تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الأربعاء، العديد من الموضوعات المهمة، منها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت، والعلاقات المصرية الكويتية، ودور أمريكا في استمرار تردي الأوضاع في ليبيا. ففي مقاله "خواطر"، أكد الكاتب جلال دويدار بصحيفة الأخبار، أن العلاقات بين الدول لا تقوم على رسوخ أواصر الأخوة والقيم الواحدة والتاريخ المشترك والانتماء العربي فحسب ولكنها تعلو وتسمو بالمواقف التي تستجيب عمليا وميدانيا لكل هذه المبادئ. وقال: إن هذه الصورة المبهرة للعلاقات تتجسد فيما بين مصر والكويت والذي يعود إلى سنوات طويلة قبل الاستقلال الذي أعلن عام 1961، والتي تمثلت في وفود الطلبة والطالبات الكويتيين الذين جاءوا إلى مصر للدراسة في كل مراحل التعليم بالمدارس والجامعات والأزهر الشريف، في نفس الوقت كانت لشركات المقاولات المصرية وفي مقدمتها المقاولون العرب بصماتها في عملية البناء والتعمير. وأوضح دويدار أنه على نفس المنوال كان للخبرات المصرية في كل المجالات دورها في تأسيس كل أجهزة دولة الكويت وإعداد القوانين والدستور الذي ما زال حتى الآن محورًا لنظام الحكم. وأشار إلى أن مسيرة هذه العلاقات لم تقتصر على هذه النواحي بل شملت حماية الأمن القومي للكويت والذي كان عرضة لمغامرات وعدوان الطامعين منذ اللحظات الأولى للاستقلال، فالبداية عام 1961 من جانب عبدالكريم قاسم قائد الثورة التي اسقطت النظام الملكي في العراق عندما أعلن أن الكويت جزء من العراق، وفي مواجهة تهديداته بغزو الكويت أعلن الرئيس الراحل عبد الناصر وقوفه إلى جانب شعب الكويت، مبديا استعداده لإرسال قوات من الجيش المصري للدفاع عن أمنه واستقلاله. ولفت دويدار إلى أنه عندما تعرضت مصر لعدوان 1967 وقفت الكويت إلى جانب مصر مؤيدة وداعمة مع كل الدول العربية، وفي حرب أكتوبر 1973 التي خاضتها مصر بقيادة الزعيم أنور السادات لتحرير سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب 67 كانت الكويت ضمن الدول العربية المساندة لشقيقتها مصر، وتجلى ذلك في مشاركتها الفاعلة في قرار وقف إمدادات البترول للدول الغربية الذي تبناه بكل الشجاعة ملك السعودية الراحل العظيم فيصل بن عبدالعزيز. وشدد على أنه في إطار هذا التاريخ المشرف لمسيرة العلاقات بين الأشقاء جاءت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للكويت ليحظي بكل الحفاوة والترحاب من أميرها الشيخ صباح الجابر الصباح ومن كل أبناء الشعب الكويتي، وهذا الاستقبال الحافل ما هو إلا تعبير للتأييد والمساندة لثورة الشعب المصري ضد حكم الإرهاب الإخواني واحتفاء باستعادة مصر لمكانتها الرائدة عربيا وإقليميا ودوليا. أما الكاتب محمد بركات، فأكد في مقاله "بدون تردد " بصحيفة أن العلاقات التي تربط مصر والكويت لها دائمًا طبيعة خاصة ومتفردة على مر التاريخ وطوال السنوات الماضية وهو ما يجعلها بحق نموذجًا رائعًا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة في عالمنا العربي. ورأى الكاتب أن عاصفة الترحيب والود التي قوبل بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على المستويين الشعبي والرسمي خلال زيارته التاريخية الناجحة للكويت الشقيق حدثا غريبا أو غير متوقع، بل كانت هي التعبير التلقائي الصحيح عن مشاعر أهل الكويت برئيس مصر، الذي يكنون له ولمصر قدرًا كبيرًا من الحب والتقدير والاحترام. وأكد أن مشاعر أهلنا في الكويت تتوافق مع ما يشعر به الشعب المصري تجاه أشقائه هناك ومع أشقائه وأهله في دول الخليج بصفة عامة، أي أنها مشاعر متبادلة وطبيعية تقوم في أساسها على الإيمان العقلي والوجداني بوحدة المصير والهدف، وضرورة التعاون الكامل والشامل في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية حاليًا على جميع المستويات. وأوضح الكاتب أن تاريخ العلاقات المصرية - الكويتية حافل ومليء بكل المواقف المضيئة بالنسبة للشعبين والدولتين الشقيقيين، وقد وقفا معا في مواجهة الشدائد واللحظات الحرجة التي واجهت الأمة العربية بصفة عامة، وتلك التي واجهت كلا منهما على وجه الخصوص. وأشار إلى أن أبرز المواقف بين البلدين، الموقف المصري الحاسم في رفض الغزو الصدامي للكويت، والمساهمة المصرية الفاعلة والإيجابية في حرب تحرير الكويت الشقيق، وووقوف الكويت إلى جانب مصر في حرب 1967، ومن بعدها خلال العبور العظيم ونصر أكتوبر في عام 1973. ولفت إلى أنه من هنا كان حرص الأشقاء في الكويت على الإعلان الطبيعي والتلقائي عن مدي حبهم لمصر ورئيسها واظهار تقديرهم الكبير وودهم الدافيء تجاه السيسي الذي استجاب لإرادة الشعب المصري الرافض لسيطرة جماعة التطرف والإرهاب على مقاليد البلاد ورقاب العباد، وأعاد مصر إلى طبيعتها وأمتها العربية، وأعاد العرب إلى شقيقتهم الكبري مصر. في سياق آخر، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في مقاله "نقطة نور" بصحيفة الأهرام: إن تمسك واشنطن بضرورة المصالحة بين أطراف النزاع داخل ليبيا هي الصيغة المستترة لرغبتها الشديدة في إبقاء الأوضاع في ليبيا على حالها الراهن، حيث تضرب الفوضى أطنابها في طول البلاد وعرضها، وتحاول الجماعات المتطرفة من أنصار داعش الاستيلاء على مثلث البترول الذي يمتد من بنغازى جنوبا إلى مدينة سيرت، ويضم مناطق البريقة وسدرة ورأس لانوف الغنية بحقول البترول وموانيه، وتطلق صواريخها على خزانات البترول الضخمة في موانىء التصدير في عملية تخريب متعمدة،هدفها إفقار البلاد كي تصبح مرتعا لجماعات الإرهاب، تهدد أمن مصر ودول شمال أفريقيا. ورأى أن من المدهش أن تستمر واشنطن في موقف المتفرج من المأساة الليبية رغم صرخات الأوروبيين وأولهم الفرنسيون الذين يطالبون على لسان وزير دفاعهم جان ايف بضرورة تدخل الدول الكبرى لوقف هذه الفوضى التي يمتد خطرها إلى مالي والنيجر، خاصة أن ما يحدث في ليبيا يشكل مسئولية سياسية وأخلاقية لدول حلف الأطلنطي (الناتو) التي استخدمت قواتها الجوية لإسقاط نظام القذافي، ثم غادرت البلاد بعد سقوط حكمه لتصبح ليبيا نهبا لجماعات متطرفة تتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين هناك، نقلت ولاءها أخيرا من تنظيم القاعدة إلى داعش، وتسيطر على أغلب مناطق العاصمة طرابلس، وتمد جرائمها الإرهابية إلى باقى مناطق ليبيا، يشجعها على ذلك حماقات الرئيس التركى رجب الطيب أردوغان الذي يحاول أن يجعل من ليبيا خنجرا يضرب خاصرة مصرالغربية. وأوضح الكاتب أنه برغم وجود حكومة شرعية وبرلمان منتخب يدعمهما غالبية الشعب الليبى ومعظم قبائله، تصر واشنطن على ضرورة الحوار بين أطراف النزاع وصولا إلى مصالحة وطنية يستحيل حدوثها، وتحذر من التدخل العسكري لأي أطراف أخرى، رغم أن القضية في جوهرها هي قضية منظمات إرهابية تمكنت من السيطرة على إقدار البلاد في ظل حالة الفوضى التي اعقبت التدخل العسكري لقوات الناتو عام 2011. وأشار الكاتب إلى أن الأكثر مدعاة للدهشة أن واشنطن التي تدعي أن أول أهدافها تقويض تنظيم داعش وهزيمته، تطالب الليبين بضرورة الحوار مع ممثلى داعش على الارض الليبية بدعوى المصالحة الوطنية دون إكتراث بالخطرالمتزايد الذي يهدد أمن مصر ودول شمال أفريقيا كما يهدد أمن البحرالأبيض والأمن الأوروبي. وفي مقاله "هوامش حرة"، أعرب الكاتب فاروق جويدة في الأهرام عن أمنيته في أن يبتعد الإعلاميون المصريون عن الفتوى والرأى في قضايا الدين والشريعة وأن تبقى أدوارهم في إطار ما يعلمون وأن يتركوا مثل هذه القضايا الحساسة لأصحابها. وأكد أن من حق الإعلامي أن يسأل ويناقش وحتى يعترض ولكن ليس من حقه أن يبدى رأيا أو يطرح