وصف تقرير أمريكي قطر علي أنها اللاعب الجديد في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن الدولة الخليجية تتمتع بهذا الدور بفضل ثروتها العظيمة والناتجة عن توافر المصادر الطبيعية لديها، والتي يتم استثمارها عبر الصندوق السيادي القطري الذي يبلغ حجمه 100 مليار دولار، كما قدرها حسين عبدالله عضو مجلس إدارة الصندوق. ولكونها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ولديها نمو ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض في معدل البطالة إلي مستوي قياسي لديها، أصبحت قطر أعلي دولة في العالم من حيث دخل الفرد، كما أنها تنشط بلا هوادة في عمليات الاستحواذ علي أصول قيمة وثمينة في جميع أنحاء العالم وشراء حصص في شركات استراتيجية. وتمتلك قطر احتياطيات من الغاز الطبيعي تقدر بأكثر من 900 تريليون قدم مكعبة ?25 تريليون متر مكعب?، جعلتها تحتل المرتبة الثالثة في احتياطيات الغاز عالميا بعد روسياوإيران. وتمتلك قطر أيضا حصصا في الصناعات الثقيلة الفرنسية، بما في ذلك شركة النفط الفرنسية توتال، وكذا في وسائل الإعلام، وعقارات علي شواطئ الريفيرا، كما تحاول قطر، من خلال صندوقها الاستثماري السيادي، شراء سلة متاجر ?برنتمبس? في صفقة بقيمة ملياري دولار، كما تنافس علي شراء سلسلة متاجر ?جاليري لافاييت?. وذكر التقرير أن قطر تستحوذ في إيطاليا علي بيت الأزياء العالمي المعروف ?فالنتينو?. وتمتلك الدولة الخليجية حصصا في فندق تيفاني، وبنك ?كريدي سويس? السويسري، وسبانكو سانتاندر برازيل، و?البنك الزراعي الصيني?. ويشير التقرير الأمريكي إلي أن أمير قطر، الذي لديه استثمارات في اليونان، اشتري في شهر مارس 2013 ست جزر يونانية في البحر الأيوني، بحوالي 10 ملايين دولار، كما أنه يعتزم بناء قصور لزوجاته الثلاث وأولاده ال24. كما يوضح التقرير أن قطر تستحوذ في ألمانيا علي ممتلكات عقارية راقية في برلين، بما في ذلك فندق ?جراند حياة الخمس? من فئة 5 نجوم بميدان بوتسدام، كما تستحوذ علي حصص في شركة ?بورشه? للسيارات و?فولكس فاجن?، أكبر منتج سيارات في أوروبا وشركة سيمنز لهندسة الإلكترونيات وشركة الإنشاءات الألمانية العملاقة ?هوكتيف?. ويذكر التقرير الاستثمارات القطرية داخل بريطانيا، حيث يشير إلي توسع هذه الاستثمارات لتتوغل في السوق البريطاني، مشيراً إلي أن قطر اشترت سلسلة ?هارودز? الفاخرة الشهيرة التي كان يملكها من قبل رجل الأعمال المصري الملياردير محمد الفايد، واشترت جانبا من مبني السفارة الأمريكية في لندن، وفندق انتركونتيننتال من فئة الخمسة نجوم بمنطقة ?بارك لين?، وكذا شراء ناطحة سحاب ?شارد? المؤلفة من 72 طابقا، أطول مبني في الاتحاد الأوروبي. كما اشترت قطر أجزاء من مجموعة ?كناري وارف? التي تضم مجموعة من المتاجر والبارات والمطاعم، كما تمتلك قطر المجمع السكني الفاخر في ?وان هايد بارك? الذي يتجاوز ثمن الشقة به 1.5 مليار دولار، كما تستحوذ علي حوالي 20% من بورصة لندن، وأسهم في العديد من الشركات، بما في ذلك ?سينسبري?، ثالث أكبر سلسلة متاجر في بريطانيا، وبنك باركليز و?رويال داتش شل?، وشركة ?أنجلو سويس إكسترا?