بقلم هشام علي: مما لاشك فيه انه لا سبيل لعودة السياحة لطبيعتها إلا بعودة الاستقرار النسبي خاصة ان هناك هجمات شرسة من بعض الدول الأجنبية التي تروج ان ما حدث في ثورة 30 يونية انقلابا عسكريا وليس ثورة بارادة شعبية.. ولذا فان الاستقرار هو العامل الرئيسي لجذب المستثمرين ومنظمي الرحلات الاجانب وتشجيعهم علي العمل من جديد و ضخ استثمارات جديدة في السوق المصري حتي تتعافي السياحة وتعود من جديد كقاطرة للتنمية الاقتصادية . للأسف الشديد مازالت السياحة تمر بأزمة خانقة في ظل استمرار تفاقم خسائر جميع المنشأت السياحية والفندقية بجنوبسيناء حيث لاتوجد فنادق في المنطقة تحقق اي نوع من الربح ولو بهامش بسيط بعد ان بلغت الازمة الحالية التي تمر بها السياحة ذروتها منذ بدء التداعيات السلبية لثورة 25 يناير 2011 وحتي الان وهو ما أصاب جموع المستثمرين بالاحباط بعد ان تعرضوا لخسائر فادحة علي مدار ما يقرب من 3 أعوام متتالية . وما يؤكد ان الازمة بلغت ذروتها هو أن اشغالات فنادق جنوبسيناء حاليا لم تتعد 30% كما أن هناك نسبة كبيرة من الغاء الحجوزات للعديد من الاسواق المصدرة للسياحة الي مصر وخاصة من الدولة التي اصدرت تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر الي مصر لحين هدوء الاوضاع وانتهاء المظاهرات واعمال العنف التي تقوم بها جماعة الاخوان المسلمين منذ عزل الرئيس السابق عن الحكم. وبالطبع الاستثمار السياحي متوقف لحين هدوء الاوضاع وعودة الاستقرار حتي لايغامر أي مستثمر بضخ اموال جديد لايعرف مصيرها بسبب عدم وضوح الرؤية وحالة الضباب التي نعيشها حاليا. وأري ان جميع المستثمرين علي استعداد للتحرك والترويج للمقصد السياحي في كل مكان ولكن بشرط تحقيق جزء من الاستقرار النسبي حتي لا تضيع جهودهم هباء..ولذا فإن التحرك في الوقت الحالي صعب للغاية خاصة في ظل استمرار اعمال العنف في الشارع المصري وتسليط الضوء علي هذه الاعمال من قبل وسائل الاعلام الغربية وقلة من وسائل الاعلام العربية للأسف الشديد بالاضافة الي ان هذا التوقيت هو عز الموسم بالنسبة للعديد من المقاصد السياحية المنافسة مثل تركيا وأسبانيا والمغرب واليونان حيث ان هذه البلدان تتمتع بميزة تنافسية عن مصر في هذا التوقيت بالذات وهو ما يضيع جهود الترويج في الفترة الحالية.. كل المؤشرات تشير إلي أن الأمل في موسم الشتاء المقبل ولكن بشرط تحقيق الاستقرار وعودة الامور لطبيعتها وتحسين صورة مصروتوضيح جميع الامورللسائح الاجنبي والتأكيد علي ان مصر تسير في طريق الديمقراطية الصحيح وان عقارب الساعة لن تعود الي الوراء مرة ثانية . و بالرغم من تعرض السياحة لأسوأ أزمة في تاريخا علي مدار ال3 سنوات الماضية الا اننا متفائلون بمستقبل مشرق خاصة انه لن يأتي أسوأ مما مضي واننا لن نمر بمثل هذه الفترة التي كانت فيه البلاد للاسف الشديد تسرق منا لدرجة اننا كنا مثل الغرباء فيها.. ولذا فإننا مصرون علي ألا نفرط فيها ولن نسمح لأحد مهما كان أن يأخذها منا مرة أخري . ولذا أطالب جميع المستثمرين ورجال الاعمال في قطاع السياحة بالتكاتف مع الحكومة الحالية برئاسة د.حازم الببلاوي ومساندتها في عبور الازمة الحالية وكذلك تشجيع الجهود التي يقوم بها وزير السياحة هشام زعزوع للخروج من النفق المظلم وعودة السياحة لطبيعتها من جديد خاصة ان السياحة النشاط الوحيد او المصنع الوحيد الجاهز للنشغيل في أي وقت في حالة عودة الاستقرار والامن للبلاد لانه لا سياحة بدون استقرار مهما كانت لدينا من مقومات... وعلي الله قصد السبيل! رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية