ذكرت صحيفة الخبرالجزائرية في عددها الصادر الخميس، استنادًا إلى "مصادر مطلعة"، أن أسرة القذافي دخلت الجزائر يوم 28 أغسطس عبر ممر سري صحراوي، يستخدمه المهربون للعبور من مدينة غدامس الليبية إلى تينالكوم على الأراضي الجزائرية. وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الليبيين عن أمن الموكب لجأوا إلى التمويه على دخوله ب7 سيارات دفع رباعي مصفحة، توجهت نحو معبر الدبداب الحدودي، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية التي اتخذت، بعد استلامهم معلومات حول نصب الثوار كمائن مسلحة لموكب أقارب القذافي عبر طريقين رئيسيين يربطان غدامس بالشمال الليبي، أحدهما يمر بمنطقة ميزدة والثاني عبر القرية الشرقية، وزيادة احتمال تعرض الموكب للقصف المدفعي أو الجوي في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين الجزائر وليبيا. كما كشفت نفس المصادر للصحيفة عن أن الموكب وصل تينالكوم الجزائرية بعد مسيرة أربعة أيام انطلاقًا من مدينة سيرت الليبية. وبأنه كان محميا بمسلحين مرتزقة طوارق يصل عددهم إلى 100 عنصر. وأشرف موظفون ليبيون بالزي المدني يرجح بأنهم قدموا من العاصمة خصيصا لهذا الغرض على دخول عائلة القذافي إلى الجزائر، واعتمد في اختيارهم معرفتهم الدقيقة بالمنطقة ومسالكها وطبيعة النشاط فيها، وتم تنفيذ عملية نقل العائلة من الحدود إلى مهبط جوي عسكري في سرية تامة إلى درجة أن مسؤولين أمنيين ومدنيين كبارا في ولاية إليزي لم يعلموا بأي تفاصيل حول العملية. واضافت الصحيفة أن الموكب حمل حوالي 50 فردا، منهم ثلاثة من أبناء القذافي وزوجته وبعض أحفاده و15 من الخدم، ومكون من أكثر من 14 سيارة لا تحمل غالبيتها وثائق، بعضها للمرافقة المسلحة ومر على 3 دفعات زيادة في التمويه عبر طريق صحراوي غير معبد يستخدمه الجيش الليبي في تنقلاته، يوصل إلى معبر سري يستغله المهربون. وبحسب مصادر "الخبر"، فقد وصل الوفد إلى تينالكوم، قبل أذان المغرب ومكث على المعبر إلى غاية فجر اليوم التالي، حيث تناول أعضاء الوفد السحور، ونقلت السلطات الجزائرية سيدتين يرجح بأن إحداهما عائشة ابنة القذافي الحامل في طائرة هيليكوبتر ثم بسيارتي إسعاف مجهزتين. بينما تعرض موكب التمويه الثاني المكون من سيارات الدفع الرباعي المصفحة لإطلاق نار كثيف شرق غدامس وتوقف لعدة ساعات ثم واصل التقدم بعد التغلب على القوات التابعة للمعارضة الليبية. وكان في استقبال الوافدين من طرابلس مسؤولون مدنيون وعسكريون وأطباء، وقد رفضت السلطات الجزائرية السماح للمرافقين المسلحين بالدخول إلى الجزائر، كما رفضت دخول سيارتين رباعيتي الدفع تحملان أمتعة خاصة منها حقائب تحتوي على أموال وحلي ذهبية وتحف. وكشفت المصادر ذاتها للصحيفة الجزائرية بأن السلطات لم تسمح لأسرة القذافي بإدخال أي أموال أو حلي خارج الأمتعة الشخصية التي كانت بحوزة الأسر الأربع التي كانت على متن 7 سيارات. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن موكبا عسكريا جزائريا ضم وحدة من القوات الخاصة رافق سيارات أسر القذافي إلى دار إقامة تابعة للناحية العسكرية الرابعة، حيث استراحت الأسرة ثم نقلت في طائرة عسكرية خاصة إلى قاعدة بوفاريك الجوية القريبة من العاصمة.