كثيرًا ما يفخر أركان النظام الإيراني، بتصريحاته «النارية» ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي طالما وصفوها ب «الشيطان الأكبر»، وتصدروا مشهد المدافع الأول عن حلم «الوحدة الإسلامية» بين بلدان الشرق الأوسط، والتي تثبت الأحداث يومًا بعد يوم أنه كان مجرد «تقية سياسية» من «نظام الملالي». وخلال الأيام القليلة الماضية، استيقظت إيران على مفاجأة ارتداد «الأسهم» التي طالما وجهتها إلى بلدان المنطقة، حاملة في نصولها قوات عسكرية وتنظيمات سياسية منها: «الحوثيون في اليمن، حزب الله في لبنان، بعض الموالين في العراق»، إلى نحرها، عبر مفاجأتها من قبل العرب الذين كونوا «تحالفا عسكريا موحدا» لرد الشرعية في اليمن والحفاظ على استقرار موطن دينهم السنى المتمثل في المملكة العربية السعودية. اعتقدت «طهران»، صاحبة التاريخ من المواجهات العسكرية مع العرب، كان آخرها الحرب العراقية، في تسعينيات القرن الماضي، أنها ستواجه طرفًا واحدًا أو اثنين، لتفاجأ بأطراف عديدة «صدقت النية والعهد» على حماية أمن المنطقة، ليدخل طرف المعادلة بجانب مصر والسعودية ودول التحالف العربى المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» كل من باكستان وأفغانستان، بجانب ما تواجهه من رفض «دولي» للاتفاق النووى الإطارى مع عدوها الأول وحليفها الحالى أمريكا. "التحالف العربي" لإيران: "لكم تهديداتكم ولنا ميدان المعركة" "عاصفة الحزم" تحاصر اليمن برًا وجوًا وتمنع طائرات وسفن إيران.. و"باب المندب" يخضع للبحرية المصرية قائد بالجيش الإيراني: "الندم" مصير من يهدد "طهران" ومسئول دينى يدعو ل "تحرير الحرمين الشريفين" تجاهلت مصر والسعودية والقوات المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن، مواصلة قادة عسكريين ورجال دين إيرانيين، إطلاق تصريحاتهم النارية وتهديداتهم العنترية ضد القاهرةوالرياض، واللتين اختارتا أن تكون التحركات الواقعية على الأرض أبلغ رد. وتحركت قوات «عاصفة الحزم»، لفرض حصار بحرى وجوى على اليمن، ومنع الطائرات الإيرانية من الاقتراب لمجالها الجوى، فضلًا عن منع سفنها من الدخول للمياه الإقليمية اليمنية. وأعلنت السعودية، أنها لن تسمح لأى دولة خارجية أن تمد الحوثيين بالأسلحة أو أن تقدم لهم أي دعم، في الوقت الذي أعلن فيه العميد أحمد العسيرى المتحدث باسم «عاصفة الحزم»، وجود الكثير من الأدلة حول تورط إيران رسميا في دعم الحوثيين وقتل الشعب اليمني. وفرضت البحرية المصرية سيطرتها الكاملة على منطقة جنوبالبحر الأحمر، ورغم إعلان إيران إرسال قطعتين بحريتين مؤخرا لخليج عدن، لحماية مصالحها البحرية، إلا أن تلك السفن لم تدخل «باب المندب» وتراقب الوضع من بعيد. وجاء التحرك العربى أبلغ رد على تصريحات قائد القوات البرية بالجيش الإيرانى، أحمد رضا بوردستان، والذي زعم خلال تصريحات لوكالة «فارس» الرسمية للأنباء، أن الجيش الإيرانى هو أقوى جيوش المنطقة، وقادر على هزيمة أي جيش آخر، مضيفا: «أي دولة ستفكر في تهديد المصالح الإيرانية ستندم». وأشار «بوردستان»، أثناء مشاركته في عرض لقوات مركز «الإسناد والتدريب» بطهران، إلى أن الفترة الماضية شهدت ارتقاء بالقدرات الدفاعية للقوات المسلحة للجيش الإيرانى، لافتا إلى أن إيران ترصد كل التحركات العسكرية ليس فقط على الحدود، بل أبعد من ذلك وفى المنطقة وخارجها، وأن معطيات عملية الرصد تخضع لتحليل الخبراء الدفاعيين، في إشارة واضحة إلى الإعلان عن مناورة إستراتيجية ضخمة على الأراضى السعودية. وكان «بوردستان» هدد من قبل بتفجير السعودية، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة «طهران تايمز»: «الجيش السعودى هو جيش مرتزقة»، بحسب زعمه، وأضاف: «أنصح السعودية بالكف عن العدوان لأنها ستمنى بهزيمة كبيرة، ونحن نشهد آثار الهزيمة عليهم، رغم أنه لم تطلق أي قذيفة صوبهم، فما بالهم لو انفجرت عدة مفرقعات في الرياض». ولم يتوقف الهجوم الإيرانى على المسئولين العسكريين فقط، بل امتد أيضا إلى المرجعيات الدينية الشيعية، والتي تعتبر السعودية والأزهر الشريف في مصر عدوها الأول. وشن المرجع الدينى آية الله عبد الله جوادى آملى، هجوما حادا على المملكة وكرر دعوات سابقة باحتلال السعودية وبسط النفوذ الشيعى على الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وقال زاعما في تصريحات نقلتها «وكالة فارس»: «إدارة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة يجب أن يتولاها أناس أتقياء وليس نظام آل سعود». وقال: « لا يجب التعويل على الحكومات، بل على الشعوب الإسلامية أن تفكر بتحرير الحرمين الشريفين من قبضة آل سعود وهو بمثابة الجهاد الأكبر».