قالت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أمس الثلاثاء إن القتال العنيف الدائر على مدار الشهرين الماضيين في ولاياتي "الوحدة" و "أعالي النيل" في جنوب السودان تسبب في تشريد أكثر من 100 ألف مواطن وأعاق وصول المساعدات الإنسانية لنحو 650 ألف شخص. وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز، في تصريحات للصحفيين في جنيف، إن مئات الآلاف من اللاجئين فروا من منازلهم بسبب تصاعد حدة القتال وتنامي حالة انعدام الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن ما يقدر بنحو 3.8 مليون شخص، يشكلون قرابة ثلث التعداد السكاني لدولة جنوب السودان البالغ إجمالا نحو 11 مليون شخص، لا يمتلكون طعاما كافيا. وأضاف إدواردز أن مكاتب المفوضية في الدول المجاورة بكل من السودان وإثيوبيا وأوغندا سجلت زيادة حادة في أعداد اللاجئين الوافدين خلال شهر مايو المنصرم، موضحا أن الأسبوع الماضي وحده شهد وصول ستة آلاف مواطن من جنوب السودان إلى ولايتي "النيل الأبيض" و "جنوب كردفان" السودانيتين. وأشار إلى أنه يتم استضافة اللاجئين الوافدين على الحدود نظرا إلى الوضع الأمني والإنساني المتدهور على الجانب الحدودي من جنوب السودان، لافتا إلى أن المفوضية وشركاءها الدوليين يستعدون لمزيد من تدفق اللاجئين خلال الفترة القادمة. ونظرا لموسم الأمطار القادم، يرى إدواردز أنه من الضروري سرعة تخزين مواد الإغاثة المقرر تقديمها للاجئين في أماكن قريبة من مناطق تمركزهم، حيث سيكون من الصعب للغاية الوصول إلى العديد من تلك المناطق في ظل هطول الأمطار وتدهور حالة الطرق. وتقوم مفوضية اللاجئين حاليا ببناء رصيف على حدود نهر النيل الأبيض وبناء طرق توصل إلى مواقع اللاجئين، من أجل استمرار إيصال المساعدات الإنسانية، في حين تحتاج أوضاع الصرف الصحي والمياه في العديد من تلك المواقع لعمليات إصلاح وتحسين على وجه السرعة. ولا تزال الحرب الأهلية قائمة منذ قرابة عام ونصف بين القوات الحكومية التابعة للرئيس الحالي لجنوب السودان سلفاكير ميارديت، من طرف، وقوات المتمردين التابعة لنائبه السابق رياك مشار، من طرف آخر، وقد أدى الصراع الدائر إلى نزوح الملايين داخل وخارج البلاد هربا من نيران الحرب وتدهور أوضاع البلاد.
