أكد د.محمود العضيمي خبير الشئون الزراعية ورئيس قسم الاقتصاد الزراعي السابق بكلية الزراعة جامعة عين شمس أن المؤامرة التي تعرض لها الطيران الزراعي في الفترة السابقة كانت السبب في تفاقم مشكلة الجراد في مصر.. وطالب بضرورة الاستعانة بالطيران الزراعي علي نطاق واسع لمقاومة الجراد علي الحدود المصرية ومنعه من الوصول للأرض الزراعية وبإعادة النظر في جهاز المكافحة وعمل تنسيق فعال مع هيئة الاستشعار عن بعد وإنشاء مركز دولي لمكافحة الآفات الزراعية.. كما طالب د.العضيمي - القريب من صناعة القرار بوزارة الزراعية لسنوات طويلة - بضرورة توفير التقاوي العالية الانتاجية لزراعة كل المساحة المخصصة الانتاج القمح بأصناف معتمدة.. وأكد في حواره مع الاسبوعي علي ضرورة دعم مؤسسات التمويل للصادرات الزراعية.. وحل المشكلات المتعلقة بالنقل وارتفاع أسعار الشحن، وعودة مشروع البتلو لتقليل الفجوة الغذائية من اللحوم مشيرا إلي ضرورة الاهتمام بتكنولوجيا صناعة الرغيف وتكنولوجيا المطاحن لتقليل الفاقد.. وفيما يلي نص الحوار. * ما المطلوب من وزارة الزراعة.. حتي لا تتكرر كارثة الجراد مرة أخري؟ ** مطلوب عمل أشياء كثيرة من وزارة الزراعة.. لكي لا تتكرر هذه المأساة مرة أخري.. فهجوم الجراد يمكن التنبؤ به لأن أماكن تواجده معروفة ومرصودة فهو يتحرك من الدول المجاورة لنا في اتجاه الشرق لسواحل البحر الأحمر والسعودية واليمن.. وفي اتجاه الشمال لليبيا وتونس والجزائر.. ومعروف تماما لخبراء مكافحة وزارة الزراعة إن الجراد يغير حركته طبقا للمتغيرات الجوية، وهو ما حدث بالنسبة لمصر، فقد كانت أسراب الجراد متجهه لشمال افريقيا ونتيجة لحدوث منخفض جوي اتجه إلي مصر وهاجم السلوم وسيوة والصحراء الغربية ثم بقية محافظات مصر بعد ذلك. ويتطلب الأمر هنا من وزارة الزراعة حتي لا تتكرر الكارثة مرة أخري عمل الآتي: 1- السعي لابرام اتفاقية مع ليبيا تتيح لمصر مقاومة الجراد من داخل ليبيا والعكس علي غرار الاتفاقية المبرمة مع السودان والتي تتيح لمصر مقاومة الجراد من داخل السودان علي مسافة 100 كيلو متر. 2- إنشاء أسطول للطيران الزراعي يوضع في حالة طواريء قصوي في شهر أكتوبر ونوفمبر من كل عام.. وفي أماكن قريبة من الحدود السودانية والليبية، حيث يمكن للطيران الزراعي أن يرش هذه الأسراب في الصحراء أثناء وجودها في الجو بمبيدات مصرح بها ويمنعها من الوصول للأرض الزراعية.. ويمكن لهذه الطائرات أن تستخدم أيضا - بجانب عملها الرئيسي وهو مقاومة الجراد علي الحدود المصرية - في نقل المهندسين الزراعيين ونقل جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي الأخري طوال العام. 3- إنشاء مركز دولي للمكافحة المتكاملة للآفات الزراعية بالقاهرة، يضم قاعدة بيانات عن جميع حشرات المنطقة خاصة تلك الحشرات التي تتواجد في جميع الدول المجاورة لمصر، علي أن يكون هدف المركز الرئيسي وضع استراتيجية متكاملة للمكافحة. 4- إنشاء شبكة متكاملة من محطات الرصد المصرية علي الحدود الغربية والجنوبية والشرقية والشمالية حيث لوحظ - حسبما أعلن - أن الصحراء الغربية بها مناطق شاسعة غير مرصودة وهو ما مكن أسراب الجراد من دخول مصر من جهة السلوم وسيوة والصحراء الغربية ولو كانت هناك محطات رصد في هذه المناطق وطائرات رش زراعية لما حدثت هذه الكارثة الكبري. 5- يجب إعادة النظر في جهاز المكافحة الموجود بوزارة الزراعة.. فهو في حاجة إلي تحديث ومعدات وأجهزة حديثة ليتمكن من أداء دوره علي الوجوه الأكمل. 6- التنسيق الجاد والفعال مع جميع المراكز البحثية ومع هيئة الاستشعار عن بعد حيث توجد لدي الهيئة قواعد بيانات متكاملة عن نشاط الجراد وأماكن تكاثره والأماكن التي يهاجر إليها.. ويمكن أن يتم التنسيق مع القوات المسلحة التي تستطيع أن ترصد وتوقف تقدم أسراب الجراد داخل الأراضي المصرية. 7- وإلي جانب كل ذلك يجب أخذ تحذيرات "الفاو" مأخذ الجد.. فمنظمة الأغذية والزراعة قد حذرت منذ أكثر من شهرين وزارة الزراعة من وجود تغيرات مناخية، لكن الوزارة لم تأخذ هذه التحذيرات بجدية بل فشلت بشكل كبير في التعامل مع أسراب الجراد التي هاجمت مصر. مؤشرات الفشل * ما هي مؤشرات هذا الفشل؟ ** كثيرة ولا حصر لها ومنها: - عدم رش أسراب الجراد وهي بالملايين بالطائرات الزراعية علي الحدود المصرية الليبية، قبل أن تصل للمدن والأرضي الزراعية وسماء القاهرة الكبري، بالاضافة إلي المزارع الكثيرة التي تم ابادتها بالكامل علي طريق مصر اسكندرية الصحراوي وفي جميع محافظات مصر، كما تشمل أسراب الجراد الذي هاجم مناطق عديدة بالوادي الجديد، بسبب ضعف المقاومة وغياب الطائرات الزراعية.. وغياب عمليات المسح والرصد والاستكشاف.