تلقي الكونجرس الأمريكي تقريرا قدمته هيئة أبحاث الكونجرس عن بيع الاسلحة التقليدية للدول النامية جاء فيه ان الشرق الأوسط الذي يسوده عدم الاستقرار هو اكبر سوق للاسلحة في العالم النامي اذ وصلت مشترياته من الاسلحة الي 58.7 مليار دولار فيما بين عامي 1996 و2003. واختص الشرق الاوسط بحوالي 44% من اتفاقيات بيع الاسلحة للدول النامية متقدما بذلك علي آسيا التي اختصت ب36% من هذه الاتفاقيات في الفترة من 1996 الي 1999. وقال التقرير ان الولاياتالمتحدة تصدرت الدول التي تبيع الاسلحة للشرق الاوسط في الفترة من 1996 و2003 بنسبة 59.5% وبقيمة 34.9 مليار دولار وكانت فرنسا الثانية خلال هذه السنوات بنسبة 12.6% وبقيمة 7.4 مليار دولار. وكان العامل الأساسي للتوصل الي اتفاقيات لبيع الاسلحة الي دول الشرق الادني هو ازمة الخليج من اغسطس 1990 وفبراير 1991 وهي الازمة التي انتهت الي حرب لطرد العراق من الكويت والتي اوجدت طلبا جديدا علي الاسلحة في المنطقة من مشترين مثل السعودية والكويت والامارات وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي الذين اسرعوا لشراء انظمة من الاسلحة المتطورة. وتقول صحيفة ديلي ستار ان طلب شراء الاسلحة من جانب دول الخليج لم يكن رد فعل لاعتداء العراق علي الكويت فحسب بل انعكاس للمخاوف من التهديدات المحتملة من ايران أيضا وتحسب لأي أخطار تهددها في المستقبل. ونقلت ديلي ستار عن تقرير الكونجرس ان نسبة مشتريات دول الشرق الاوسط من الاسلحة بدأت تتراجع ومن المتوقع ان تتراجع بشكل اكبر في المدي القصير. فالسعودية مثلا التي بلغت قيمة مشترياتها في الفترة ما بين 1996 الي 1999 حوالي 6 مليارات دولار انخفضت قيمة تعاقداتها لشراء الأسلحة بين عام 2000 الي 2003 الي 4.3 مليار دولار وهو انخفاض يزيد علي 43%. وكانت الولاياتالمتحدة هي البائع الأساسي للاسلحة للسعودية بقيمة 3.7 مليار دولار وبنسبة 77% منها خلال 1996 و2003. لكن الامارات في المقابل استمرت في زيادة مشترياتها من الاسلحة كما تقول الصحيفة من 6.7 مليار دولار خلال الفترة من 1996 الي 1999 لتصبح 8.1 مليار دولار في الفترة من 2000 الي 2003 واصبحت الامارات اكبر دولة مشترية للاسلحة في العالم النامي في الفترة من 1996 الي 2003 بحيث حصلت علي نسبة 10.4% من جميع اتفاقيات بيع الاسلحة للدول النامية خلال هذه السنوات الثماني. وسجل التقرير تحول الامارات في مشترياتها من الاسلحة من اوروبا الي الولاياتالمتحدة خلال الفترة من 1999- 2003 ويشير جيري بيني الصحفي وخبير الاسلحة في مجلة "الدفاع" ومقرها لندن ان هناك شكوكا حول وجود قوة بشرية كافية في الامارات للتعامل مع كل هذه المعدات التي اشترتها هذه الدولة. ويقول التقرير ان ثالث اكبر دولة مشترية للاسلحة في الشرق الاوسط هي اسرائيل التي وصلت مشترياتها الي 9.9 مليار دولار خلال فترة الثماني سنوات الماضية وهي تستفيد من المساعدات العسكرية الامريكية ولذلك بلغت نسبة مشترياتها من الاسلحة الامريكية مقارنة بباقي دول العالم 94% ويوضح التقرير ان صناعة الاسلحة الامريكية تستفيد بدورها من المساعدات العسكرية لاسرائيل بشكل غير مباشر.