حذر خبراء ومحللون اقتصاديون من المبيعات المكثفة التي يشنها المصريون بانتظام منذ أكثر من 4 أسابيع، في البورصة المصرية وكبدتها أكثر من 45 مليار جنيه، ما قد يفتح الباب علي مصراعيه لزيادة نفوذ المستثمرين الأجانب مما قد يتيح الفرصة لهم تملك حصص حاكمة في شركات عملاقة ومهمة بالسوق. وقال الخبراء إن كل عمليات البيع التي قام بها المصريون خلال الفترة الماضية، قابلتها عمليات شراء منظمة من قبل المتعاملين الأجانب، ما قد يثير المخاوف من زيادة استحواذهم علي نسب كبيرة في شركات مهمة، خاصة أن الوضع الحالي الذي وصفه الخبراء ب "المتردي"، قد يسمح للأجانب بالتوغل في البورصة استغلالا للظروف الحالية ومن ثم استحواذهم علي حصص حاكمة بشركات حيوية. إلي ذلك كانت الفترة الأخيرة قد شهدت العديد من حالات الاستحواذ سواء المحلية أو الأجنبية، منها أربعة عمليات استحواذ بعد الثورة، حيث تعرضت معظم الشركات لخسائر كبيرة وهو ما جعلها تبحث عن شريك قوي يخرجها من عثرتها، بالإضافة إلي تربص الشركات العالمية للاستحواذ علي قطاعات معينة واعدة، استغلالا للظروف الحالية، التي شهدتها السوق مؤخرا في أعقاب الثورة. ويقول الخبراء إن غياب المحفزات والأخبار الإيجابية من ناحية وتجاهل المسئولين والقائمين علي سوق المال بما تشهده البورصة من ناحية ثانية، علاوة علي الأوضاع التي تعيشها البلاد حاليا من توترات سياسية واضطرابات من ناحية ثالثة، جعل من البورصة "فريسة" للمضاربين وزيادة توغل الأجانب ما قد يضاعف من خسائر البورصة ويعمق من جراحها، التي بدأت في الاتساع منذ بداية العام الجاري وحتي نهاية الأسبوع الماضي، لتصل الخسائر إلي أكثر من 171 مليار جنيه منذ اندلاع ثورة يناير وحتي نهاية الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري. من جانبه حذر رئيس قسم البحوث الفنية بشركة "أصول" للوساطة في الأوراق المالية إيهاب سعيد، من تدهور الوضع في البورصة لأكثر مما هو عليه الآن خاصة أمام أعين المسئولين والقائمين علي سوق المال، مشيرا إلي أن ذلك الوضع سيدفع بالبورصة إلي منطقة يصعب معها إنقاذها، لافتا إلي أن الأغرب من هذا هو عمليات البيع المنظمة من قبل المصريين في جميع الأسهم بلا استثناء بلا مبرر أو سبب واضح حقيقي ما قد يفتح الباب علي مصراعيه لزيادة نفوذ المستثمرين الأجانب واتساع رقعة تعاملاتهم ما قد يمنحهم فرصة بالاستحواذ علي حصص حاكمة في شركات وقطاعات حيوية واستراتيجية بالسوق مما قد يشكل خطرا علي الاقتصاد المصري فيما بعد. وأضاف سعيد أن البورصة تكبدت خسائر جاوزت ال 45 مليار جنيه في الأسابيع الأربعة الأخيرة من جراء البيع العشوائي للمصريين غير المفهوم أيضا، مشيرا إلي أن الأجانب كانوا يتبعون سياسة البيع منذ اندلاع الثورة وحتي نهاية شهر أغسطس الماضي، إلا أنه ومع الضغوط البيعية المكثفة للمصريين ووصول أسعار الأسهم لأدني مستوياتها في 9 سنوات أي منذ ،2003 وجدوا أن ذلك فرصة كبيرة للدخول بقوة وتحويل دفتهم نحو الشراء في محاولة لاقتناص الفرص المتاحة. من جانبه يقول العضو المنتدب بإحدي شركات الاستشارات المالية والفنية محمد حجازي إن الحالة السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد حاليا بجانب الأزمات الاقتصادية العالمية بأوروبا وأمريكا أثرت علي البورصة المصرية والتي تعاني في الأساس من تضارب القرارات وتردي الحالة الداخلية. وأضاف أن فئات المستثمرين لا تعبر عن الواقع، فهناك مستثمرون مصريون مسجلون بأكواد أجنبية، وأوضح أن المهم الاستثمارات، والتدفقات النقدية بالبلاد فالاحتياطي يتراجع وهناك إصرار من وزارة المالية علي طرح أذون خزانة بفائدة عالية تصل إلي 13%، مما يدل علي أن الاقتصاد المصري بات في وضع خطير للغاية، مشيرا إلي أن العائد المرتفع شجع علي الاستثمار بأذون الخزانة باعتبارها مضمونة والاقتراض من الخارج بفائدة أقل أفضل. من جانبه حذر المحلل المالي بإحدي بنوك الاستثمار نادي عزام من هروب المستثرين المتعاملين لأسواق أجنبية ومفاجأة الدولة بتملك جهات أجنبية بحصص كبيرة بشركات مصرية عملاقة واستراتيجية بأبخس الأسعار مما قد