كشفت وثيقة جديدة لموقع ويكيليكس المناصر للشفافية الذي أسسه الصحفي الاسترالي جوليان اسانج أن إحدى الناشطات المصريات التي قام المجلس العسكري الحاكم في مصر بتعيينها مؤخرا في منصب رفيع بالمجلس القومي للمرأة هي في حقيقة الأمر تتلقى تمويلا أمريكيا وأجنبيا، مما يشير إلى الدعم المستتر المحتمل الذي يقدمه المجلس العسكري المصري لتلك المنظمات. حيث كشف الموقع عن الوثيقة رقم 09CAIRO2223 ,والتي تفيد أن المحامية المصرية نهاد أبو القمصان، التي عينها المجلس العسكري الحاكم في مصر في المجلس القومي للمرأة، قد تلقت تمويلا من الاتحاد الأوروبي، علاوة على مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، علاوة على تمويلات من مؤسسات خاصة وتمويلات من الخارجية الإيطالية ومن منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة وذلك وهي في منصبها كرئيس مدراء ” المركز المصري لحقوق المرأة.” وقالت البرقية الأمريكية، الصادرة من السفارة الأمريكية بتاريخ 1 ديسمبر 2009 والتي وقعها المسئول السياسي في السفارة الأمريكية في ذلك الوقت ديفيد برنز أن نهاد أبو القمصان هي مرشحة السفارة الأمريكية في القاهرة لجائزة “الشجاعة النسائية العالمية” لعام 2010 والتي تقدمه الخارجية الأمريكية كل عام. وقالت البرقية عن نهاد أبو القمصان :”انها تستحق دعم الحكومة الأمريكية لحملاتها التي لا تكل من اجل حقوق النساء في مصر”. وامتدح المسئول في برقيته السرية دور نهاد أبو القمصان لدورها في تمرير قانون الطفل لشهر يونيو 2008 والذي جرم ختان الإناث ودورها في تمرير قانون الخلع ولدورها في نشر التوعية الاجتماعية المتعلقة بالتحرش الجنسي في مصر، وقانون الجنسية المصرية وفي التوعية بمخاطر ختان الإناث. وقال ديفيد برنز في برقيته الدبلوماسية: إن أبو القمصان استطاعت بناء جسور مع الإعلاميين المصريين واستغلال ذلك بمهارة في نشر التوعية السياسية والتوعية بحقوق المرأة. هذا ولم تحدد السفارة الأمريكية المقدار المالي للتمويل الذي يتلقاه المركز المصري لحقوق المرأة الكائن بحي المعادي بالقاهرة بقيادة المحامية نهاد أبو القمصان. وأرجعت السفارة الأمريكية الفضل لنهاد أبو القمصان وعدد من الناشطات النسويات الأخريات في تمرير قانون الخلع المصري، وتحسين قانون الحصول على الجنسية المصرية. وذكرت السفارة، في البرقية أن مجهودات ابو القمصان في التوعية العامة والإعلامية في محاربة ختان الإناث تلقت فيه تمويلا من الخارجية الإيطالية علاوة على منظمة اليونيسيف الدولية التابعة للأمم. وقالت السفارة الأمريكية في رسالتها السرية للخارجية الأمريكية في واشنطن: أن السفارة فاتحت أبو القمصان في موضوع ترشيحها لتلقي الجائزة الأمريكية، وأن أبو القمصان ردت بأنها موافقة وأنها مستعدة لاستلامها. وامتدح تقرير السفارة الأمريكية كذلك دور أبو القمصان، التي هي أيضا زوجة الناشط الممول أمريكيا حافظ أبو سعدة، السكرتير العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والتي تتلقى هي أيضا تمويلا سياسيا أمريكيا، في نشر الوعي السياسي والانتخابي بين نساء مصر. وقالت السفارة الأمريكية: أن الفضل يرجع لابو القمصان في حكم صدر بسجن رجل مصري 3 سنوات لاعتدائه جنسيا على فتاة . وقالت السفيرة الأمريكية أن أبو القمصان كتبت قانونا جديدا ليصبح تشريعا في مصر لاستبدال قوانين تتعلق بالمضايقات والمعاكسات التي تتعرض لها النساء في مصر. يأتي هذا الكشف عن تقارب المجلس العسكري المصري الحاكم مع منظمة المركز المصري لحقوق المرآة بعد أن كشفت وسائل إعلام أمريكية عن دور قيادات المجلس العسكري، علاوة على بيان من جماعة الإخوان المسلمين في مصر، في تهريب أمريكيين كانوا يعملون في مصر بشكل غير قانوني ويمولون تلك المنظمات المحلية على الرغم من الاستياء الشعبي ضد عمل تلك المنظمات الممولة من الخارج. تأتي هذه المعلومات الجديدة في وقت تشهد فيه مصر سجالا حول ولاء منظمات وأفراد المجتمع المدني والنشطاء والسياسيين الذين تدعمهم دول خارجية في مصر في فترة ما بعد الثورة المصرية وتلقيهم أنواعا من الدعم سواء كان مالي أو عيني أو سياسي. هذا وقد تفجر الجدل بعد انكشاف عدة لقاءات غير معلنة بين شخصيات اعتبارية مصرية، بعضهم رشح لمناصب عامة وحكومية، ومسئولين أجانب تناولت الأوضاع في مصر مثل الكشف عنها مؤخرا صدمة للكثير من المصريين المتوجسين من التدخلات الخارجية في بلدهم في حين قابل المجلس العسكري الحاكم التدخل بغض الطرف عن تلك الممارسات التي تمتد لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. يذكر أن جنديا أمريكيا خدم في العراق قد سرب إلى موقع ويكيليكس الذي يروج للشفافية في السياسة الدولية بين شهري نوفمبر عام 2009 ومايو عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 ألف من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الإسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة لعرب مع سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا وتحدث برقيات أخرى عن مدى تغلغل النفوذ الأجنبي في عدة دول عربية والتمويل الأمريكي الذي يقدم لها وشمل مناحي كثيرة في الحياة.