عاصفة من الهجوم على شخص الدكتور عبد الله بدر لموقفه ضد الممثلة إلهام شاهين ...وها هي الست إلهام تتحول إلى شهيدة من شهداء الإبداع ... شهيدة حية تمشي على الأرض تجد منابر للدفاع عنها داخل أروقة التوك شو والإعلام المزيف الذي لا زال يصيد في الماء العكر . ولعلنا نتساءل لماذا كل هذه الضجّة حول إلهام شاهين ؟ 1 – حالة الفوضى العارمة التي تسود الإعلام والتي حوّلت الفنانين ولاعبي الكرة إلى مفتيين لهم الحق في الإباحة والتحريم ... حتى ترى الفنان أو لاعب الكرة يجيب عن مسائل لو سئل أهل الاجتهاد والأئمة عنها لقالوا : أجلونا أياما . بل ولهم الحق في إبداء آراءهم في مسائل دقيقة وعامة .. وأذكر أن امراة حارس مرمى شهير خلعت حجابها وخرجت تعلن على الشاشة : مش من حق حد يرغمني على الحجاب .. دي حرية شخصية . فامتد الوباء إلى بيوتاتهم أيضا . كان أصل القضية أن الست إلهام تربية مدارس الرهبان والممثلة التي خلعت ملابسها عشرات المرات في أفلامها .. كما تقلبت في أحضان الرجال تصدت لتفتي في مسألة الحكم بالإسلام .. ورأت أيضا أنه لا يجوز للعلماء ولا للدعاة الحكم على الفن ولا الإباحة ولا التحريم .. والكلام من الفنانين والمخرجين محفوظ ومعلوم لأن هذه الطائفة تشعر بالقلق الشديد من مسألة تطبيق الشريعة والتي ستفقدهم ما يجمعون من الملايين من وراء الحمقى والمغفلين .. وستقضي على وجودهم كنجوم وأبطال وأسياد للمجتمع .. وستقضي الشريعة ايضا بإبطال الامتيازات التي ينالونها من الدولة والمفتونين بهم . الفن صار بطبعه عدوا للدين بعد حالات الابتذال والفجور التي سادت العمل الفني خاصة أن معظم هؤلاء النجوم درسوا كيف يكون (( كسر الحياء )) ولا حرج عندهم في التعري وممارسة أدوار المومسات أو الشواذ بل هو إبداع وفن وكله بحسابه .. ومن هنا يشعر العاملون بالفن بأن الدين إن حكم أهله فسيقضون على هذا كله .... ومن هنا كانت حالات التربص بالإسلاميين والهجوم عليهم .... وزادت حدة الهجوم بعد الثورة حين انحاز معظم الفنانين ومن معهم إلى النظام السابق الذي جعل منهم سادة ونجوما .. حتى أن الإعلام الجزائري صوّر المنتخب المصري على أنه مجموعة من الفنانات ... ولم يخيب النظام السابق أملهم فكانت الطائرة المتجهة إلى السودان لخوض مباراة التأهل لكأس العالم تضم على متنها فنانات مصريات ليكنّ واجهة لمصر في مثل هذه المحافل .... وهكذا كان معظم الفنانين أبناء النظام المدللين . هذا غير ما اشتهر عن استخدام النظم الفاسدة للفنانين في أعمال ومهام أقل ما توصف به أنها اعمل ومهام مشبوهة . . وحين اكتسح الإسلاميون البرلمان وآلت الرياسة لرئيس إسلامي المشرب اجتمع الفرقاء من طائفة الفنانين : أقصد من أيّد الثورة ومن عارضها ليكونوا في خندق واحد ضد الإسلاميين . والسؤال : لماذا تسكت المؤسسة الدينية في مصر على حالات العري والمجاهرة بالتعري وممارسة الفاحشة داخل الاستوديوهات حتّى قبل إذاعتها ؟ والفضائح الفنية أكثر بكثير من أن تحصيها !! ولماذا يغض غالبية أئمة الأزهر وشيوخهم وعلى رأسهم الإمام الأكبر الطرف عن هذه الممارسات .. وكذلك عن فضائحهم في حياتهم العامة والتي صارت مادة لجرائد الفضائح وغيرها .. ثم يسكتون عن حالات الانفلات في الفتيا والتي جعلت الفنانة الكبيرة الست إلهام تجهر بأن فنها ليس للدين ولا لأهله من حكم عليه ... وهذا طبعا لأن أهل الدين لا يعرفون كيف (( يفنون )) وإذا كانت الست إلهام على هذا القدر من التخصص فلماذا هي وغيرها من بني طائفتها (( يفتون )) ؟؟ لو كان هناك من يلجمها ويردها لسكتت الدهر كله ولكن ماذا يفعل من كان يسكت عن الظلم ويقننه ويجد له دليلا شرعيا ؟؟؟ كان حريا بمجمع البحوث والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن يكون حائط صد أمام هؤلاء جميعا .. وكان الأولى بمن أنيط بهم الفتيا وصاروا أمناء عليها أن يقوموا بدورهم ..... هناك فراغ شرعي لابد أن يتمدد فيه الجهل طالما سكت أهل العلم . ولكن قامت الدنيا ضد الدكتور عبد الله بدر لمجرد أنه تشجّع فقال كلمة حق ليخرج الدكتور النّجّار الذي لم يستطع ردا على المبتدع صاحب فكرة ملك اليمين ليطالب بجلد الدكتور لا بردع السيدة إهام عن الفتيا أو نصحها لكي تختم حياتها بخير بدلا من تقمص دور شهيدة الإبداع في هذا الزمان المليء بالعجب . كان من المفترض على الدكتور عبد الله أن يخرج ليمتدح الست إلهام وأدوارها الرائعة التي استطاعت من خلالها تقديم الكثير لمصر التي ستظل تحمل جميل الست إلهام على رأسها وكيف أنه استطاعت تهميش العقول .. وتقديم مثيرات جنسية للشباب .... وأن يدعو الله أن يقبل منه إخلاصها في أداء هذه الأدوار التي تفانت في أدائها كأنها حقيقية ... وأن يدخلها الجنة بفنها وأن يجعلها في عليين في الفردوس الأعلى . لو كان الدكتور بدر فعل هذا لرفع على الأعناق ولكان شيخا مستنيرا كالقوصي والنجار وغيرهما .... وتحيا الوسط . 2 – إلهام شاهين لم يبق لها إلّا القليل وتودع أدوار البطولة والنجومية لتتحول إلى فرز ثاني وربما ستصير إلى الاكتئاب الذي يصيب معظم الفنانين الذين يودعون الشهرة والنجومية وأدوار البطولة مع تقدمهم في السن وفقدان المقومات الأساسية التي تجعلهم نجوما للشباك ... وقد رأينا الكثير منهم من قبل وهم يحاولون تلميع أنفسهم بعد أن ردوا إلى أرذل العمر .. بالظهور المتكرر على الشاشات والاشتراك في قضايا عامة أو الدفع لصحفيين ومقدمي برامج لإظهارهم وتسليط الأضواء عليهم . والمتتبع لعجائز السينما يجدهن يتجهن إلى المسلسلات التليفزيونية التي أسرفت الست إلهام في تمثيلها في السنوات الأخيرة خاصة في رمضان (( وبالطبع هذه معلومات أمددت بها من أكثر من جهة )) كما قامت بتمثيل فيلم جمعها بخمسة أزواج خلال ساعتين أو أقل .... وهكذا تحاول إحدى عجائز السينما المصرية ان تدرك شيئا من الشهرة في آخر رمق لها . وجاء هجوم الدكتور عبد الله بدر (( بل دفاعه عن دينه ضد ما قالته الست إلهام )) فرصة ذهبية لإعادتها للأضواء وتلميع وجهها البائس الذي أكل الدهر عليه وشرب وشكا من كثرة عمليات التجميل والشدّ .. وتذكير للناس بأن الست إلهام لا زالت موجودة ... وربما جلب لها الموقف أدوارا وأعمالا جديدة (( تهبش )) من ورائها (( هبشة )) كبيرة ... وتظهر بعض ما تبقى من رمق النجمة التي ستلقى قريبا في بئر النسيان . 3 – ويبقى دور اللا إسلاميين الذين ينفخون في جذوة المشاكل المزيفة لكي يحتلوا جزءا كبيرا من الوقت على شاشات التلفزة .. وليسمحوا لأقلامهم التي تقطر كذبا بالولوغ في اعراض الإسلاميين والانتقاص من الشرع وأهله . 4 – يبقى أن تتحمل المؤسسة الدينية مسئوليتها وأن تدافع عن كيان الاسلام الممتهن بألسنة هذه الطائفة الفنية ... مع تجنيب للهوى والنفس والتجرد لله وحده . وأخيرا : سيكون يوم المحاكمة للدكتور عبد الله بدر مليئا بأبطال ونجوم ورقيين وكرتونيين: ستجد من مثّل ادوار العاجز جنسيا والشّاذ والبطل وربما التابعي او الصحابي . وستجد العفيفات الشريفات من حزب (( حزمني يا ... .. )) . وكذلك رفيعات المقام رفقاء درب الست إلهام وشريكاتها ممن لا يذكرن أنهن عاريات حتى ينبههن أحد . هنيئا لمصر فنانيها العظام وفناناتها العجائز اللواتي تترنح نجوميتهن لتسقط عما قريب ... ومبروك عليك التعويض مقدما يا دكتور بدر .