، المنتجة الرئيسية للفحم ومطار هيثرو. كما حاولت قطر أيضا أن تشتري ?دار كريستي? العالمية للمزادات، وسلسلة متاجر ?هاوس أوف فريزر?. ومؤخرا أعلن مصدر مقرب من إدارة بنك ?في تي بي? الروسي أن صندوق الثروة السيادي التابع لدولة قطر سيشتري حصة من الأسهم الجديدة التي يصدرها البنك الروسي بقيمة إجمالية قدرها 102 مليار روبل، أي حوالي 3 مليارات دولار. وذكر تقرير إعلامي أن الصندوق القطري يجري محادثات مع بنك ?في تي بي? بشأن ضخ ما بين 3 و3.5 مليار دولار في هذا البنك الذي يعد ثاني أكبر بنك روسي. وذكر تقرير مجلة ?أمريكان ثينكر? أن توسعات قطر الاستثمارية امتدت لتقتحم الولاياتالمتحدة، عندما اشترت قناة الجزيرة الفضائية القطرية، أبرز وسيلة إعلامية في الشرق الأوسط، قناة ?كارينت تي في? التي أسسها آل جور، الذي كان نائبا للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والحائز علي جائزة نوبل للسلام لتوعيته بمشاكل التغير المناخي، وحصل علي 70 مليون دولار مقابل حصته البالغة 20% في المحطة. ويقول التقرير إن من بين ممتلكات قطر التي استحوذت عليها أو التي تسعي للاستحواذ عليها، أصول الغاز الطبيعي السائل والتي تتوقع أن تقوم بتطويرها لتكون مرافق تسييل مثل الموجودة لديها في الدوحة، وبذلك تصبح شركات تقوم بتصدير الغاز من الولاياتالمتحدة، كما تملك قطر المجموعة الاستثمارية ?فيلميارد هولندجز? والتي اشترت ?ميراماكس? من ديزني. وتملك قطر أسطولا كبيرا من الطائرات التي تحلق فوق أكثر من 125 مدينة في العالم، وتخدم في الولاياتالمتحدةنيويورك وشيكاغو وواشنطن وهيوستن. وطلبت قطر شراء أكثر من 250 طائرة من شركة بوينج، إضافة إلي شراء طائرات من شركة إيرباص الأوروبية، بما في ذلك طائرات ?إيه 380? وطائرة ركاب ?إيه 330?. وذكر التقرير أن قطر اشترت حصصا استراتيجية في شركات كبري في أنحاء العالم، موضحة أنها استثمارات جيدة، ورغم ذلك تقول إنها لا ترغب في السيطرة علي العالم. وسياسيا، توقعت مجلة ?أمريكان ثينكر? أن تبدأ قطر في التأثير علي القرارات الاقتصادية والسياسية في البلدان التي تملك بها استثمارات كبيرة، مشيرا إلي أن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا عن طبيعة جدول الأعمال السياسي الناجم عن ثروة قطر الكبيرة. ويذكر أن قطر تلعب حاليا دورا متزايدا في السياسة الدولية، فقد أصبحت عضوا في منظمات دولية مهمة، كما أقامت علاقة صداقة مع الولاياتالمتحدة بالسماح لها باستخدام قواعدها الجوية لتزويد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان. وسمحت قطر لحركة طالبان الأفغانية، التي تدرجها الولاياتالمتحدة في قائمة المنظمات ?الإرهابية?، بأن تفتح مكتبا لها في الدوحة، ويعتبر التقرير أن اتجاه السياسة القطرية لا يزال ?غير واضح?. ويذكر التقرير أن قطر تدخلت في شئون الشرق الأوسط، خاصة منذ سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وتلعب دورا في ليبيا وسوريا ومصر. ويشير إلي أن قطر تتمتع بعلاقات طيبة مع إيران الشيعية، ومع ذلك قدمت مساعدات بقيمة 8 مليارات دولار إلي مصر بعد وصول الرئيس محمد مرسي إلي الحكم في محاولة لمساعدة حكم جماعة ?الإخوان المسلمين?.