أثار ترشيح الرئيس الأمريكي "جورج بوش" ل "بول ولفويتز" لمنصب رئيس للبنك الدولي موجة من الانتقاد داخل وخارج الولاياتالمتحدة. ووصف "بوش" في مؤتمر صحفي "بول ولفويتز" الذي يشغل منصب مساعد وزير الدفاع بأنه مستقيم ويتمتع بخبرة واسعة ودبلوماسي محنك وتوقع أن يكون رئيساً قوياً للبنك الدولي، ووصف وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد" اختيار بوش بأنه قرار رائع. ويخلف "بول ولفويتز" في حالة اختياره لهذا المنصب "جيمس ولفنسون" الذي ستنتهي ولايته في يونية المقبل بعد نحو 10 سنوات أمضاها في منصبه. إلا أن مسئولين أمريكيين شككوا في أن يكون اختيار الرئيس الأمريكي بوش موفقاً، وقال بعض أعضاء الكونجرس من الديموقراطيين إنهم يشككون في قدرة المرشح الأمريكي علي قيادة البنك الذي يبلغ عدد أعضائه 184 عضواً. وأوضح بعضهم أن "ولفويتز" يفتقر إلي المؤهلات التي تجعله قادراً علي قيادة مؤسسة خاصة بالتنمية أو القدرة علي التعاون الإداري الذي يحتاجه المنصب الجديد. وينتقد هؤلاء التقديرات الخاطئة ل "ولفويتز" حول عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق أثناء الإدلاء بشهادته أمام لجنة الكونجرس. كما أساء أيضاً تقديرات عائدات البترول العراقي مشيراً إلي أن هذه العائدات ستصل بين 50 و100 مليار دولار بعد عامين أو ثلاثة من الغزو مما يجعل تكاليف الحرب محدودة بالنسبة للولايات المتحدة.. وبالمقارنة، فقد وصلت هذه العائدات إلي 17 مليار دولار فقط خلال ال 19 شهراً الأولي من الغزو. وقد يؤدي ترشيح "ولفويتز" إلي توتر علاقات الولاياتالمتحدة مع أوروبا حيث عارضت فرنسا وألمانيا بشدة هذا الغزو الأمريكي للعراق، ومن المعروف أن "ولفويتز" يعد أحد مهندسي السياسة الأمريكية في العراق. وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" أن فرنسا ستدرس الترشيح في إطار روح الصداقة التي تربط البلدين مع الأخذ في الاعتبار مهمة البنك الدولي في خدمة قضية التنمية إلا أن البيت الأبيض أراد أن يعطي دعماً دولياً لترشيح بوش مؤكد أن الرئيس الأمريكي ناقش الترشيح مع رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" ومع رئيس الوزراء الإيطالي "سيلفيو بيرليسكوني" والمستشار الألماني "جيرهارد شرودر" بالإضافة لرئيس الوزراء الياباني "جونيشتيرو كويزومي".