يتأكد لي دائما عبر رحلة أيام العمر أنه في "الحالة المصرية" كلما نجح إنسان سارعت معاول الهدم لضربه بشائعة أو بحدوتة سخيفة أو بشعار كاذب أو بتصنيف عبيط ودائما ما يكتشف الناس هذه اللعبة ذلك ان الشعب المصري "فراز" وقادر بحس غريب علي التمييز بين من يخدمه ومن يخدعه ولا أزال حائرا في قضية النجاح في مصر نحن لا نحب نجاح الآخر لأسباب يحللها د.عكاشة أو السيد يسين كاتب علم الاجتماع السياسي. يتأكد لي أن الرئيس المحتمل لرئاسة مصر أحمد شفيق في المقدمة وأبسط دليل الصراخ الهيستيري لو نجح شفيق تبقي الانتخابات مزورة (!!) ونباح آخر لو نجح شفيق سنقوم بثورة ثانية (!!) وعويل ثالث: نجاح شفيق معناه عصر مبارك بشرطة (!!) غريبة أن يصادر الصراخ الهيستيري إرادة الناخبين مع أن الناس فقراؤهم قبل أغنيائهم سيعطون أصواتهم لشفيق طواعية وبإرادتهم ودون ضغوط ودون رشاوي عينية رخيصة هؤلاء استمعوا لخطباء المساجد وكهنة الكنائس.. هؤلاء رأوا الملصقات والدعايات.. هؤلاء شاهدوا السلاسل البشرية.. هؤلاء "كوَّنوا" معتقدا له جهة يأخذ منها البركات، فهو "الحلم" الذي يعيد لمصر هيبتها التي سقطت ويعيد إليها رونقها الذي ضاع ويعيد لها مكانتها التي هبطت ويعيد لها وجهها المشرق حقا هو رجل "أفعال" وليس رجل "كلام" الفعل عنده قبل أي كلمة وهو الموزون الحاسم الباتر قلت لطيار: هل تنتخب شفيق؟ فقال: انتخب جلادي؟! فقلت بدهشة: جلاد؟! فقال الطيار واكتم اسمه كفاية انه فصلني سنة وشهرا لأني سمحت لأحد الركاب ان يدخل كابينة الطيار واللي أوصل المعلومة من الطائرة!! قلت له: انها غلطة تستحق الفصل نهائيا. ولم يرد الطيار سوي بعبارة واحدة: "هو ما يعرفش أبوه في الغلط" لاحظوا أن هذا رأي طيار أخطأ وعاقبه شفيق وهو خطأ جسيم لطيار معه أكثر من 400 روح بني آدم. شفيق الذي استلمه الفيسبوك يوما لأنه كان يرتدي البلوفر كان بامكان شفيق أن يلبس "اللي ع الحبل كله" لكنه بحكم طبيعته رجل متواضع ظن ان الشباب سيرحبون بتواضعه ولكننا نعشق المظاهر والعين الحمرة! شفيق الذي طلع في برنامج تليفزيوني وقال له علاء الأسواني: أنا أفهِّمك؟!! قالها مخاطبا شفيق ولم يكن في استطاعة أبوسيف علاء ان يقول هذه العبارة لوالده الكاتب الساخر الأسواني الكبير "عباس الأسواني" الذي ربطتني به صداقة الحرفة ما كان باستطاعة علاء أن يملي رأيه علي والده الذي أحيا "فن المقامات الأسوانية" في الأدب وكان بإمكان أحمد شفيق القوي المخيف لرتب الطيران الكبيرة ان يلقن أبو سيف درسا مهما في أدبيات الحوار، لكن تواضعه واحترامه لأديب شاب وحياؤه الجم منعه من الشدة والحسم الذي اتصف بهما. شفيق الذي أعلن أن مبارك مثل أعلي له يدلل علي الوفاء والأصل والشبع النفسي والثقة وليس التحول والتنطيط والنذالة قالها شفيق سواء اتفقنا معه أو اختلفنا لكنه رجل براء لا يخاف ولا يهاب وعبارته ليس فيها شبهة "نفاق" لمبارك وقد صار رئيسا سابقا مثل هذا الرجل يحمل مبادئ وليس عميلا لهيئة أو دولة أو قيادة دينية، شفيق رجل مسلم متحضر وسطي يؤمن بالاستفادة من الكفاءات والاحتكاك بالعالم للنهوض من كبوتنا.. شفيق يحترم اقباط مصر بلا تزييف أو ادعاء وهم يرتاحون لوجوده.. شفيق لديه قناعة بدور المرأة في مجتمع ولا يميز أحدا إلا لكفاءته و"خبرته" شفيق قادر علي تفعيل القوانين واستعادة أمن البلد وقادر علي "حصد" البلطجية وايداعهم السجون مرة أخري انه قادر بعون الله ان يعيد المصريين الذين هاجروا من مصر بعد الثورة هروبا من انفلات أمني وأخلاقي مرة أخري إلي مصر وسط دولة مدنية يمد العالم يده لها.