تأهلت 5 ائتلافات من بين 20 ائتلافا دوليا لمشروع إنشاء محطة شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة ?طاقة? لتوليد الكهرباء من النفايات، والتي ستقام بالقرب من ميناء مصفح بأبوظبي. وقال الدكتور سيف الصيعري الرئيس التنفيذي لقطاع حلول الطاقة بالشركة إنه سيتم خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، اختيار ثلاثة ائتلافات من الخمسة المتأهلين، وفق المعايير والشروط التي وضعتها?طاقة? والتي تشمل القدرة المالية والتقنية والتكنولوجية، وتواجد هذه الائتلافات بأعمالها ومشاريعها في دولة الإمارات والمنطقة، وبعدها الوصول إلي الائتلاف النهائي الذي سينفذ المشروع. وقال إنني أتوقع أن يتم إرساء العقد بنهاية العام الحالي علي أن تبدأ بعد ذلك الدراسات الهندسية المفصلة للشبكة عام 2014 ويتشكل الائتلاف من 3 إلي 5 شركات تحمل جنسيات مختلفة، نظرا لضخامة المشروع الذي لا تستطيع شركة واحدة القيام به، بحسب الصيعري الذي توقع بدء أعمال المقاولات والحفر في موقع المحطة في النصف الثاني من عام 2014 وتستغرق فترة إنشاء المحطة، مدة تتراوح بين عامين إلي عامين ونصف العام. وتتوقع ?طاقة? أن تبدأ أعمال تشغيل المحطة عام 2017/2016 بطاقة انتاجية قدرها 100 ميجاواط، قادرة علي توليد طاقة تكفي لتزويد أكثر من 20 ألف منزل في أبوظبي بالكهرباء من خلال مليون طن من القمامة سنويا. وأفاد الدكتور الصيعري بأن التكلفة المبدئية للمحطة تقدر بنحو 3،1 مليار درهم (850 مليون دولار)، مضيفا أن التكلفة النهائية تتحدد عند التوصل إلي الائتلاف التي سيتولي إنشاء المحطة والسعر المقدم منه، ومقارنته بالعروض السعرية الأخري المقدمة من بقية الائتلافات. وبين أن المستشارين الماليين لشركة طاقة يدرسون حاليا أفضل الطرق لتمويل المشروع الذي يقام بالشركة مع مركز إدارة النفايات بأبوظبي، موضحا أنه لم يتم التطرق إلي الجانب المالي في المرحلة الحالية التي تستهدف التركيز علي دراسة العروض المقدمة من الائتلافات الدولية. وأكد أن ?طاقة? ستأخذ علي عاتقها مع الانتهاء من عمل المحطة بأبوظبي، إقامة مشاريع مشابهة في الأسواق التي تتواجد فيها، والتي تضم 12 دولة، مضوحا أن 10 دول علي الأقل بحاجة إلي هذه النوعية من محطات تولد الكهرباء من النفايات، حيث يزداد الطلب علي الكهرباء في هذه الدول. وقال إن ?طاقة? تتطلع إلي أن يكون مشروعها الأول في أبو ظبي نموذجاً يحتذي في جميع الدول التي تعمل بها الشركة، مشيراً إلي مشاريع مشابهة تقوم بها ?طاقة? وحققت نجاحا في الأسواق الخارجية، منها مشروع توليد الكهرباء من الفحم، ويحمل المشروع أبعادا بيئية إيجابية. الصيعري أن توليد الكهرباء من النفايات يسهم في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بأكثر من مليون طن سنويا، إذا أخذ بعين الاعتبار الانبعاثات التي تنجم عن دفن النفايات، ونقلها إلي مواقع المكبات وتلك الناتجة من محطة التولد في حال تغذيتها بالوقود الأحفوري. وأشار إلي أطنان القمامة التي يتم التخلص منها في الإمارات دون فائدة. وأضاف نحن نعيش في مجتمع يتميز بالوفرة والفائض في الاحتياجات، ونعمد فيه إلي التخلص من كل مالا نستخدمه، وتجد الأكياس البلاستيكية وبقايا الطعام والعبوات المعدنية وعبوات المشروبات الغازية طريقها إلي سلال المهملات التي يتم إفراغها لتشكل جبالاً من القمامة تتحول فيما بعد إلي مكبات نفايات تنتشر في جميع أرجاء الدولة. وقا إن ملايين الأطنان من القمامة المهملة تتراكم في الصحراء وتسهم في زيادة البصمة الكربونية لدولة الإمارات، حيث تتعفن وتنبعث منه الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان الذي يفوق ضرره 18 ضعف الضرر الناشيء عن غاز ثاني أكسيد الكربون، ويسهم في حدوث التغير المناخي، وأضاف أن الكثير من دول العالم يبذل جهودا لمواجهة الأضرار البيئية الناجمة عن مكبات النفايات، من خلال إنشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية من محتويات المكبات، وتحويلها إلي مصدر من مصادر الطاقة البديلة التي تعد مكونا حيويا في عملية تحقيق النمو المستدام. وأشار إلي نتائج تقرير نشرته مؤسسة بايك ريسيرش الاستشارية في مجال الطاقة النظيفة، إذ يتوقع أن ينمو قطاع تحويل النفايات إلي طاقة من 7 مليارات دولار عام 2012 إلي 29،2 مليار دولار عام 2022. وأكد أن هناك إمكانات هائلة للاستفادة من حلول تحويل النفايات إلي طاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي لا تمتلك سوي محطة واحدة من هذا النوع في الدوحة بقطر، مضيفا أن شركة ?طاقة? اتخذت الخطوات الأولي لمواجهة المشاكل البيئية الناجمة عن المكبات من خلال الاستفادة من القمامة لتغذية محطة جديدة لتوليد الطاقة من النفايات. وقال الصيري إن ?طاقة? ستقيم محطتها الأولي لتوليد الكهرباء من النفايات بحجم ملعب رياضي كبير لتكون واحدة من أكبر محطات تولد الطاقة من النفايات في العالم، وسيجري فيها سنويا معالجة نحو مليون طن من القمامة وتحويلها إلي طاقة بديلة، مما سيسهم في الحد من انبعاث الغازات الدفيئة بشكل كبير. ويشرح الصيعري عمل المحطة، بقوله ?سيقوم مركز إدارة النفايات بأبوظبي بجمع القمامة، وتوضع في خزان خاص يتولي العاملون تحريكها وتقليبها بواسطة رافعات وملاقط، وتعد عملية الخلط مهمة للغاية وتتطلب مزج المواد البلاستيكية.