أوضح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن فقهاء المسلمين، قديمًا وحديثًا، يجمعون على فرضية ارتداء المسلمة البالغة للحجاب، مؤكدًا أن المطالبة بخلع الحجاب والتظاهر من دونه يعدُ من التدخل السافر، والاعتداء الصارخ على حرية وكرامة المرأة المسلمة. وأشار «شومان»، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، إلى أنه، «كما لا يجوز لإنسان أن يطلب من المرأة المسلمة ترك الصلاة أو الصيام أو الحج، فإنه لا يجوز مطالبتها بترك الحق الذي آمنت به من تلقاء نفسها، ورضيته لنفسها، كجزء من حرية الاعتقاد». وأكد وكيل الأزهر، أن أبسط ما يقال في هذا المقام، أنه «يجب على دعاة الحريات ترك الحرية للفتاة المسلمة، لإظهار تعاليم دينها، كما تُترَك غيرُ الملتزمة، من دون ملاحقة من أحد على ترك حجابها، مع الفارق بينهما»، مشيرًا إلى أن «دعوى قهر المرأة من قبل أوليائها بإلزامها بارتداء الحجاب مردودة على أصحابها، بأن كثيرات ممن يرتدين الحجاب يخرجن من أسر يوجد بها غير المحجبات، فلنتق الله في أقوالنا وأفعالنا التي سنحاسب عليها أمام خالقنا». وفى سياق آخر، أكد «شومان» أن الإسلام أول من دعا إلى المواطنة العالمية كجزء من رسالته العالمية التي جاء بها نبى الرحمة، مشيرًا إلى ضرورة العمل على تجديد القيم المشتركة والأخلاق العالمية، والتربية على ثقافة المواطنة العالمية وتعدد الأديان والثقافات. وفى كلمته التي ألقاها، نيابة عن الإمام الأكبر، في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولى حول «التربية على قيم المواطنة العالمية»، بقاعة الأزهر للمؤتمرات في مدينة نصر، أوضح وكيل الأزهر، أن الإسلام يحثنا على نشر الرحمة بين الناس، ولم يأمرنا بإرهاب أو إجرام ما تقوم به الجماعات التكفيرية، التي تشوه المعالم الحقيقة التي جاءت بها الأديان السماوية جميعًا، ورسخها الإسلام. من النسخة الورقية
