان القيادى السابق للحزب فكرة البيع، في تدوينة أيضًا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلا: "البداية أم النهاية يا وفديين؟، من كان يعتبر أن بيت الأمة هو بيته فليثُر ضد الخونة، وكل من جاء ليهدم ما بناه سعد والنحاس وفؤاد باشا، كل الجمع المجتمعين داخل الحزب الآن، كلهم متآمرون ومشاركون في قرار بيع بيت الأمة، وهدم حزب الوفد، كلهم متهمون أمام الوفديين، وكل من يشارك أو يسهم في بيع الأمة هو خائن عميل، حتى يثبت عكس هذا الكلام، ولن يرحم أحد من الوفديين الشرفاء أحد هؤلاء مهما عظم أمره أو علت مكانته.