طالب المصرفيون ورجال الأعمال بضرورة توفير آليات دائمة للتعامل مع المشروعات الجادة المتعثرة علي غرار ما حدث مع "مجموعة بهجت".. وأكدوا ان توجيهات البنك المركزي وجدية البنوك الدائنة ساهمت في حل مشكلات مستثمري السياحة في طابا وفي عمل تسويات عديدة لديون متعثرة ضخمة وستعمل علي عودة المستثمرين الهاربين الذين يملكون أصولا قادرة علي سداد مديونياتهم.. وأوضحوا ان نموذج "مجموعة بهجت" و"مستثمري طابا" يمكن أن يتكرر مع عملاء كبار آخرين ومع قطاعات صناعية مختلفة.. وطالبوا بضرورة تعميم فكرة اشراك البنوك الدائنة في المشروعات المتعثرة بقيمة المديونية حتي تتمكن من إعادة نشاطها وتحقيق تدفقات نقدية تمكنها من سداد ما عليها من أقساط. يقول الخبير المصرفي كمال محجوب مدير إدارة سوق المال ببنك مصر -ايران انه لا شك ان البنوك تتعامل حاليا مع قضية الديون المتعثرة بجدية واضحة ستنعكس بشكل إيجابي علي مناخ الاستثمار.. فالتسوية التي حدثت مع "مجموعة بهجت" تؤكد هذا التوجه.. فالبنوك الدائنة والبنك المركزي واحمد بهجت قدموا لنا نموذجا جيدا -يجب أن يحتذي ويتكرر- في تعاون مختلف الاطراف دون اهدار لحق اي طرف فالبنوك دخلت كشريك في المشروعات المتعثرة بقيمة المديونية وبالتالي ومن خلال هذه التسوية خرج الجميع منها "رابحا".. فالبنوك ضمنت استرداد أموالها.. كما ضمنت استعادة اسعار الفائدة المستحقة علي أصل الدين وستقوم بضخ استثمارات جديدة لكي تعمل المصانع والشركات بكامل طاقتها. المتعثر الجاد يضيف كمال محجوب: نريد تسويات ودية مع كبار المتعثرين الجادين علي غرار تلك التي حدثت مع د. احمد بهجت مادامت اصولهم قادرة علي سداد المديونيات.. فالمشروعات الجادة التي يمكن ان تحقق نجاحا في حالة تقويمها يجب الوقوف بجانبها بكل الطرق والوسائل.. وأنا اعلم ان هناك الكثير من الشركات المتعثرة في المدن الصناعية الجديدة تحتاج فقط الي الغاء فوائد التأخير والفوائد المركبة وزيادة فترات بالسداد لكي تنشط من جديد وتعمل بكامل طاقتها. آلية جديدة ويطالب كمال محجوب بضرورة اتباع خطوات محددة مع المستثمرين المتعثرين الذين يملكون أصولا تفوق مديونياتهم من هذه الخطوات ان تساهم البنوك في رؤوس اموال الشركات الصناعية المدينة بقيمة القروض.. وتوقف الاجراءات القانونية علي الفور وتقوم بضخ أموال جديدة لهذه المشروعات.. موضحا ان هذا التوجه سيكون بمثابة رسالة للمستثمرين الهاربين مضمونها: ان المؤسسات المالية ستكون شركاء لهم وستساندهم اذا كانوا جادين في العمل من اجل النهوض باقتصاد بلادهم. وايد بشدة كمال محجوب الآلية الجديدة التي أطلقها محافظ البنك المركزي والتي سيتم من خلالها حل مشكلات المتعثرين بعيدا عن ساحة المحاكم مشيرا الي ان هذه الآلية لا يجب ان تركز فقط علي القروض الكبيرة بل يجب ان تشمل اصحاب القروض الصغيرة المتعثرة ايضا. تكرار النموذج ويتفق محسن خلاف الخبير المصرفي بالبنك المصري المتحد مع كمال محجوب ويضيف: ان ما حدث مع د. احمد بهجت يدعو كل مستثمر متعثر يعيش خارج مصر الي العودة الي بلدة طالما انه يملك اصولا قادرة علي سداد مديونياته وطالما ان مشروعاته يمكن ان تحقق نجاحا عندما يتم ضخ اموال جديدة اليها فالبنوك الدائنة يجب ان تفرق بشكل جوهري بين العميل الجاد المتوقف عن السداد لاسباب خارجة عن ارادته والعميل المتوقف عن الوفاء بالتزاماته للبنك كسلوك شخصي مع قدرته علي السداد لعدم وجود تعثر حقيقي لمشروعاته. فالعملاء غير الجادين الذين هربوا خارج مصر وأصولهم ليست قادرة علي سداد مديونياتهم يلزم سرعة اتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم بشكل حازم لان المستثمر الجاد الذي يريد ان ينهض باقتصاد بلاده لا يأخذ قروض البنوك مثلما فعل د. احمد بهجت الذي توصل لاتفاق بموجبه سيدخل البنك كشريك في المشروعات المتعثرة بقيمة المديونية وسيضخ اموالا جديدة للشركات لكي تعمل بكامل طاقتها من جديد. خطة عمل ان حل مشكلات المتعثرين الجادين في المدن الصناعية الجديدة -علي سبيل المثال- لا يجب ان يتم كما يقول الخبير المصرفي محسن خلاف من خلال ساحة المحاكم ووضع يد البنوك علي المشروعات المتعثرة بل من خلال اشياء عديدة أهمها: 1- مساهمة البنوك الدائنة في رؤوس أموال الشركات المدينة بقيمة القروض أو بجزء منها وفي الاطار الذي وضعه القانون مثلما حدث مع "مجموعة بهجت".