افتتح الرئيس السوداني عمر البشير أول مصفاة للذهب في البلاد، يصفها المسئولون بأنها أكبر مصفاة من نوعها في إفريقيا. ويقول المحللون إن هذا جزء من استراتيجية حكومة الخرطوم لتعويض الخسارة التي تكبدتها في عوائد النفط عقب انفصال جنوب السودان في العام الماضي. وستنتج مصفاة السودان للذهب أكثر من 328 طنا من الذهب كل عام. وكان وزير المالية السوداني قد قال الشهر الماضي إن تصدير الذهب سيحظر من السودان عند افتتاح المصفاة. ويأمل السودان - كما تقول وكالة رويترز للأنباء - في بيع ذهب بقيمة 3 مليارات دولار هذا العام، مضاعفا بذلك عوائد العام الماضي. ويتمتع السودان بإمكانات كبيرة من هذا المعدن، غير أن أرقام الإنتاج من الصعب تأكيدها بسبب عمل عدد من المناجم غير الرسمية التي تتولي جزءا كبيرا من صناعة الذهب. وقال رئيس المصفاة محمد حسن عثمان إن المصفاة هي أول مشروع من نوعه في السودان، والثاني في إفريقيا لإنتاج واستخراج الذهب والفضة بجودة ونقاء عاليين. وقال أزهري الطيب، وهو مدير مصفاة أخري، إن المصفاة ستعالج الذهب من دول أخري في المنطقة، مثل مصر، وإرتريا، وتشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطي. عوائد مفقودة ومن المعروف أن مصفاة راند في جنوب إفريقيا - التي توصف بأنها أكبر مصفاة للذهب في العالم، وتعالج معظم ذهب إفريقيا - تنتج سنويا 600 طن من الذهب. وكان جنوب السودان قد استقل في شهر يوليو من العام الماضي، مقتطعا معه ثلاثة أرباع من إنتاج السودان من النفط، وإن كان لا يزال يعتمد في تصديره علي خطوط أنابيب تمر عبر أراضي السودان. وقد نشب خلاف كبير في شهر يناير الماضي بين البلدين بشأن رسوم نقل النفط، وحدا بجوبا إلي اغلاق صناعتها النفطية التي تبلغ 350 ألف برميل يوميا بالكامل. وأدت تلك الخطوة إلي نقص كبير في دخل السودان، وأجبر هذا الخرطوم علي فرض تخفيض في النفقات. ولاتزال مفاوضات إنهاء الخلاف بين البلدين مستمرة.