انتهت نيابة الأحداث الطارئة، اليوم الأربعاء، من معاينة موقع الهجوم الإرهابي الذي استهدف سفارة النيجر، وأسفر عن استشهاد مجند وإصابة مجند آخر ورقيب شرطة من إدارة حرس المنشآت التابعة لوزارة الداخلية وخفير تابع للسفارة بطلقات نارية. وأجرت النيابة معاينة تصويرية للموقع بإشراف المستشار ياسر التلاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة الكلية، بعد تكليف المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد رئيس محكمة استئناف القاهرة، بسرعة إنهاء التحقيقات وإجراء المعاينات اللازمة. وكشفت المعاينة التي أجراها محمد الطماوي مدير نيابة الأحداث الطارئة، عن أن الهجوم على السفارة وقع قرابة الساعة 1.45 دقيقة فجرًا، حيث مرت سيارة فيرنا رمادي اللون دون لوحات معدنية يستقلها 3 ملثمين يرتدون أقنعة سوداء وتوقفت على بعد قرابة 5 أمتار من قوات تأمين السفارة وأطلق اثنان منهم وابلًا من الأعيرة النارية صوب القوات بينما توقف الثالث بعرض شارع الهرم حاملًا سلاحًا آليًا لحماية المتهمين لحين تنفيذ الجريمة. وأضافت المعاينة أن الحادث استغرق قرابة دقيقة ونصف الدقيقة وأسفر عن استشهاد محمود مصطفى محمد عبدالرحيم "مجند" في الحال، لإصابته بعدة طلقات، وإصابة كل من حسين محمدين حسن محمد "مجند"، والسيد محمد على "رقيب شرطة"، وإيهاب كمال عبدالعزيز "خفير بالسفارة". كما أسفرت المعاينة عن العثور على آثار دماء بكشك الحراسة أمام السفارة وتلفيات بالبوابة الحديدية للسفارة، وآثار اختراق طلقات لجدران السفارة داخل البوابة فضلًا عن رفع أكثر من 10 فوارغ لطلقات آلية سلمتها النيابة لخبراء الأدلة الجنائية لفحصها وبيان أعيرتها ونوع السلاح الذي أطلقت منه، كما تبين أن الرصاص أطلق من على مسافة 5 أمتار. وكشفت المناظرة التي أجراها باسم الشوربجي وكيل أول نيابة الأحداث، أن الشهيد أصيب ب14 طلقة آلية أحدثت معظمها فتحات دخول واستقرت داخل جسد المجني عليه، بينما طلقات أخرى أحدثت فتحات خروج، وتبين أن الطلقات أصابت الشهيد في الظهر والرقبة والوجه والذراعين والرأس والصدر والكتف. وأمر المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة الكلية، بندب الطب الشرعي؛ لتشريح جثمان الشهيد لبيان أسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من التشريح، واستمع باسم الشوربجي، وكيل أول نيابة الأحداث لأقوال المصابين من قوة التأمين. وتبين إصابة المجند بطلقة في قصبة القدم اليسرى ورقيب الشرطة بطلقة في الركبة اليسرى، وقررا في أقوالهما بتحقيقات النيابة التي أجريت بإشراف المستشار التلاوي، أنهما أثناء تواجدهما في خدمتهما برفقة الشهيد فوجئوا بسيارة داخلها ملثمين تباغتهم وتطلق عليهم الرصاص ثم لاذت بالفرار. وانتقل المحقق إلى مستشفى الهرم واستمع لأقوال خفير السفارة الذي تبين إصابته بشظية رصاصة في الركبة اليمني، وقرر في أقواله إنه سمع دوى طلقات الرصاص فهرع إلى أسفل عقار السفارة ليصاب بشظية في ركبته، وشاهد أفراد القوة ملقون على الأرض غارقين في دمائهم، بينما شاهد فرار المتهمين داخل سيارة ملاكي. وقالت تحقيقات النيابة إن السفارة لا يوجد بها كاميرات مراقبة، ولكن العثور على كاميرا مثبتة على ملهى ليلي "كازينو" مقابل لمبنى السفارة يدعى "باريزيانا" ملك الفنانة لوسي، وطلب المستشار مدحت مكي رئيس نيابة الأحداث الطارئة ومحمد الطماوي مدير النيابة، التحفظ على الكاميرا لتفريغها وفحصها وبيان رصدها للجريمة من عدمه، وكلف التلاوي، قطاع الأمن الوطني وإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية، بسرعة إجراء التحريات والتوصل إلى هوية الجناة مرتكبي جريمة استهداف قوات تأمين سفارة النيجربالجيزة، بإطلاق مجموعة من الإرهابيين لأعيرة نارية من أسلحة آلية صوب أفراد قوات تأمين السفارة، على نحو أسفر عن مصرع أحد المجندين وإصابة 3 آخرين، وقررت النيابة التصريح بدفن جثمان المجند المتوفى عقب إجراء عملية تشريح الجثمان بمعرفة مصلحة الطب الشرعي، لإعداد تقرير طبي يوضح أسباب الوفاة على وجه الدقة. كان إرهابيون شنوا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، هجومًا إرهابيًا على سفارة دولة النيجر في شارع الهرم بالجيزة، ما أسفر عن استشهاد مجند وإصابة اثنين آخرين.
