اختتمت مساء أمس الجمعة، فعاليات الليلة الختامية لمولد العارف بالله الشيخ محمد العشي، بقرية العشي، شمالي محافظة الأقصر، والتي توافق الرابع من شهر شعبان من كل عام، وسط استعدادات أمنية مكثفة. وتجمهر الرجال والشباب والأطفال أمام الساحات، وسباقات الخيول، للاحتفال بالمولد مع أهالي قرية العشي، وانتشر الأطفال حول الألعاب الترفيهية و"المراجيح" في هذا المولد، والتي ينتظرها الأطفال في ذلك الوقت من كل عام بالتزامن مع انتهاء فعاليات "المرماح". وفي المساء بدأت احتفالات الليلة الختامية بآيات الذكر الحكيم، ثم حلقات المديح والإنشاد الديني، بحضور عدد من المبتهلين والمنشدين، الذين يحيون ليالي المولد منذ انطلاق فعالياته بحضور ممثلي الأوساط الدينية والطرق الصوفية. وقام أهالي القرية بإعداد الولائم، والأكلة المميزة للمولد وهي "الكباب"، والتجهيز لإقامة الحفلات، وتم غلق الشارع الرئيسي أمام حركة المرور، وتم فتح دواوين جميع عائلات القرية، مثل عائلة آل محمود، وعائلة الضواحي، وعائلة العرانيط، وعائلة القواسم، وعائلة الحمامصة، وعائلة العويضات، وعائلة القرنبات، وعائلة الحسناب، وغيرها من عائلات القرية، لإطعام ضيوف القرية والزوار. ومن جانبها كثفت الأجهزة الأمنية، بقيادة اللواء حسام المناوي، مدير أمن الأقصر من تواجدها الأمني، بمحيط إقامة فعاليات مولد العشي، وذلك بإشراف الرائد أحمد عبدالقادر، رئيس مباحث مركز شرطة طيبة، وتمركزت القوات الأمنية بقيادة النقيب أحمد زاهر، معاون مباحث طيبة، والملازم أول أحمد سويلم والملازم أول أحمد المسلمي، والملازم أول مهاب القاضي، وقوة من مباحث وأفراد أمن مركز شرطة طيبة، لتأمين احتفالات المولد. كانت فعاليات المولد قد بدأت الثلاثاء الماضي، واستمرت على مدى 4 أيام متتالية، ولقي مولد العشي، هذا العام، إقبالًا شديدًا من المواطنين، من مختلف محافظات مصر، لزيارة أقاربهم، والاحتفال بالمولد، لما يحمله من خير على كل أنحائها، وتنتشر به مظاهر البهجة؛ بسبب وجود الألعاب الترفيهية، ممثلة في الملاهي، والتي ينتظرها الأطفال في تلك الفترة من كل عام، والمراجيح، فيما يشهد الاحتفال سباق الخيول أو "المرماح"، والذي تبدأ فعالياته قُبيل الليلة الختامية بأربعة أيام، ويتبارز فيه الخيالة سواء من محافظة الأقصر أو المحافظات المجاورة. هذا ومن المقرر أن تختتم فعاليات المولد، صباح اليوم، السبت، حيث يخرج الآلاف من أهالي القرية، صباح غد، لتشييع مقام الشيخ محمد العشي، فيما يُسمى ب"الدورة"، والتي يجوب فيها المقام كل أنحاء القرية، وسط حضور أبناء القرية، وممثلي العائلات بها، حيث يعلو صوت الشباب في الدورة بالأغاني، والأهازيج، والأغاني التراثية والدينية المتعارف عليها، في مثل هذه المناسبات، مثل "هز الجريدة يا عشي ليلتك سعيدة يا عشي"، وغيرها من الأغاني التي يحتفل بها أهالي القرية، مُعلنين ختام الاحتفال بالمولد. يُشار إلى أن محافظة الأقصر تستعد لاستقبال مولد أبوالحجاج، في منتصف الشهر الجارٍ، والذي يعد أحد أكبر الاحتفالات في مصر كلها.
