يحزننى كثيرا ضياع الأوقات والجهود والأموال التى يفقدها بعض الشباب ومنهم هؤلاء الذين انشئوا حركة تمرد. فلو كان هذا التمرد قد وجه إلى إصلاح مؤسسة من المؤسسات الفاسدة وما أكثرها فى مصر..لحققوا نجاحا والتف حولهم الشعب. فنحن فعلا نحتاج تمردا ضد وزارة الداخلية التى لم يعاد هيكلتها..ونحتاج تمردا لإلغاء جهاز الأمن الوطنى سئ السمعة.. والذى يريد أن يعود بنا إلى ظلمات عصر مبارك. كما نحتاج تمردا ضد المؤسسة القضائية بما فيها من بيروقراطية وفساد وتوريث..ونحتاج تمردا ضد الدولة العميقة التى استأنس بها البعض الآن ممن كانوا يرفعون شعارات ضد نظام مبارك. لكن ما يفعله بعض الشباب الآن الذين يجمعون توقيعات لإقالة الرئيس من منصبه يرفضه الكثير وذلك للأسباب الآتية:- أولا :لا يوجد ديمقراطية فى العالم تقول أن من أتت به الصناديق يذهب بمجموعة من التوقيعات. ثانيا :من المعروف أن هناك فئة كبيرة لم تصوت لمرسى تجاوزت 10 مليون..فحينما يخرج علينا البعض ويقول:"جمعنا 2 مليون توقيع" فهذا ليس مؤشر يزعج احد..لان الذين لم ينتخبوا الرئيس أصلا كانوا أضعاف هذا الرقم..ويكفى الكنيسة وحدها التى لا شك أنها لا تريد حكم الإخوان تتجاوز هذا العدد. ثالثا:مع أن رقم 2 مليون توقيع لا يمثل رقما كبيرا بالمقارنة لمن لم يصوت لمرسى فى الانتخابات..لكننا لا نستطيع أن نصدقه..لان الذين يجمعون هذه التوقيعات جهة غير رسمية..وهذه التوقيعات لن يعتد احد بصحتها او بتزويرها..فاى تهويل للرقم او اى تزوير للبيانات لن يعاقب احد عليها,,لأنه تزوير فى أوراق غير رسمية..فلا مانع غدا أن يقولون:" ان 20 مليون شخص وقع على سحب الثقة من مرسى"..ذلك لان أحدا لن يطعن على أوراقهم الغير رسمية. رابعا:بمجرد إطلاق حملة مضادة أطلق عليه تجرد أو مؤيد كما قالت قيادات فى التيار الاسلامى..والتى سوف تجمع توقيعات لتأييد الرئيس..زال صخب حركة تمرد فورا..وأصبح الأمر كله بمثابة المكيدة السياسية بين طرفى صراع ونزاع. خامسا:أن القائمين على هذه الحركة ينتمون لفكر معادى لفكر الإخوان وما يفعلوه ليس لصالح الوطن بل هو من باب المكائد والصراعات التى لا علاقة للشعب بها..لذلك لم أتعجب حينما وجدت هذه الحركة تذهب إلى سفارة الإمارات لترفع لافتة تكتب عليها:"نرد الجميل لدولة الإمارات". ولا أدرى اى جميل هذا الذى يردون رده؟!..هل هو جميل الوقوف مع الثورة المضادة بقيادة احمد شفيق واستضافتهم لكل فلول مبارك..أم جميلهم بعدم إرسال اى مساعدات لمصر كما فعلت بعض الدول العربية مثل السعودية وقطر. ونحن هنا لا نطلب مساعدة ولا تسول من احد..لكنى أقول أن الإمارات الآن بقيادتها المهووسة بسباقات الخيل والإبل.. لا فضل لها علينا..بل كل ما قدمته من قبل لمصر إبان عهد المخلوع..كان بمقابل العداء مع إيران والحرب ضد العراق. إن حركة تمرد تستهلك وقتها فى أعمال عدائية لا تخرج عن المكائد السياسية المفضوحة وتصدير الأوهام للشعب الذى يعرف بالضرورة ان كل هذا لا قيمة له..وكان الأولى بهذه الحركة وبمموليهم الذين ينفقوا مئات الآلاف من الجنيهات أن يحرجوا الإخوان بعمل يفيد فقراء هذا الشعب بدلا من الأحقاد المتبادلة مع الجماعة. [email protected]