"التمر هندي، العرقسوس، قمر الدين، السوبيا، الكركديه، الخروب"، مشروبات رمضانية هي الاشهر على مائدة الإفطار، زهيدة الثمن، حلوة المذاق، طيبة النكهة، وهي بمثابة "المشروبات الروحية" للبسطاء، ولأن المنفعة للجميع فقد يحرص الكثيرون على اختلاف طبقاتهم وشرائحهم على شرب هذه المشروبات، حيث لا تخلو مائدة رمضانية من أحد اصنافها، لما لها من مذاق خاص يربطهم بتفاصيل هذا الشهر الكريم. كما تحتوي هذه المشروبات على قيمة غذائية عالية، وتشفي الكثير من الأمراض، ومن ثم تنزل بردا وسلاما على المعدة، ما جعل هذه الاعشاب والنباتات تتربع على عرش المشروبات وتطيح بأسطورة المياه الغازية الكاذبة التي لا تخلو من الأخطار. التمر من أهم وأشهر المشروبات على مائدة الإفطار، ويعد شربه سنة نبوية يحرص عليها المسلمون، له فوائد كثيرة منها أنه مقوٍ للكبد، واللثة والمعدة، يوقف الإسهال ويقطع دم البواسير، يحتوي على سكريات إحادية وثنائية، سهلة وسريعة الامتصاص، ويحتوي أيضًا على البروتين والألياف، إضافة إلى ذلك فإنه يزيد من القوة الجنسية لو تم نقعه مع الحليب والقرفة. العرقسوس يحتوي العرقسوس على الكثير من المعادن المفيدة للجسم مثل "البوتاسيوم" و"الكالسيوم" و"الماغنيسيوم"، يستخدم في علاج أمراض الصدر والكحة كما يستخدم في علاج عسر الهضم وآلام المعدة وبعض أمراض الكبد، يعمل على تقوية جهاز المناعة، كما يستخدم كمضاد حيوي طبيعي. السوبيا ذلك المشروب الأبيض الذي يشبه اللبن، الذي يتمتع بقيمة غذائية عالية لما يحتويه من عناصر مهمة في بناء الجسم، حيث يحتوي على مطحون ثمرة جوز الهند المضافة للحليب وعسل النحل، وكلها إضافات ينصح بها طبيا. التمرهندي من أهم المشروبات الرمضانية التي تفرض وجودها على الافطار أيضا، يقوي جهاز المناعة ومضاد للفيروسات كما يزيد المادة المخاطية التي تحمي جدار المعدة ويقلل إفراز الحامض بها، يرطب المعدة ويخفف من الحموضة الزائدة للجسم ويطرد السموم من الدم كما يستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم والتخلص من غازات المعدة إلى جانب أنه مرطب للحلق، ولا توجد له أي محاذير علي السيدات الحوامل. قمر الدين المصنوع من ثمرة المشمش،ينظم حركة الامعاء ويحتوي على نشا، سكريات، معادن كثيرة منها (المنجنيز، الكبريت، البوتاسيوم، الحديد)، يقوي الخلايا والاعصاب ويفتح الشهية ويزيد من مناعة الجسم ويرطب وينظف المعدة إلى جانب احتوائه على فيتامين (أ، بي، سي). الكركديه المنقوع مفيد جدا لمرضى الضغط المرتفع، كما أنه يحمي الجسم من الجفاف إلى جانب أنه مرطب ومنشط للهضم ومطهر للأمعاء، ولكن ينصح الأطباء بعدم تخزينه بعد تحضيره، لفترة اطول من 24 ساعة حتى لا يحدث ترسيب للأملاح التي تضر الكلى، كما ينصح بنقعه في الماء البارد لمرضي الضغط المرتفع ولا يتم غليه مطلقا. الخروب طعمه حلو ومستساغ للجميع، يحتوي على فيتامينات (أ، ب1، ب2، ب3، د) إلى جانب العديد من العناصر المعدنية المهمة مثل البوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والفسفور، والمنجنيز، والباريوم، يستخدم في علاج المغص، مفيد لمرضي السكر حيث يعمل على انقاص نسبة السكر في الدم، يعالج الاسهال والدوسنتاريا، يستخدم كمضمضة لعلاج الم الأسنان والتهابات اللثة، يسهم في الحفاظ على نضارة الجسم وحمايته من الجفاف لأن الخروب يقلل من فقد السوائل وبالتالي يحافظ على توازن نسبة الأملاح في الجسم، يعالج القولون العصبي. د. مجدي نزيه، استشاري التغذية، صنف المشروبات الرمضانية إلى نوعين: الأول منها هو مشروبات خفيفة الطاقة مثل العرقسوس والكركدية والخروب وهي تحتوي على سعرات حرارية اقل وينصح بها للبدناء وكبار السن ممن يعانون من الأمراض. اما المشروبات مركزة الطاقة التي تحتوي على المكسرات والياميش فهي تحتوي على سعرات كبيرة وننصح بها الشباب ومن لديهم نشاط ملحوظ وحركة مفرطة تساعد على الحرق. وفيما يخص الكركدية منقوع في ماء بارد أو ساخن أكد أنها خرافة ومعتقد خاطئ لا صحة له علميا وأن شربه ساخن أو بارد ليس له تأثير إلا على الحلق فقط، ففى الحالتان ينزل الكركدية للمعدة في درجة حرارة واحدة وهي 37 درجة مئوية. فيما أكدت د. لبني الحديدي، أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية، أن كمية السوائل التي يتناولها الصائم عند الإفطار، يجب أن تكون في حدود المعقول، حتى لا تصاب المعدة بالامتلاء دون أن يتناول الشخص افطاره، فضلا على احتواء هذه المشروبات على سعرات حرارية عالية. وعن ترتيب تناول المائدة أوضحت الحديدي، بأنه يجب البدء بكوب العصير، ثم طبق الشوربة سواء كان شوربة لحوم أو دواجن اوعدس أو فول نابت، حيث أن تلك الأنواع تحتوى على نسبة عالية من الماء، التي تهيئ المعدة والجهاز الهضمي لاستقبال الغذاء.
