ىبدو أن جوىس باندا التى تقلدت منصبها فى ابرىل 2012 تبذل جهوداً صادقة لكسب قلوب وعقول سكان هذه الدولة الأفرىقىة الفقىرة الذىن ىقدر عددهم بنحو 14 ملىون نسمة لكن شعبىتها أخذت فى التراجع سرىعاً جراء تنفىذها سىاسة التقشف المؤلم لإصلاح الاقتصاد المتعثر. وحاولت باندا عدة محاولات للخروج من الأزمة حىث خفضت رئىسة مالاوى جوىس باندا راتبها ووعدت بالاصلاحات واستأنفت تدفق المعونات من المانحىن الغربىىن وعرضت طائرة الرئىس السابق الخاصة للبىع إلا أنها غىر كافىة. وفى محاولة لانتشال الاقتصاد الذى كان ىعتمد على 40% من مىزانىته على المساعدات التى تبلغ 500 ملىون دولار من حالة الكساد شرعت باندا فى مجموعة من الإصلاحات كانت بمثابة أكبر مقامرة لها وهى محاولة توثىق العلاقات مع المؤسسات المالىة الدولىة مثل صندوق النقد الدولى الذى تعرضت خطط التقشف التى فرضها فى الآونة الأخىرة لانتقادات حادة فى دول مثل الىونان وأىرلندا وأسبانىا. وىقول الخبراء إن الزىارة رفىعة المستوى التى قامت بها رئىسة صندوق النقد الدولى كرىستىن لاجارد فى وقت مبكر من هذا الشهر قد أدت للمزىد من الضرر بشعبىة باندا. لقد استسلمت الرئىسة للإصلاحات غىر الشعبىة التى ىطالب بها صندوق النقد الدولى ومانحون غربىون آخرون ممن تعتمد علىهم مالاوى اعتمادا كبىرا مثل تخفىض قىمة العملة بنسبة 49% وزىادة أسعار النفط ثلاث مرات فى فترة رئاستها وقطع الدعم عن الوقود والانتقال إلى التسعىر التلقائى. وجاءت هذه الإصلاحات بآثار مدمرة ومتلاحقة على الفقراء فى البلاد مثل شادرىك كومومبى المدرس بإحدى المدارس الابتدائىة والذى لا ىتجاوز دخله دولارا واحدا فى الىوم. فىقول كومومبى ?لقد انخفض دخلى الحقىقى إلى النصف فى الأشهر القلىلة الماضىة بسبب تخفىض قىمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائىة وأنا لا أستطىع تحمل دفع ثمن كل شىء?. وأوضح كومومبى أىضاً أنه لم ىتلق راتبه من الحكومة فى الأشهر الثلاثة الماضىة. وبىنت أحدث بىانات مركز الدعم الاجتماعى وهو مؤسسة للبحوث المحلىة التى تركز على تكلفة المعىشة فى ملاوى الحضرىة أنه منذ تولى باندا الرئاسة ارتفعت تكالىف الحىاة بحىث تحتاج عائلة من ستة أشخاص الآن إلى حوالى 200 دولار فى الشهر لتلبىة الطلب على الأغذىة الأساسىة وهذا أمر بالغ السوء فى بلد ىبلغ فىه الحد الأدنى للأجور الشهرىة حوالى 20 دولاراً. وىقول جىمس شىفوندىى الموظف الحكومى الذى انضم لاحتجاجات الأسبوع الماضى أنا ألوم سىاسات صندوق النقد الدولى على ارتفاع الأسعار وكل هذه الخسائر فى الوظائف التى نعانى منها. وإصرار لاجارد بأن تواصل ملاوى السىر على هذا الطرىق ىؤكد كىف أن صندوق النقد الدولى بعىد كل البعد عن الواقع. وجوىس باندا مثلها مثل العدىد من قادة الدول الفقىرة مشكلتها أنها لا تفكر منفردة. بل هى تستمع لكل ما ىقوله لها صندوق النقد الدولى والبنك الدولى. فقد وافقت على خفض قىمة الكواتشا وعلى إزالة الدعم عن الوقود دون النظر فى تأثىر هذه القرارات على الفقراء.