ربما يكون الملف الأمني الخاص بالكشف عن مرتكبي تفجيرات طابا ونويبع الإرهابية خلال أكتوبر الماضي قد تم اغلاقه أو علي وشك أن يتم إغلاقه نهائياً، ولكن يبقي الملف السياحي والاقتصادي لطابا مفتوحاً وساخناً ويحتاج إلي الكثير من الإجراءات بحيث يتم الاستفادة القصوي من الإمكانيات السياحية ورأس المال المستثمر فيها الذي يصل إلي 3 مليارات جنيه حتي الآن. ويحاول "الأسبوعي" فتح ملف السياحة في طابا ومشروع الريفيرا الذي لم يكتمل حتي الآن مع جميع الأطراف المعنية بذلك الملف، وذلك بهدف تحويل طابا إلي مقصد سياحي عالمي يخرج بها من جلباب السياحة الإسرائيلية التي ارتبطت به وما كادت تخرج منه حتي أعادتها التفجيرات الأخيرة إلي المربع الأول الذي بدأت منه بحكم تأثرها بالممارسات الإسرائيلية القمعية في الأراضي الفلسطينية. يكشف مصدر سياحي فضل عدم ذكر اسمه ان المنطقة منذ أحداث الأقصر عام 1997 تركت مفتوحة أمام السياحة الإسرائيلية خاصة بعد أن رفعت الدولة وصايتها عن المستثمرين في منطقة طابا خلال هذه الفترة. ويشير المصدر إلي أنه مع تحول المستثمرين المصريين إلي ضخ ما يزيد علي 3 مليارات جنيه لبناء عشرات الفنادق وميناء لليخوت وافقت الحكومة لأول مرة علي دعم رحلات طيران الشارتر الدولية لمطار طابا بعد موافقة الاتحاد الأوروبي علي المشاركة في دعم هذه الرحلات بمبلغ 42 مليون يورو، موضحاً أن ذلك ساعد علي رفع معدل الإقامة بفنادق طابا من 8% إلي نحو يتراوح ما بين 50 و60% مما أنعش حركة الاستثمار في المنطقة من جديد، ولكن ذلك تأثر بقرار وقف دعم رحلات طيران الشارتر وتوقف مصر للطيران عن تنظيم رحلاتها الداخلية لمطار طابا.. وأخيراً التفجيرات التي شهدتها طابا. الاوضاع بالأرقام وتكشف بيانات وزارة السياحة والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن السياحة الإسرائيلية احتلت في السنوات العشر الماضية ما بين المرتبة الرابعة إلي السادسة في السوق المصري وتتراوح أعداد السائحين بين 400 ألف و600 ألف سائح سنوياً، وترتفع مرتبتها في وقت الأزمات التي تواجه السياحة المصرية مع باقي انحاء العالم. ورغم ضخامة هذه الأعداد إلا أنها تأتي في مرتبة متدنية في الدخل وأعداد الليالي السياحية فالسائح الإسرائيلي يأتي عادة لمدة ليلة أو ليلتين بثلاثة أيام في الأعياد الرسمية الكبري بصفة خاصة كما أن نفقاتهم لا توازي نفقات السائح الأوروبي حيث استفادوا من اتجاه الحكومة للمنطقة بفرض إرادتهم عند تسعير الإقامة والخدمات فهم يدفعون ما بين 10 و30 دولاراً للإقامة بالفنادق فئة 3 و5 نجوم ولديهم تعليمات دائمة من حكومة تل أبيب بعدم تناول المأكولات المصرية لذا فهم ينفقون بالكاد علي المشروبات والمأكولات الخفيفة ويستفيدون من دعم المواد البترولية في شراء ما يفوق احتياجاتهم عند عودتهم لإسرائيل. وبالرغم من أن منطقة طابا تعتمد بنسبة تصل إلي 70% من نسب الاشغال علي السياحة الإسرائيلية التي تأتي إليها خلال اجازات نهاية الأسبوع "من الأربعاء للسبت دائماً" إلا أن الحادث الأخير الخاص بالتفجيرات أصبحت نسبة الإشغال الحالية لاتزيد علي 10 أو 15% فقط في بعض الفنادق والبعض الآخر أقل من ذلك بكثير لدرجة أنها وصلت في بعض الفنادق إلي 3%، مما يؤكد أن طابا تعتمد اعتماداً كبيراً علي السياحة الإسرائيلية المستهدفة من هذا الحادث. الاستقرار المطلوب ومن جانبه يؤكد هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية أن منطقة طابا كانت بالفعل قد بدأت تخرج من عباءة السياحة الإسرائيلية إلي حد ما منذ بداية العام الحالي نتيجة زيادة الطلب عليها من الأسواق الجديدة التي طرقها مستثمرو المنطقة خاصة السوق الإنجليزي والسوق الروسي والإيطالي وكذلك عدم كفاية الغرف الفندقية في شرم الشيخ في أوقات الذروة السياحية وقرب موقعها وإمكاناتها السياحية من مدينة شرم الشيخ، وأدي كل ذلك إلي أنها كانت علي بدايات أن تأخذ طابع العالمية منذ بداية عام 2004 لتتخطي آثار فترات توقف قهرية تجاوزت ثلاث سنوات بسبب الأحداث التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط بدءاً من أحداث الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000 وحتي الحرب علي العراق عام 2003. وأوضح هشام أن الخروج من عباءة السياحة الإسرائيلية التي تسيطر علي طابا لن يتم إلا بعد الخروج تماماً من هذه الظروف السياسية الصعبة التي تحيط بالمنطقة من خلال الجلوس علي مائدة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو ما تنادي القيادة السياسية المصرية به دائماً.