سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تلاميذ ومعاصرو "محفوظ" يسردون مشواره الأدبي.. سلماوي: رأى أن الواقع المصري امتداد للتاريخه.. القعيد: أراد "تلخيص" مصر في 100 رواية.. ماضي: إتجه إلى لمس جينات الواقع
محطات عديدة في حياة الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ أثرت به وجعلته ينتهج منهجا روائيا مختلفا فرغبته في التميز والوصول إلى أعلي قمة هرم الإنتاج الروائي والفلسفي كان بمثابة الدفعة التي أوصلته ليكون من بين أفضل الأدباء على الساحة مع مرتبة الشرف وهو ما جناه بالنهاية في حصوله على جائزة نوبل بالأدب عن ثلاثيته الشهيرة. والمتابع لروايات نجيب محفوظ يجد أنه حينما بدأ كتاباته الأدبية في منتصف الثلاثينيات بدأ بكتابة القصص القصيرة في مجلة الرسالة ثم 1939، نشر روايته الأولى "عبث الأقدار" لتكون أولى الروايات التي تتناول الأدب التاريخي لتصول وتجول في تاريخ مصر القديمة بنبرة الواقع التي تحمل الحقد والكراهية للاحتلال الإنجليزي وما إن يمر الوقت حتى نجده يغير أسلوبه للتناول الواقعي للمجتمع ككل. ولعل ذلك ما يطرح التساؤلات حول اللون الأدبي لنجيب محفوظ وأسباب الاتجاه إليه وهو ما طرحته البوابة على تلاميذه ومن عاصروه. كانت لديه كراسة قديمة أطلعني عليها ودون بها أفكارا وموضوعات لروايات أخرى عن التاريخ المصري كان ينوي كتابتها ولكن الواقع المصري طغي على اهتمامه هكذا يقول محمد سلماوي، الكاتب والروائي الذي قام بإجراء العديد من الحوارات مع الكاتب الراحل نجيب محفوظ، مضيفا أن ما لفت نظر محفوظ للتاريخ اكتشاف مقبرة توت عنخ امون عام 1922 والتي لفتت نظر العالم كذلك للحضارة المصرية القديمة وبما فيها من كنوز تدل على سمو وتقدم الحضارة المصرية القديمة فاهتم بالتاريخ وكان يذهب إلى دار الكتب يجلس بالساعات للقراءة في التاريخ لافتا إلى أن محفوظ كتب أولى رواياته من خلال موضوعات مستمدة من التاريخ وكان ينوي أن يكرس حياته لكتابة تاريخ مصر كما فعل الكاتب السكوتلاندى "السير والتر سكوت". وتابع: ولكن محفوظ بدأت الحارة المصرية التي نشأ بها تجذبه إلى عالمها الخاص فاتجه إلى الكتابة الواقعية المعاصرة وبدأ ذلك برواية "القاهرة الجديدة" ثم "زقاق المدق" و"بداية ونهاية" إلى أن وصل إلى ذروة المدرسة الواقعية بالرواية بثلاثيته التي تعتبر عالميا إحدى أهم نماذج المدرسة الواقعية في الكتابة على مستوى العالم. أضاف: ولكن الحقيقة أن من يراجع الروايات الفرعونية يجد أن محفوظ كانت عينه طوال الوقت على الواقع الذي يعيشه فحين كتب رواية "كفاح طيبة" ضد احتلال الهكسكوس كان في الواقع يكتب عن كفاح مصر ضد الاحتلال البريطاني، ومع ذلك فقد عاد يهتم مرة أخرى بالتاريخ المصري القديم بعد كتابة رواياته الواقعية خلال الأربعينيات والخمسينيات وكتاباته الفلسفية بالستينيات، فكتب رواية "العائش في الحقيقة" عام 1974 ذلك أنه كان يرى أن الواقع المصري امتداد للتاريخ المصري ولم يمكن يرى انفصالا بينهما.