أفكارا في قضايا دينية تحتاج إلى العلم والتخصص وقبل هذا كله شىء من الصلاح، مشيرا إلى أن الإعلام الصحيح هو أن يجلس الإعلامي مع أحد رجال الدين يسأله ويسمع منه ليرشد الناس ويعلمهم أصول دينهم، أما أن يحمل مدفعا رشاشا ويتوجه به إلى عقول الناس ويمارس أعمال التخريف فهذا ليس من الإعلام ولا من الدين. وقال الكاتب إن الواقع أن بعض الإعلاميين يلجأ إلى هذه الأشياء بهدف الانتشار وتحقيق الشهرة وإثارة الجدل حول ما يقول، مشددا على إنه لا ينبغى أبدًا أن يحقق الإنسان شهرة بالعبث والتهريج والدخول في قضايا لا يفهم فيها، مشيرا إلى أن هناك مقالات كثيرة أساءت للأديان ودخلت في أبواب المحرمات الدينية وهناك أشخاص أثاروا جدلا واسعا في برامج لاعلاقة لها بالدين وجعلوا من أنفسهم وعاظا. وأوضح الكاتب أن هناك ثلاثية مزعجة في الإعلام المصرى الآن وهى الدين والجنس والسياسة، وحين أغلقت السياسة أبوابها أمام صراعات سياسية لا نهاية لها اتجه البعض لكى يملأ الفراغ إلى البرامج الدينية وأفتى فيها وهو لا يعلم ثم اتجه البعض الآخر إلى البرامج الجنسية ما بين العلاقات الشاذة والمنشطات، لافتا إلى المعاناة الطويلة بسبب القنوات الدينية التي نشرت التطرف والإرهاب وتحضير الأرواح والعلاج بالسحر والعفاريت وافسدت عقول أجيال كاملة ثم تخلصنا من هذه اللعنة ولكن سقط الكثير من الإعلاميين في برامج لا تقل خطرًا عن كل ما كان يحدث في القنوات الدينية، داعيا في نهاية مقاله كل الإعلاميين قائلا "اتركوا الدين لأهل الدين". وقال الكتب فهمي عنبه في مقاله بصحيفة الجمهورية"يرغب العديد من المستثمرين الكويتيين ورجال الأعمال العرب في الدخول إلى السوق المصرية، والاستثمار في المشروعات التي تطرحها الحكومة أو الشراكة مع نظرائهم المصريين. ولكنهم لا يعرفون مصير أموالهم. ويطالبون بضمانات تطمئنهم على عدم مصادرتها. أو تأميمها أو الإخلال بالوفاء بما تنص عليه العقود المبرمة معهم. وأضاف " أن الكثير من هؤلاء اقتنع بأن مناخ الاستثمار في مصر بدأ في التحسن. وأن حكومة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، عازمة على توفير بيئة مواتية وجاذبة للاستثمارات.. يثق بعضهم في الوعود بإيجاد آلية لفض المنازعات التي تنشأ بين المستثمرين وجهات حكومية أو مع مؤسسات خاصة.. وعندهم هاجس من الخروج الآمن من السوق عندما يريدون، ويطالبون بحرية انتقال الأموال والعوائد والأرباح التي يحققونها. والسؤال الصعب الذي يشغل بال رجال الأعمال العرب والأجانب.. أجاب عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في ختام زيارته للكويت خلال لقائه مع الصحفيين والإعلاميين المصريين.. قال الرئيس: إن مصر هي الضمانة الحقيقية.. فالمستثمرون يتعاملون مع دولة كبيرة تحترم تعاهداتها واتفاقياتها.. وتوفي بكل ما تلتزم به وهذا ما فعلناه حتى الآن. حيث قمنا بتسديد كل الالتزامات المالية التي كانت على الحكومات السابقة لأنها باسم مصر ولم نُخل بأي اتفاق. وأضاف السيسي: هذا ما نفعله الآن وهو بناء دولة مؤسسات. حتى يكون التعامل مع دولة وليس مع نظام قائم فالمستثمرون يتعاملون مع الدولة المصرية وليس مع عبد الفتاح السيسي. وأردف الكاتب قائلا: "علينا جميعًا أن نحرص على تثبيت دعائم الدولة، وإعادة الثقة في مؤسساتها والحفاظ على ثوابتنا وهويتنا.. وحتى لو كنا غير راضين عن أداء بعض المؤسسات أو عدد من القيادات فلا يكون ذلك سببًا لإغلاقها أو تفكيكها. أو التشفي فيها.. لأن مَن كان يقودها لم يكن مخلصًا في أدائه. أو تجاوز سلطاته. واختتم مقاله قائلا "إن الحفاظ على الدولة ومؤسساتها.. وليس على الأشخاص هو الضمانة الحقيقية ليس فقط للمستثمرين العرب والأجانب. ولكن لأبناء مصر وللحفاظ على هذا الوطن من الضياع. أو على الأقل حتى لا يفقد هيبته بين الأمم.