مع تزايد أعداد قضايا رجال الأعمال فى السنوات الأخيرة، ارتفعت اسهم كبار المحامين فى بورصة قضايا القروض والبنوك وزادت أتعابهم حتى انها وصلت إلى المليون جنيه فى القضية لواحدة، رغم أن احكام البراءة غير مضمونة فى كل الأحوال. والحاصل أن عددا من المحامين يعدون على أصابع اليدين أصبحوا يشكلون فيما بينهم ناديا يكاد يكون مقصورا عليهم وحدهم، اسمه نادى النخبة يتمتع اصحابه بالمميزات المهنية كلها، بريق اعلامى ومكانة اجتماعية ونفوذ طاغ وفوق هذا كله الملايين التى هى أتعابهم عن الترافع فى القضايا الكبرى، أو قضايا الرأى العام كما يطلق عليها. نادى الصفوة من المحامين يضم اسماء شهيرة وماهرة فى مهنتها مثل: فريد الديب، رجائى عطية، سامح عاشور، ممدوح الوسيمى، حسنين عبيد، مأمون سلامة، شوقى السيد، ابراهيم صالح، حسنى عبد اللطيف، نبيل مدحت سالم، أحمد شوقى أبو خطوة، عبد الرءوف المهدى، هؤلاء هم أكفأ المحامين فى مصر بمعيار الأجر، ويقال ان اتعاب الواحد منهم قد تتجاوز 50 ضعفا اتعاب المحامين العاديين. لدى كل منهم مكتب محاماة أو أكثر سواء فى وسط القاهرة أو بالاحياء الراقية كالزمالك والمهندسين ومصر الجديدة ومدينة نصر، وداخل كل مكتب يعمل جيش من المحامين الشبان والمغمورين والموظفين تزدحم بهم قاعات المحاكم عند نظر القضايا الكبرى كالتسهيلات الائتمانية والرشاوى، وغيرها. فريد الديب أحد أكبر وأشهر المحامين وأكثرهم انتشارا فى ساحات المحاكم، وهو الأعلى سعرا بين جميع المحامين هو ونظيره رجائى عطية، والديب المستشار القانونى لمؤسسة اخبار اليوم وهو مشتبك فى معظم القضايا الكبرى تقريبا، ويقال ان اتعابه تبدأ من 100 ألف جنيه فى القضية الواحدة ولا تنتهى عند سقف أعلى، فهو محامى رجل الأعمال حسام أبو الفتوح وقضاياه تتجاوز 15 قضية فى ساحات المحاكم، وسابقا تولى الديب الدفاع عن علية العيوطى "الهاربة" فى قضية بنك النيل، وكذلك زوجها محمود عزام الهارب أيضا والذى يتفاوض فريد الديب نيابة عنه فى تسوية مديونياته لدى البنوك والبالغة أكثر من 150 مليون جنيه، يترافع كذلك عن رجل الأعمال طارق السويسى المتهم فى قضية تهريب الاَثار وغسل الأموال، وكان رئيس هيئة الدفاع عن الدكتور سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون، وعزام عزام الجاسوس الاسرائيلى الذى تم الافراج عنه مؤخرا، ومحمد ابراهيم الوكيل رئيس قطاع الاخبار السابق فى التليفزيون المصرى.. وغيرها. أما رجائى عطية فلا يقل شهرة ومهارة ولا أتعابا عن الديب، ودواليب مكتبه تمتلأ بملفات عشرات القضايا الكبرى، وقد تولى الدفاع عن رئيس مصلحة الجمارك فى قضية وزير المالية الأسبق محيى الدين الغريب، والمستشار ماهر الجندى محافظ الجيزة السابق، وسيدة الأعمال منى الشافعى، ورجل الأعمال المحبوس مجدى يعقوب نصيف، وكان لبعض الوقت محامى عبد الله طايل رئيس مجلس إدارة بنك مصر اكستريور سابقا، وأيضا ترافع فى قضية الاَثار الكبرى. ومن أبرز المحامين الذين التحقوا بنادى الصفوة مؤخرا وذاع صيته ممدوح الوسيمى الذى وقف أمام ساحات القضاء للترافع فى عدة قضايا شغلت الرأى العام واَخرها المعركة القضائية بين هند الحناوى والممثل أحمد الفيشاوى حيث انتزع لموكلته حكما قضائيا مهما يرغم الفيشاوى على اجراء تحليل الحامض النووى لاثبات بنوة الطفلة "لينا" إليه، وقد رفع الوسيمى قيمة اتعابه بعد كسب هذه القضية إلى مستوى يقارب اتعاب الديب وعطية، خاصة بعد أن اجرت معه مؤسسات اعلامية عالمية عدة احاديث معه مثل ال "بى. بى . سى" وال "الواشنطن بوست" والفضائيات العربية والمصرية، ومازاد فى علو نجم الوسيمى وزيادة اتعابه بالتبعية انه كان محامى الريان ووفاء مكى، وعبد الحميد حسن، وعاطف سلام رجل الأعمال الشهير بلقب حوت السكر، وترافعه فى قضايا الجمارك، وشركة مصر للتجارة الخارجية والاَثار الكبرى، وغيرها، وهو المستشار القانونى لمؤسسة جنيدى. سامح عاشور له اسمه أيضا وان كان العمل النقابى والسياسى يلتهم معظم وقته، مع ذلك له نصيب فى كعكة الترافع عن رجال الأعمال، فقد كان محامى رجب السويركى صاحب سلسلة محلات التوحيد والنور الذى تمت محاكمته بتهمة زواجه من سيدة خامسة قبل انقضاء عدة مطلقته الرابعة، كذلك تم توكيله فى قضية شركة النصر للمسبوكات، والعديد من القضايا الاخرى بالطبع. هؤلاء هم الفئة السوبر فى بورصة المحامين بمصر، وفى كثير من الاحيان يتم استدعاؤهم للترافع فى الدول العربية وكذلك يتم توكيلهم من جانب شخصيات واطراف اجنبية لتمثيلها قانونا أمام ساحات المحاكم المصرية. مادون هؤلاء يحصلون على اتعاب تتراوح بين 20 ألفا إلى 40 ألفا فى القضية الواحدة، واحيانا تصل الفيزيتة إلى 50 ألفا تبعا للمفاوضات والمساومات بين المحامى والموكل. وغالبا ما تتحدد الاتعاب طبقا لثلاثة عوامل: حجم القضية، مدى شهرة وثراء الموكل، شهرة واسم المحامى نفسه.