منذ عامين ويعاني سوق قطع غيار السيارات في مصر بشكل كبير ليس فقط بسبب الانخفاض الكبير في حجم المبيعات الذي وصل إلي 60% ولكن ايضا بسبب الانفلات الأمني الذي جآء بعد الثورة، ارتفعت المديونيات بشكل كبير علي بعض تجار قطع غيار السيارات خاصة صغار التجار، بسبب عدم قدرتهم علي السداد بسبب تراجع المبيعات. من جانب آخر ارتفعت أسعار قطع الغيار للسيارات في السوق المحلية بسبب ارتفاع أسعارها عالميا وكان لارتفاع أسعار الدولار واليورو سبب مباشر في ذلك. الزيادة طالت كل الموديلات يقول دسوقي السيد دسوقي رئيس شعبة قطع غيار السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية أن الثورة كان لها تأثير مباشر وسلبي علي سوق قطع غيار السيارات بالسوق. ويوضح دسوقي أن التغيرات التي حدثت علي مستوي سوق قطع غيار السيارات كان علي مستويين الأول الأسعار والثاني المبيعات. ويضيف بأن أسعار قطع غيار السيارات لجميع الماركات والموديلات ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 10 - 15% في السوق وذلك يرجع بشكل اساسي إلي ارتفاع سعر العملات الأجنبية سواء الدولار أو اليورو التي شهدت اسعارها ارتفاعات تدريجية خلال العامين الماضيين بعد الثورة وهما عامي ،2011 2012. ويشير دسوقي إلي أن ارتفاع المخاطر بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة في مصر كان لها تأثير ايضا علي أسعار السيارات وقطع غيارها. ويؤكد دسوقي بأن تجار قطع الغيار خسروا كثيرا خلال العامين الماضيين بسبب الأحداث السياسية والانفلات الأمني وليس بسبب تراجع الاقبال. ويوضح دسوقي أن الاقبال علي شراء قطع غيارات السيارات لم تتأثر بتراجع مبيعات السيارات لأن أي سيارة جديدة لا تتطلب قطع غيار إلا بعد عامين من التشغيل علي الأقل. ويشير دسوقي إلي أن خسائر تجار قطع غيار السيارات وصلت إلي ما بين 50 - 60% خلال العامين الماضيين بعد الثورة، وذلك بسبب الاعتصامات والاحتجاجات والمطالب الفئوية التي تجبر التجار علي اغلاق محالهم. ويوضح دسوقي أن محلات قطع غيار السيارات المتواجدة في محيط ميدان التحرير، خاصة في التوفيقية وشارع زكي وشارع شامبليون وعابدين وشارع البورصة هم أكثر التجار الذين يعانون من تراجع المبيعات وتحقيق أكبر حجم من الخسائر بسبب تراجع الاقبال عليها بالاضافة إلي اغلاق المحلات في ظل وجود مظاهرات أو مليونيات. ويؤكد دسوقي أن حوالي 20% من تجار قطع الغيار في منطقة الأزبكية توقفوا عن النشاط بسبب تراكم المديونيات عليهم. خسائر فادحة ويشير دسوقي إلي أن معظم صغار التجار في شعبة تجار قطع غيار السيارات شبه توقفوا عن العمل بسبب تراكم المديونيات عليهم. وأكد أن هناك زيادة كبيرة جدا في عدد الدعاوي القضائية المرفوعة علي تجار قطع الغيار بعد الثورة بسبب عدم قدرته علي الوفاء بالكمبيالات والشيكات المستحقة عليهم. ويؤكد دسوقي أن حجم خسائر مبيعات قطع غيار السيارات وصلت إلي 60% بسبب الانفلات الأمني. السرقات ويضيف ألبير متي مسئول مبيعات قطع غيار السيارات بأحد معارض مرسيدس بنز أن هناك ارتفاع في أسعار قطع غيار السيارات بعد الثورة بنسبة كبيرة، ويوضح متي أن قطع غيار سيارات المرسيدس ارتفعت ما بين 60 - 70% بعد الثورة خلال عامي ،2011 2012. ويقول ألبير أن ارتفاع الأسعار يرجع إلي ارتفاع اسعار اليورو عالميا، وارتفاع أسعار الانتاج، ويؤكد ألبير أن هناك تراجع كبير في مبيعات قطع الغيار بسبب تراجع مبيعات السيارات حيث قام عدد كبير من العملاء بالغاء الحجوزات، ويشير متي إلي أنه قبل الثورة كان هناك ارتفاع كبير في المبيعات. ويضيف ألبير إلي أن تراجع مبيعات السيارات وقطع غيار السيارات يرجع إلي المشكلات المتعلقة بالانفلات الأمني وخوف العملاء من السرقة والحوادث. ويقول ألبير أن الملاحظة الأساسية التي يمكن رصدها بعد الثورة هي زيادة الاقبال علي شراء زجاج السيارات والفوانيس بسبب كثرة الحوادث والسرقات.