أصاب الخبراء الاحباط وخيبة الأمل علي حد وصفهم بعد التغييرات الجديدة في شركتي القابضة للغزل والنسيج بتعيين المهندس فؤاد عبدالعليم خلفا للمهندس محسن الجيلاني التي قبلت استقالته خاصة ان الرئيس الجديد يبلغ من العمر 69 سنة كما تعيين الدكتور عادل عبدالحليم رئيسا للشركة القابضة للأدوية بعد تقديم الدكتور مجدي حسن استقالته واعتبر الخبراء هذه الاختيارات هو اصرار الادارة الحالية بالتمسك بفكرها البالي ولم تستعن بكوادر جديدة من الشباب خاصة أن بعض المصادر وصفت عبدالحليم بأنه الطفل المدلل لوزيرة القوي العاملة سابقا عائشة عبدالهادي رغم وصول سنه الي 60 سنة . وجاءت هذه الاستقالات الجماعية لأسباب عديدة في مقدمتها الظروف الصحية لبعض رؤساء هذه الشركات مثل الدكتور احمد الركايبي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية حيث من المتوقع اعلان البديل خلال الشهر الحالي بجانب تراجع الأرباح وانخفاض الإنتاج والمطالب الفئوية التي شهدتها عدد من الشركات مؤخراً، وهو ما تسبب في عجز بعض رؤساء هذه الشركات عن العمل في ظل هذه الأوضاع التي تشهدها الشركات القابضة وكذلك الشركات التابعة لها. وكان عدد من رؤساء الشركات القابضة قد تقدموا باستقالتهم أيضا منهم المهندس عادل الموزي رئيس الشركة القابضة الكيماوية وأحمد السيد رئيس القابضة للتشييد والبناء. وهذه الاستقالات معروضة علي الجمعيات العامة للشركات وسوف تعقد يوم 10 يونية الجاري الجمعيات العامة ل3 شركات قابضة أخري. وشغل رئيس الشركة القابضة للغزل الجديد العديد من المناصب منذ فترات ما قبل الثورة حتي تم قبول استقالته من شركة غزل المحلة التي يبلغ عدد عمالها 22 ألف عامل، عقب ثورة يناير بعدة أشهر، وكان عضوا منتدبا لشركتي العربية وبوليفار قبل أن يتولي حاليا رئاسة اللجنة المعنية باسترداد شركة غزل شبين بعد حكم بطلان خصخصتها. أما الرئيس الجديد للقابضة للأدوية فكان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة سيد للأدوية حيث أكد مصدر مسئول بالشركة القابضة للأدوية ان عبدالحليم البالغ من العمر نحو 60 عاما كان أصغر المرشحين لخلافة مجدي حسن وهو ابن من ابناء الصناعة ويحمل كل مقومات الادارة الرشيدة . في حين رأت مصادر علي علاقة وطيدة بسوق الدواء أن هناك كوادر علي أعلي مستوي من الشباب وأن تعيين عبدالحليم اصاب الجميع بالصدمة بسبب انه الطفل المدلل لعائشة عبد الهادي وهو ما يشير الي ان فكر وأسلوب الادارة البالية ما زال يتحكم في شركات قطاع الاعمال العام التي سوف تنزلق قريبا الي الجحيم . وأكد الدكتور عبدالرحمن جاب الله أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان إن البقاء في المنصب لفترات طويلة كما هو حال رؤساء شركات قطاع الاعمال العم يصاحبها العديد من السلبيات أهمها عدم تجديد الفكر الإداري وإحباط قيادات الصف الثاني مع عدم تمكنهم من شغل المناصب القيادية. شدد علي ضرورة تطبيق الفكر الخاص في إدارة الشركة وتفعيل دور الأجهزة الرقابية كمعيار لقياس مدي نجاح أي رئيس شركة. وأكد أن غالبية حكومات العالم تتجه حاليا للاستعانة بالشباب في المناصب الحكومية المهمة، مؤكدا ايضا دور الخبرة وأهميتها في إدارة الشركات مشيرا الي انه وبالرغم من ضرورة الاستعانة بالشباب فلا بد ألا تكون المسألة إحلال جديد بقديم بغض النظر عن الخبرات التراكمية للسابقين في المناصب القيادية ممن يتمتعون برؤي أكبر وأشمل من واقع ما اكتسبوه من خبرات في حياتهم العملية. لذلك يجب أن يكون هناك توازن في الاختيار وان يكون مبنيا علي شروط كثيرة أهمها التأهيل لتولي القيادة. أكد أن إدارة أصول الدولة تحتاج إلي تطوير نظم الإدارة والاستعانة بالخبرات والكفاءات المختلفة في جميع المجالات الاستثمارية والتصدي للبيروقراطية وتنقية التشريعات المنظمة لإدارة الاستثمار في مصر ونقل الأغلبية العظمي من هذه الأصول لإدارتها من قبل القطاع الخاص مع احتفاظ الدولة بالرقابة والشراكة من خلال ما يسمي بالسهم الذهبي.