وصل إعصار "سوديلور" إلى سواحل الصين الجنوبية والشرقية في وقت متأخر من مساء أمس جالبا معه الفوضى والدمار لجميع المناطق التي حل بها حتى الآن حيث أعلنت مدينة وينتشو في تشيجيانغ اليوم مقتل تسعة أشخاص وفقدان ثلاثة في حصيلة أولية للضحايا. وقد جلب الإعصار معه العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة متسببا في العديد من الانهيارات الأرضية وتدمير المنازل واقتلاع ألاف الأشجار، فضلا عن قطع الطرق وإمدادات الكهرباء للكثير من المناطق. ويقول خبراء الأرصاد إنه بالرغم من أن الإعصار بدأ يفقد بعضا من عنفوانه منذ الخامسة من صباح اليوم بتوقيت بكين إلا أن قدرته على التسبب في المزيد من الأضرار لا تزال موجودة. وكانت مقاطعة فوجيان الساحلية الصينية قد قامت أمس بإجلاء نحو 185 ألف مواطن كما أصدرت السلطات المحلية بها وبمقاطعة قوانغدونغ القريبة تحذيرات لجميع السفن والمراكب للعودة إلى الموانئ كجزء من الاستعدادات لاستقبال "سوديلور". وفي فوتشو، عاصمة فوجيان تم إلغاء رحلات الطيران وتم كذلك تعليق حركة القطارات عبر مدينة شيامن كما ألغى المطار في مدينة تشيوانتشو جميع الرحلات. وأيضا أعلنت سلطات السكك الحديدية أن حركة القطارات بين شانغهاى والمدن الكبرى بكلا المقاطعتين ستتوقف خلال الفترة القادمة وحتى يمر الإعصار بسلام. وكانت الحكومة المركزية الصينية قد حثت منذ يومين السلطات بالمناطق الساحلية على أخذ جميع الاحتياطات اللازمة وزيادة ما لديها من إمدادات الطواريء استعدادا لاستقبال إعصار "سوديلور"، كما أعلنت جميع المقاطعات الواقعة بشرق وجنوب الصين حالة التأهب القصوى. وكانت الصين قد تعرضت قبل منتصف يوليو الماضي لإعصار "تشان-هوم"، والذي وصف بأنه الأضخم الذي شهدته البلاد منذ عام 1949 حيث ضرب سواحلها الشرقية متسببا في أضرار لنحو مليوني شخص منهم أكثر من مليون تم تهجيرهم، وفي خسائر مالية مباشرة تقدر بنحو 6 مليارات يوان (ما يقرب من مليار دولار أمريكي). وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الصينية الرسمية /شينخوا/ فإن الإعصار "سوديلور" هو ال(13) الذي يضرب الصين هذا العام.
