توقعت شركة إريكسون أن يتصل بشبكة الإنترنت كل من يستفيد منها، متنبئة بوصول عدد اشتراكات الاتصالات إلي 50 مليار اشتراك بحلول عام 2020 وقد يكون الرقم مذهلا بالفعل، لكن ومع بدء المواطنين الرقميين بدفع عجلة هذه الصناعة فإن انفتاحهم علي تطبيق التقنيات سيكون أكثر من طبيعي مقارنةً مع ما كان عليه الحال مع الأجيال السابقة. وعلي الرغم من انتماء المواطنين الرقميين إلي هذا العالم المترابط بصورة متزايدة، فإن القدرة علي التواصل والترابط لم تعد حكراً عليهم. ومع ازدياد النشاط الرقمي للأجيال الأكبر سنا، بدأت الخطوط الفاصلة بين المواطنين والمهاجرين الرقميين تتلاشي، وسوف يستمر هذا التوجه إلي أن نشهد تطورا إلي مجتمع رقمي موحد ومترابط. كما سيواصل المهاجرون الرقميون، بفضل التطور التقني، جهودهم لجسر الفجوة الرقمية مع المواطنين الرقميين، لكن ذلك يتطلب مواصلة تفاعل وسائل الإعلام والجهات التسويقية مع هاتين الفئتين، وذلك من خلال تطوير محتوي يلبي احتياجات الجانبين. وقالت اريكسون في عصرنا هذا: يستخدم معظم الشباب الذين تقدر أعمارهم ب16 عاما المنبهات الموجودة في هواتفهم المتحركة للاستيقاظ والذهاب إلي المدرسة، ويقومون بقراءة رسائل فيسبوك باستخدام هواتفهم الذكية أثناء تناول وجبة الإفطار، وينتظرون مكالمة من سائق الحافلة المدرسية قبل مغادرة المنزل. وقد انتهت منذ فترة طويلة تلك الأيام التي ينتظر فيها الطلبة علي أحر من الجمر موعد الرجوع إلي المنزل لاخبار والديهم بأنهم حصلوا علي درجة ممتازة "أ" في علم الأحياء، إذ بات إرسال رسالة نصية قصيرة يفي بالغرض المطلوب الآن. وتابعت: ما هذا سوي مثال بسيط عما يحدث خلال الساعات الأولي من النهار، فقد أصبح المواطنون الرقميون اليوم يستفيدون من التقنيات المتنقلة والخدمات الرقمية في كل مناحي حياتهم اليومية ومختلف أنشطتهم علي مدي اليوم، بدءا من الاستماع إلي الموسيقي علي مشغلات الموسيقي الرقمية، وإجراء البحوث عن طريق الوصول إلي مكتبة المدرسة أثناء التنقل، وصولا إلي وضع خطط نهاية الأسبوع مع الأصدقاء من خلال البريد الإلكتروني. واضافت تجدر الإشارة إلي أن المواطنين الرقميين هم الأشخاص الذين ولدوا في عالم يضج بالتكنولوجيا الرقمية، وبفضل هواتفهم الذكية ومشغلات الوسائط الرقمية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، فقد اعتادوا الدردشة الفورية مع عشرات الأصدقاء في آنٍ واحد، فضلا عن الاطلاع علي محتوي لم يسبق لآبائهم أن اطلعوا عليه عندما كانوا في نفس المرحلة العمرية. ويقوم المواطنون الرقميون بنشر الآراء والصور ومقاطع الفيديو علي شبكة الإنترنت، ويتواصلون في الوقت نفسه مع أقرانهم في جميع أرجاء العالم، فضلا عن تحميلهم الأغاني والألعاب ومقاطع الفيديو والبرمجيات. ولفتت: لا يتعارض ذلك علي أية حال مع حقيقة أن من ولدوا بعد عام 1980 قد أمضوا جزءا لا بأس به من حياتهم كراشدين وهم يتمتعون بتصفح فيسبوك وتويتر والعوالم الافتراضية ويمتلكون اتصالا شبكيا علي مدي الساعة.. وقد كشفت دراسة أجرتها إريكسون مؤخرا أن أدق تسمية يمكن إطلاقها علي هؤلاء الأشخاص هي "المواطنون الرقميون"، فيما يمكن إطلاق تسمية "المهاجرون الرقميون" علي الآباء والمعلمين والمديرين الذين ولدوا قبل ذلك، نظرا لكونهم قد انتقلوا إلي هذا العالم، أو أن هذا العالم هو من احتضنهم. واوضحت: يمكن لمن تزيد أعمارهم علي 30 عاما أن يتذكروا تماما ما كانت عليه الحياة قبل ظهور الإنترنت، عندما كانت تقنيات الترابط حينها متمثلة في تجهيزات "هاي-فاي" فقط، كما يتذكر الجيل الأكبر بيننا تلك الفترة التي كانت فيها الأفلام الملونة، وبكل ما تحمله الكلمة من معني أعظم شيء تم التوصل إليه منذ اكتشاف شرائح الخبز، وكان جهاز الكمبيوتر ضخما بحيث يحتاج إلي غرفة كاملة لاستيعابه. ومع تكيف البعض بالفعل مع عالمنا المترابط اليوم، يدرك المهاجرون الرقميون خصوصيتهم بشكل أكبر، حيث لا يبدون الرغبة في عرض تفاصيل حياتهم علي الإنترنت كما أنهم لايزالون يولون اهتماما بالمحادثات والتواصل مع أصدقائهم خارج حدود الإنترنت، ومتابعة الأخبار والمعلومات من خلال المصادر الأكثر تقليدية كالصحف والتلفزيونات، فضلا عن وسائل الإعلام العاملة علي الإنترنت وغالبا ما يلجأ المهاجرون الرقميون إلي تصفح الإنترنت بدافع الفضول أو للضرورة.