نفى المخرج الموريتاني سيدي محمد ولد الشيكَر أن يكون قصد الإساءة إلى الكتاتيب (المحظرة)، من خلال فيلمه "المتطرف"، الذي أثار الكثير من الجدل منذ عرضه للمرة الأولى في نواكشوط. وقال ولد الشيكر - في تصريحات صحفية على هامش عرض فيلمه خلال مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير - إن من يتهمونه بتشويه والإساءة لصورة (الكتاتيب) التي يطلق عليها (المحظرة) في موريتانيا، وبأنه يصورها كبؤرة للمتطرفين يكتتبون فيها الشباب لم يطلعوا على الفيلم، مؤكدًا أنه لم يهاجم (المحظرة) بل دعا إلى حمايتها وتطويرها. وأوضح أن الفيلم يدعو إلى "العودة إلى المحظرة الموريتانية الحقيقية بوصفها مدرسة للتسامح والمنهج الديني الوسطي بعيدًا عن التطرف والغلو في الدين"، على حد تعبيره. ويسرد الفيلم الذي عرض خلال فعاليات مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير، قصة شاب موريتاني يدعى سليمان حاول والده أن يبعده عن حياة المجون والانحراف في العاصمة من خلال إرساله إلى إحدى المحاظر، وهناك تم تجنيده من طرف جماعة إسلامية تدعو إلى الجهاد. وفي سياق شرحه لقصة الفيلم التي تدور في أقل من عشر دقائق، قال المخرج الشاب إن "المشكلة التي تعاني من المحاظر في موريتانيا، هي الوافدون الجدد والدخلاء الذين شوهوا صورة المحظرة كما شوهوا صورة الإسلام قبل ذلك". وخلص إلى القول إن "المحظرة مدرسة دينية عريقة، اعترف لها العالم أجمع بما قدمته للإسلام في المنطقة وبما خرجته من علماء كبار لهم صيت في جميع أنحاء العالم استطاعوا أن يرفعوا سمعة موريتانيا عاليًا، ولكن هذه المحظرة مؤخرًا أصبحت عرضة لوافدين جدد جلبوا معهم منهجًا جديدًا لا علاقة بالمحظرة ولا بالقائمين عليها"، وفق تعبيره. وتوجد في موريتانيا قرابة الثلاثة آلاف من المدارس الدينية البدوية وهي تتوزع بين الكتاتيب وبعض المدارس لخاصة بتعليم العلوم الدينية واللغوية.