إذا أردتم ملاقاة شخص ما عرفتموه وهو دائم السفر، فهناك مكانان على الكرة الأرضية يتيحان لكم ذلك، حيث عليكم الجلوس وانتظار وصوله عاجلا أو أجلًا، هما موانئ لندن وبورسعيد". كانت هذه بعض من كلمات جوزيف روديارد كبلنج، أشهر الشعراء والروائيين والقاصّين وكتاب الأطفال البريطانيين في العصر الحديث، كما أنه واحدًا من أكثرهم إثارة للجدل والتباين في التقييم حتى الوقت الحاضر، فوصفه الكاتب هنري جيمس بأنه "واحد من أكثر العبقريات كمالًا". ولد روديارد عام 1865 في بومباي في الهند التي كانت حينها مستعمرة بريطانية، وعندما بلغ كبلنغ الخامسة من عمره، -كما جرت الأعراف في ذلك العصر - أرسله والداه وأخته الصغيرة إلى الوطن ليدرسا ويعيشا في كنف أسرة عانا الأمرين من قسوتها. ليدخل بعدها مدرسة خاصة بإعداد الضباط، غير أن صعوبة أوضاعهم المالية اضطرته إلى العودة إلى الهند وهو في السابعة عشرة ليعمل محررًا في إحدى الصحف المحلية في لاهور حيث عمل بمثابرة عجيبة.