تتسابق شركات البترول والغاز لزيادة إنتاج السودان من هذه المنتجات الذي سجل 345.600 برميل يومياً في يونيه الماضي وذلك بعد توقيع اتفاق السلام لإنهاء عشرين عاماً من الحرب الأهلية بين الحكومة والمتمردين. ويبلغ احتياطي السودان حوالي 635 مليون برميل لم يكن من الممكن الوصول إليها بسبب الحرب وتتضمن اتفاقية السلام التي تم توقيعها في الأسبوع الماضي احترام عقود البترول التي وقعتها الحكومة خلال فترة الحرب. وأكبر حملة الأسهم يتضمنون الشركة الوطنية الصينية للبترول. وبتروناس الماليزية وONGC الهندية وسودايت السودانية وأعلنت شركة توتال الفرنسية العملاقة للبترول في أواخر الشهر الماضي أنها جددت اتفاقاتها البترولية مع السودان التي كانت قد تركتها عام 1985 بسبب الحرب، كما أعلنت وزارة الطاقة السودانية ان إنتاج البترول سيزيد إلي 500.000 برميل يومياً. وكانت الولاياتالمتحدة قد فرضت عقوبات علي السودان بدعوي أنها دولة مشجعة للإرهاب لكن قبل اتفاقية السلام مباشرة وعد وزير الخارجية الأمريكي بأن إنهاء القتال في جنوب السودان سيسرع بتطبيق العلاقات. كما سهلت واشنطن للشركات الكبري الحصول علي استثناءات من العقوبات. وبدأت شركات البترول الأمريكية مؤخراً تبدي اهتماماً بحقول البترول السودانية واستأنفت ماراثون أويل ومقرها هوستن مؤخراً مدفوعاتها للحكومة كجزء من شراكتها مع توتال الفرنسية في بلوك 5 وهي منطقة كانت مسرحاً لقتال عنيف خلال الحرب ويمكن أن يكون بها احتياطي يبلغ مليار برميل وفقاً لما ذكره خبير بيزنس أمريكي طلب عدم الإعلان عن اسمه. وقال دونكان بونيت الشريك في شركة دايت هاوس وشركاها في جوهانسبرج ان الكثير من الشركات العالمية قد أرسلت بالفعل فرقاً إلي العاصمة السودانية لبحث الفرص ليس فقط في مجال البترول والغاز لكن في الزراعة والانشاءات والأعمال الهندسية وغيرها من الخدمات. وقال بونيت انه من وجهة نظر الخبراء فإن إمدادات الآلات والمعدات واعادة تأهيل صناعة الأسمنت والصناعات الموجودة في البلد والاستفادة من جانب الصناعة الزراعية سيمثل فرصاً كبري وكانت تختص الزراعة بحوالي 38% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2003 وتشغل 80 من عمال البلد. واجتذبت السودان عام 2003 مليار دولار من الاستثمار الخارجي المباشر ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم وفقاً لما يقوله المسئولون السودانيون.